اتهم الكيان الصهيوني المقاومة اللبنانية المتمثلة في “حزب الله”، بما أسماه محاولة انتهاك السيادة الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، وقال إنَّ “إسرائيل” ستتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بعد إعلان قوات الاحتلال عن أضرار بالشريط الحدودي في ثلاث نقاط مختلفة بين لبنان والأراضي المحتلة يوم الجمعة الماضي .
وفي هذا الصدد اعتبر وزير الخارجية في حكومة الاحتلال “يسرائيل كاتس” أنَّ هذه الأعمال تمثل انتهاكاً للسيادة الإسرائيلية على الحدود اللبنانية على حد تعبيره، فيما أدان هذه الأعمال واعتبرها تهديدات مباشرة ضد “إسرائيل” ، مع تكتم كامل عن تفاصيل الأضرار التي لحقت بالسياج .
من ناحية أخرى بين موقع “واللا” الإسرائيلي أنَّ المقاومة اللبنانية سببت حرجًا كبيرًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذكر الموقع أن جيش الاحتلال فوجئ بعملية اختراق السياج الحدودي مع لبنان، وأن مقاتلي حزب الله نجحوا بشكل كبير في إحراج الأنظمة الدفاعية لقيادة المنطقة الشمالية، ما يعكس خطورة الوضع الأمني العسكري في “إسرائيل”، خاصة وأنها منطقةٌ يتناوب على حمايتها عدة كتائب من جيش الاحتلال.
وبناء على ذلك؛ فإن رد الفعل الإسرائيلي جاء متأخراً للغاية، بعد تنفيذ هذه العملية دونما أيّ شعور من القوات الإسرائيلية .
وتشير تلك المعطيات إلى أنَّ “حزب الله” استغل ثغرات الأنظمة الدفاعية للفرقة العسكرية رقم (91) على الحدود اللبنانية، وأظهر مستوى عال من الحرفية العسكرية، إضافة إلى جمعه معلومات دقيقة حول وجود ثغرات عسكرية مكنته من اختراق الداخل الإسرائيلي عن طريق تلك المواقع الثلاثة .
وأوضح الموقع الإلكتروني العبري أن “حزب الله” أراد ايصال رسالة عسكرية مهمة لـ”إسرائيل”، مفادها أنَّ الحزب يمكنه اختراق الحدود بسهولة والدخول للعمق الإسرائيلي متى يشاء.
ومن المؤكد أن الانتشار الكثيف للقوات الإسرائيلية التي سيرّت دورياتها عند الحدود، كما ألقت قنابل ضوئية تزامنا مع سماع أصوات انفجارات في الأراضي المحتلة، يبرهن على ضعف الموقف الإسرائيلي وارتباكه، ويفند مزاعم القيادات الإسرائيلية الواهية حول قدرات “الجيش الإسرائيلي” .
وكانت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” قد فتحت تحقيقاً في إطلاق “إسرائيل” قنابل فوق أجزاء من الحدود اللبنانية، حيث صرح الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” في لبنان “أندريا تننتي” ، أن رادارات اليونيفل رصدت قنابل مضيئة أطلقت عند حوالي الثامنة من مساء يوم الجمعة الماضي فوق عدة أجزاء من الخط الأزرق في المناطق المحيطة بميس الجبل، يارون وعيتا الشعب في جنوب لبنان، كما شاهد جنود اليونيفيل المتواجدون على الأرض هذه القنابل المضيئة وأبلغوا عنها.
وأكد الناطق الرسمي باسم قوات “اليونيفيل” الدولية أن قواته الأممية انتشرت في المنطقة، وعلى الفور بدأ رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء “ستيفانو ديل كول” اتصالاته مع الأطراف المعنية.
من جانبه دعا “تننتي” خلال اتصالاته مع القوى الأمنية اللبنانية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، الأطراف كافة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل تخفيف التوتر وإعادة الاستقرار على طول الخط الأزرق، وقال إن “جنود اليونيفيل متواجدون على الأرض والوضع الآن هادئ”.
تجدر الإشارة إلى أنَّ المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي”، أوضح أنه “بعد عملية تمشيط قامت بها القوات الإسرائيلية، اكتشف تضرر ٣ نقاط في السياج الحدودي مع لبنان، وذكر أن القوات المسؤولة عن السياج تقوم بإصلاح الأضرار بعد التأكد من عدم وجود أية خروقات أو أعمال تسلل إلى داخل “إسرائيل”، وفق تغريدة له على تويتر.
من جانبه نفى “الإعلام الحربي المركزي” التابع للمقاومة اللبنانية، تنفيذ أي عملية على الشريط الحدودي، مؤكداً أن كل ما ينسب إليه عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي حول تلك العملية، عار من الصحة جملة وتفصيلاً .
وكانت طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي، قد استهدفت سيارة تابعة للمقاومة قرب نقطة المصنع على الحدود السورية اللبنانية، الأربعاء الماضي، فيما لم يسفر ذلك عن سقوط شهداء، وفق ما أفاد به مصدر مقرب من المقاومة لوكالة “فرانس برس”.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” فإن السيارة التي تم استهدافها “مدنية”، ولم تشر الوكالة إلى هوية الجهة التي استهدفتها.
في خضم هذه الأحداث المتشابكة ،يظهر العدو الإسرائيلي بمواقفه الهشة عاجزاً عن إدراك وتفسير ما حصل وسيحصل ، مقدماً للداخل الإسرائيلي على وجه الخصوص، تبريرات مخجلة ومكشوفة للتغطية على فشله وارتباكه، فيما تسجل المقاومة اللبنانية انتصاراً جديداً يبرهن على قوتها وثباتها في مواجهته .