ما من شك أن العلاقات “اليمنية- السعودية” تستند إلى مصفوفة من الأسس الإستراتيجية والتاريخية والمصيرية التي تجعل هذه العلاقات متميزة ومتفردة ونموذجا◌ٍ يحتذى به في العلاقات بين الأشقاء.. وكما أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام في المملكة العربية السعودية الشقيقة يوم أمس الأول أثناء استقباله مجموعة من المشايخ والشخصيات الاجتماعية اليمنية¡ فإن العلاقات بين الشعبين الجارين تنمو باضطراد مستمر بفضل ما تحظى به من الرعاية والاهتمام من قبل قيادتي البلدين بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحرصهما الدائم على تعزيز وتطوير أوجه التعاون المشترك بما يعود بالنفع والمصلحة على الشعبين الشقيقين الجارين.
وبالفعل فقد برهنت الأيام على أن ما يجمع بين اليمن والسعودية ليس فقط روابط الجوار والإخاء والدين واللغة وأمومة الجغرافيا بل أن هناك من الأواصر والقواسم والوشائج الوثيقة والراسخة ما يجعل منهما نسيجا◌ٍ بشريا◌ٍ واحدا◌ٍ في الأصل والدم والتاريخ والتراث¡ وهو ما برزت آثاره العميقة في كل المحطات والمنعطفات والتحديات التي مر بها البلدان قديما◌ٍ وحديثا◌ٍ¡ حيث ظل أمن اليمن جزءا◌ٍ لا يتجزأ من أمن المملكة والعكس أيضا◌ٍ.
وقد تجلت ملامح هذا التشابك والترابط في المواجهة الأخيرة مع عناصر التمرد والتخريب الحوثية التي أرادت من خلال عدوانها السافر وانتهاكها للأراضي السعودية خلط الأوراق ومحاولة العبث بأمن الأشقاء الأمر الذي قوبل بموقف صارم ورفض قاطع من قبل اليمن قيادة وحكومة وشعبا◌ٍ¡ كما هو شأن الموقف السعودي الذي ظل داعما◌ٍ ومؤازرا◌ٍ لليمن ووحدته وأمنه واستقراره ومسيرته التنموية ونهضته وتطوره¡ وهو الموقف الأخوي الأصيل الذي سيظل اليمنيون ينظرون إليه بكل اعتزاز وتقدير لكونه سيبقى شاهدا◌ٍ حيا◌ٍ على ما يربط الشعبين اليمني والسعودي من وشائج الإخاء وروابط القربى والمصير الواحد.
ونحسب أن هذا التعانق الفريد قد أسهم بشكل كبير في التقدم بمسيرة العلاقات الخاصة والمتميزة نحو آفاق رحبة من التعاون والتكامل والشراكة بين البلدين في كافة المجالات وعلى مختلف الص◌ْعد. ومن الطبيعي في ظل هذا الزخم أن تكتسب هذه العلاقات وبخاصة منذ التوقيع على معاهدة جدة لترسيم الحدود بين البلدين في العام 2000م¡ أبعادا◌ٍ جديدة ودفعات كبرى للتعاون والاندماج أوجدت فرصا◌ٍ كبيرة من أجل مواصلة هذا النمو المضطرد في ما يصب باتجاه تحقيق المصالح المشتركة وزيادة المنافع المتبادلة¡ حيث تحولت النقاط الحدودية من نقاط تماس إلى جسور للالتقاء والتواصل وتبادل الزيارات وانسياب حركة السلع والمنتجات والتفاعل بين أبناء الشعبين في أبهى صوره وتجلياته.
وفي ظل كل هذه النجاحات¡ فقد أفضت حميمية العلاقات الأخوية ببين القيادتين الكبيرتين للشعبين الشقيقين للارتقاء بأطر التواصل والتشاور على مختلف المستويات لما من شأنه تنسيق المواقف حول كافة القضايا التي تهم البلدين الشقيقين والمنطقة والأمة العربية والإسلامية.
ولن ينسى الشعب اليمني أبدا◌ٍ المواقف الأخوية لأشقائه في المملكة العربية السعودية الداعمة لجهوده في مواجهة التحديات وسيظل يبادلهم الوفاء بالوفاء والحب بالحب.
ومثل هذه المواقف ليست غريبة على الأشقاء في المملكة وقيادتهم السياسية التي أكدت بحكمتها ورؤيتها الثاقبة والصائبة على أن الأخ لأخيه في السراء والضراء¡ وأن اليمن والسعودية هما في قارب واحد وقدرهما أن يسيرا معا◌ٍ يدا◌ٍ بيد متكاتفين ومتلاحمين في اتجاه ما يحقق تطلعات أبناء الشعبين الشقيقين في التطور والنماء والرخاء¡ والعيش في أمن وسلام لهما ولكل شعوب ودول المنطقة.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا