المآسي تخلق الأمم العظيمة

 

حمود أحمد مثنى
الصين اكبر كتلة سكانية في كوكب الأرض، لم تكن تلك الكتلة عائقاً أمام تطور الصين وتقدمها، بل على العكس تماما تحولت إلى عقول تفكِّر شبيهة بأجهزة الكمبيوتر بعملية تنظيمية، الجهاز الواحد إلى جانب الآخر يكوِّنان شبكة عملاقة مستفيدين من المساحة التخزينية والبرامجية لكل جهاز مهما كان العدد ملايين أو مئات الملايين ونفس المستوى فالأيدي كلها منتجة ولا بد أن يتم تأهيلها وتطويرها باستمرار في مجال الزراعة والصناعة والإنشاءات والذكاء الصناعي واصبح لدى الصين وفق البيانات الإحصائية اكبر طبقة وسطى قد تتجاوز 550مليون نسمة عام 2022م.. وكان تقرير الثروات الذي يصدره البنك السويسري سنوياً قد أظهر أن 100 مليون صيني مدرجون على قائمة الـ10% الأغنى على مستوى العالم منذ منتصف 2019م، وعلى العكس عندنا في الوطن العربي والعالم الإسلامي خدعونا بالانفجار السكاني وضرورة تحديد النسل لتحقيق التنمية وبتلك الخدع لا أصبحنا مثل الصين ولا اصبحنا مثل الغرب.
هذه المعرفة لدى الصين هي اتصال لعراقة الحضارة الصينية التي تميزت بحكومة مركزية قوية منظمة لكل جوانب حياة الصينين الأمنية والاقتصادية وبعد القوة العسكرية والأمنية تأتي أهمية التجارة وحماية تجارها وخدمة اقتصادها، لم ينافس الحاكم التاجر ولم يتحول التاجر إلى سياسي، الحاكم وكلٌ من العسكري والعامل والتاجر والمصلّح لديهم شاركوا في ابتكار طريق الحرير وطريق الفضة وطريق الشاي وطرق الدفاع عن النفس كلها من حضارات الصين الهائلة المجهولة لدينا نحن العرب والمسلمين رغم ما ذكر في الأثر ” اطلبوا العلم ولو في الصين ” ،ومن الغرب ابتكروا لنا طريق الاحتلال وطريق الاستغلال وطريق التدخلات والتمزيق للشعوب ومع ذلك حكام المنطقة يولون وجهتهم نحو الغرب مع أن الغرب يتخلون عنهم كلما انتهت مهمتهم .
وأمام الأزمة الصحية العالمية المتمثلة في انتشار فيروس “كورونا” القاتل أثبتت الصين قيادة وحكومة وشعباً تفوقها علمياً وإدارياً وأخلاقياً على أوروبا والغرب عموما بقدرتها على مواجهة جائحة فيروس كورونا وعلى الأهداف التي خلفها سواء كانت هناك أهداف أو لم تكن.

قد يعجبك ايضا