هكذا دّمر تحالف العدوان قطاع الزراعة في اليمن لتجويع اليمنيين؟

 

احتراق وتدهور مساحات واسعة من التنوع الحيوي موزعة ضمن مساحة تقدر بـ (100) كم مربع
تدمير وقصف أكثر من خمسة آلاف حقل ومساحة زراعية وثلاثة آلاف و500 بيت زراعي
قصف أكثر من 39 مجمعاً وإرشاداً زراعياً و81 مركزاً ومخزن تبريد زراعي و41 جمعية زراعية تعاونية و40 سوقاً زراعياً ريفياً
نفوق عشرات الآلاف  من الأبقـــار والمـــاعز ومئــــــات الآلاف من الدواجــن

منذ قيام الرومان بزرع الملح في حقول القرطاجيين خلال الحرب البونيقية الثالثة قبل الميلاد، والشواهد التاريخية تتكرر عن همجية الحروب في هذا العالم ، إذ عمدت آلة الحرب لتحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية عن قصد إلى ارتكاب أبشع الجرائم في التعدي على المنشآت الزراعية والأراضي الزراعية والمحاصيل والتربة لتجويع اليمنيين خلال حربهم القذرة ، فضلاً عن إعدام الطيور والحيوانات ممّا أثّر ذلك على الصحة العامة والبيئة.

الثورة / نجيب علي العصار

ويؤكد تقرير برلماني حديث أن المخاطر المباشرة وغير المباشرة التي تعرض لها القطاع الزراعي المصدر الرئيس للدخل لنسبة 73% من السكان في اليمن ، كّبدت اليمن خسائر فادحة بسبب الحرب الهمجية التي شنته السعودية وتحالفها المسنود بدعم غربي.
وأشار التقرير إلى أن الطائرات الحربية لتحالف العدوان الهمجي خلال الفترة 2015-2018م، دّمرت في الثروة الزراعية والحيوانية خمسة آلاف و10 حقول ومساحة زراعية وثلاثة آلاف و500 بيت زراعي محمي ومنتج محاصيل، وثلاث مزارع إنتاج حكومية و39 مجمعاً وإرشاداً زراعياً و81 مركزاً ومخزن تبريد زراعي و41 جمعية زراعية تعاونية و11 مشتلاً زراعي، وألف و16 مزرعة محاصيل و40 سوقاً زراعياً ريفياً و114 حراثة وحصادة، وثلاثة ملايين و500 ألف قطيع متنوع من المواشي و370 مزرعة دواجن ومواشي و41 ألفاً و575 خلية نحل.
وأكد تقرير لجنة المياه والبيئة في البرلمان أن الحرب أدت إلى نفوق أكثر من 380 رأساً من الأبقار وأكثر من 18 ألفاً و500 رأس من الأغنام والماعز وأكثر من 50 ألفاً من الدواجن.
ووفقاً للتقرير، فإن العدوان تسبب في إحراق المساحات الخضراء في أغلب المحافظات، كما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية والحيوانات في تهامة وأبين ولحج.
وبيّن أن احتراق وتدهور مساحات واسعة من التنوع الحيوي موزعة ضمن مساحة تقدر بـ(100) كم مربع والتي تمتد على طول السلسلة الجبلية والمناطق الصحراوية والساحلية وتقدر قيمة الموارد المحروقة بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى قتل وتدمير الموائل الطبيعية التي تأوي الكائنات الحية.
كما تسبب في ازدياد رقعة التصحر وبوجه خاص بالمناطق الغربية والجنوبية في تهامة وتعز ولحج وأبين والمحافظات الشرقية مثل وادي حضرموت وكذا محافظة صعدة، والتي تعرضت لأضرار في مختلف الجوانب جراء العدوان.
و نبه التقرير إلى مخاطر تلوث مياه الخزانات الجوفية ومياه البحر في عدد من المحافظات ، بسبب توقف محطات معالجة الصرف الصحي وتسرب المياه العادمة إلى المياه الجوفية أو تصريفها إلى البحر، ناهيك عن تلوث التربة الزراعية وانسداد شبكات الري الزراعية.
وخلص التقرير إلى أن الزراعة في اليمن واجهت العديد من الإشكاليات والأضرار الناتجة عن العدوان ، كالتدمير للأراضي والمناطق الزراعية مما أدى إلى اختلال التوازن الطبيعي البيئي وأضعف خصوبة التربة، موضحا أن درجة الحرارة العالية الناتجة عن القصف بالصواريخ والقذائف مصحوبة بدرجة حرارة عالية تؤدي إلى حرق الطبقة السطحية الخصبة من الأرض، ممّا أدى إلى زيادة التصحر في طبقة التربة السطحية وتغير خصائصها بالإضافة إلى ملوحة التربة ،
وحذرّ التقرير من التأثير السلبي طويل الأمد على القطاع الزراعي، والذي يتطلب لهذه الأراضي المتضررة سنوات عديدة لاستعادة الخصوبة وإعادة زراعتها مرة أخرى .
كما لفت إلى التقرير إلى أن تجريف الأراضي الزراعية يؤدي إلى زيادة التصحر وانعدام الأمن الغذائي وتوقف الري نتيجة انعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها إذا توفرت وصعوبة التسويق، جلّها عوامل تؤدي إلى إحجام المزارعين عن الإنتاج لارتفاع تكاليفه.
توقف نظام الري
يقول الفلاح مثنى حسين ، يعمل في الزراعة منذ طفولته، وهو واحد من بين آلاف المزارعين في اليمن: إنه تضرر بشدة من ارتفاع أسعار الديزل بسبب الحرب والعدوان .
وأشار في حديثه لـ “الثورة” إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة، وأصاب الجفاف محاصيلهم بعد توقف نظام الري الذي يعتمد على المشتقات النفطية ، نتيجة انعدامها وارتفاع أسعارها، وكذلك ارتفاع أسعار المبيدات الزراعية وانعدامها .
انعدام الأمن الغذائي
وعلى المستوى الإنساني تفاقمت معاناة اليمنيين وازدادت سوءا بسبب استهداف آلة الحرب والعدوان للبنية التحتية ومنها قطاع الزراعة المصدر الرئيس للدخل لنسبة 73 % من السكان، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية “فاو” فإن أكثر من 17 مليون يمني يمثلون ما يقرب من ثلثي السكان انعداما حاداً للأمن الغذائي مع تجريف الحرب لسبل العيش و التغذية.
قطع أكثر من أربعمائة شجرة خلال 6 أشهر
جانبٌ آخر من جوانب التدمير البيئي أقل وضوحاً إنما ذو أهمية، يتمثّل في الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار الذي يؤدي إلى التدمير البيئي الطبيعي، فالاحتطاب الجائر نتيجة ارتفاع المشتقات النفطية وخاصة الغاز والديزل ، أدى إلى تزايد الطلب على استخدام الحطب في الاستخدام المنزلي وتشغيل الأفران في أمانة العاصمة والمحافظات.
ويؤكد تقرير أن الأشجار التي يتم قطعها شهريا تقدر بـ (72،100) الف شجرة وبإجمالي يصل إلى عدد (432,600) شجرة خلال 6 أشهر المستخدمة في أمانة العاصمة ، وينعكس ذلك على بقية المحافظات.
ولفت التقرير إلى أن أمانة العاصمة يسكنها 3 ملايين نسمة تقريبا والتي تمثل (10 %) من سكان اليمن فإن عدد (72،100) شجرة في (10) أضعاف لكل الأراضي اليمنية فإن الاستهلاك خلال (6) أشهر يساوي عدد (4,326,000) شجرة يتم قطعها والتي تقدر قيمتها بمليارات الريالات .

قد يعجبك ايضا