فوضى واغتيالات .. ونهب .. ابتزاز وانتهاكات بالجملة

تعز 6 سنوات في قبضة الميليشيات

 

 

تحالف العدوان يسيطر على باب المندب وأدواته تتصارع للسيطرة على “باب موسى”

ربما استطاعت الماكينة الإعلامية لحزب الإصلاح خداع بعض أبناء مدينة تعز وجعلهم مبكرا يقفون في الموقف الخطأ وضدا على تاريخ المدينة المشرق ودور أبناء المحافظة في صناعة التحولات العظيمة في الحركة الوطنية اليمنية في شمال الوطن وجنوبه كنخبة متعلمة وقوى عاملة حاضرة في كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في اليمن، لكن وبمرور الأيام تبين أن القوى التي ادعت أنها تخوض معركة الدفاع عن تعز ورفضت كل المبادرات لتجنيب المحافظة الصراع المسلح ، وعلى رأسها حزب الإصلاح، هي من صنعت المأساة التي عاشتها المدينة ولا تزال.
“الثورة” تتناول في هذا التقرير حصيلة 6سنوات من سيطرة مليشيات الإصلاح على مدينة تعز حتى وصل أبناء المدينة إلى قناعة أن كل تلك الشعارات البراقة التي كان يعلنها حزب الإصلاح ليست سوى ذر للرماد على العيون وعلى مدى ست سنوات ظلت تعز مسرحاً للجريمة والانتهاكات والفوضى ولا تزال.

الثورة / نجيب القرشي


تحرير تعز مزاد علني للارتزاق
معركة تحرير تعز كما يسميها مرتزقة العدوان، ولا نعلم تحريرها ممن؟ كانت عبارة عن مزاد علني للارتزاق وكسب الأموال المدنسة من دول العدوان وتشكيل جماعات مسلحة تدين بالولاء المطلق لحزب الإصلاح المتطرف إلا أن تلك الجماعات التي تبنت تحرير المدينة حولت المدينة إلى مدينة أشباح ووجد أبناء المدينة انفسهم يدفعون ثمن خيانة حزب الإصلاح للوطن وهرولته نحو الارتزاق من امنهم واستقرارهم ومن لقمة عيش أطفالهم.
الاغتيالات في تعز
الكثير من أبناء المدينة سقطوا برصاص الميليشيات في تعز في حوادث اغتيال سجلت اغلبها ضد مجهول، وكل من سقطوا كضحايا برصاص هذه الجماعة كانوا من الذين يعلنون رفضهم لحزب الإصلاح وجرائمه ضد أبناء المدينة ورغم تكرار حوادث الاغتيالات إلا أن مرتكبي تلك الجرائم لا يتم القبض عليهم أو توجيه التهم ضدهم رغم علم الجهات الأمنية ،لكنها تظل جرائم لا تسقط بالتقادم ويجب أن ينال مرتكبيها العقاب الرادع .
انتهاكات طالت تجار وملاك عقارات لدفع الأموال أو تحويل العقارات التي يملكونها إلى ثكنات عسكرية.
تعرض الكثير من أبناء المدينة للانتهاك من قبل الجماعات المسلحة التي تدين بالولاء لحزب الإصلاح ،فمن لم يتعرضوا للاغتيال والقتل بالرصاص تم الاستيلاء على عقاراتهم التي يملكونها في المدينة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وابتزاز ملاكها، إما الدفع للملايين أو تحويل عقاراتهم إلى ثكنات عسكرية تتمركز عليها ميليشياتهم المسلحة وتعريضها للخطر، الأمر الذي حدا بالكثيرين من أبناء المحافظة للخضوع للابتزاز ودفع الملايين لإخراج أفراد الميليشيات من عماراتهم وبيوتهم ومن رفضوا الابتزاز لا تزال بيوتهم تحت سيطرة الجماعة وهذه الانتهاكات التي ذكرنا نزرا منها تناولتها المواقع الإخبارية المحسوبة على حلفاء الإصلاح.
تزايد ملحوظ في نسبة الجرائم الجنائية
أبناء تعز لا يمر عليهم يوم إلا وتحدث جريمة في المناطق التي لا تزال تحت سلطة ما يسمى زوراً بالشرعية ،ما بين سرقة محلات تحت تهديد السلاح أو كسر أقفال العمارات التي تركها أصحابها لوقوعها في خطوط التماس ونهب ما فيها من ممتلكات المواطنين أو ابتزاز الصرافين.
كما أن جرائم النهب والاستيلاء على أراضي المواطنين في تعز صارت منتشرة في المدينة والأرياف حيث تجد عصابات نهب الأراضي الحماية من قادة الميليشيات الإخوان الذين يتسببون في كثير من قضايا الأراضي في تعز وأريافها في جرائم قتل بين المواطنين في غياب الأجهزة المختصة وعدم قيامها بدورها لسطوة حزب تلك القيادات عليها حيث سجلت العديد من الاعتداءات على القضاة وأعضاء النيابة العامة.
تعز والأمراض والأوبئة
تعاني المدينة الكثير من الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا والمكرفس والملاريا كما أن المستشفيات التي تستقبل المرضى لم تسلم من الاعتداءات المتكررة للميليشيات المتصارعة على النفوذ في المدينة، حيث سجلت الكثير من الاعتداءات على مستشفى الثورة العام بتعز ، إما باقتحام المستشفى لملاحقة جرحى اسعفوا إليه وتصفيتهم بداخله أو التعرض لإدارة المستشفى وطواقمه الطبية ورغم ما يصل إلى المدينة من أدوية ومساعدات إنسانية أخرى إلا أن مليشيات حزب الإصلاح جعلتها مصدراً لكسب المال وخلال ست سنوات تحولت المستشفيات الحكومية في المدينة إلى مبان خاوية ، بينما ازدهرت المستشفيات الخاصة المملوكة لأعضاء وقيادات إصلاحية ، والحال ذاته ينطبق على الكثير من المدارس الحكومية في المدينة.
معاناة المسافرين من أبناء المدينة
رفض حزب الإصلاح للمبادرات التي اعلن عنها لفتح الطرق والممرات حول المدينة تسبب في بقاء معاناة أبناء المحافظة الذين يلجأون في تنقلاتهم من وإلى المدينة إلى عبور طرق جبلية ضيقة كطريق الدمنة الاقروض وطريق سامع أو عبر طريق حيفان الاحكوم طور الباحة التربة وهي الطرق التي تسببت في الكثير من الحوادث كونها طرقاً تخترق أودية ومرتفعات شاهقة وانحدارات خطيرة حيث يمثل السفر عبر هذه الطرق مغامرة غير محسوبة العواقب ،ولولا تصلب مليشيات الإصلاح ورفضها لمبادرات فتح الطرق حول مدينة تعز لكان بالإمكان تجنيب المدينة وأبناءها المعاناة التي يعيشونها عند انتقالهم من وإلى مناطقهم.
صراع قوى ثلاث مختلفة التوجهات والأيديولوجيات
لم ينس أبناء المدينة الصراع المسلح الذي حدث بين مليشيات حزب الإصلاح من جهة وكتائب أبو العباس ذي التوجه السلفي من جهة أخرى والذي اجبر المواطنين على مغادرة المدينة والبقاء في منطقة الكدحة غير البعيدة عن المدينة.
الصراع المسلح بين الطرفين المتحالفين كان بسبب الاختلاف على الدعم الذي تقدمه السعودية والإمارات من أموال وسلاح حيث اتهم أبو العباس في لقاء صحفي نشر قبل ما يزيد عن عام مليشيات الإصلاح في تعز بنهب الأموال والأسلحة التي تأتي من دول تحالف العدوان.
وفي الآونة الأخيرة ،توسع الصراع بين المكونات المختلفة الأيديولوجيات والتوجهات “الناصري والاشتراكي والإصلاحي والسلفي” مع أنهم جميعاً موحدون في تبعيتهم لتحالف العدوان ، إذ يتهم الإصلاح من قبل حلفاء الأمس -خصوم اليوم- بفرص السيطرة الأحادية على المدينة وتهميش بقية القوى.
التنافس للسيطرة على مديريات المحافظة امتد إلى مناطق الحجرية وكان مصرع القيادي المرتزق عدنان الحمادي أحد عوارض ذلك الصراع الذي يدور بين الميليشيات الممولة من السعودية والأخرى الممولة من الإمارات.
وفي حين تنشغل تلك الميليشيات بالسيطرة على أحياء المدينة التي تحولت إلى نسخة من قندهار الأفغانية ، وعلى المديريات الجبلية في الأرياف، استأثر تحالف العدوان بمديريات الساحل التعزي من ذوباب في باب المندب إلى المخا ، واغلق كل الطرق المؤدية إلى الساحل التعزي باستثناء الطريق الساحلي ، ولا يستطيع أبناء تعز دخول المخا أو ذوباب إلا عن طريق عدن وبعد إذن مسبق من قيادة تحالف العدوان التي تهدف إلى السيطرة على باب المندب ،بينما تتصارع الميليشيات للسيطرة على “باب موسى”.

قد يعجبك ايضا