كيف يفكرون ؟ .. والأحداث

 

العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل

• قبل نهاية السنة الخامسة للعدوان، وبداية السنة السادسة، هناك أحداث غيرت مجرى الصراع في اليمن، والمنطقة العربية “سوريا، والعراق، ولبنان، والجزائر، وكذا في داخل الجزيرة العربية” ، وأحداث “كورونا” ، والتلهف لإشعال حرب ضروس في الشرق الأوسط، بالإنابة عن الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المنطقة، وكذا نيابة عن الدول الاستعمارية القديمة والحديثة .. وهذه النظرة يؤيدها الانتظار لفقدان المصالح في هذه المناطق .. وهذا شيء مؤكد، وإنَّ عَجْزَ الولايات المتحدة الأمريكية عن الحرب في هذه المنطقة، كان سابقاً، في الاستباق لخوض الحروب لحفظ المصالح، والهيمنة، وعرقلة مسيرة التحرر الاقتصادي والسياسي، وجعل الأمور – أولاً وأخيراً – في يدها وتحت نفوذها القوي.
• إن الظروف قد تغيرت جذرياً في جميع النواحي الاستراتيجية – عسكرياً واقتصادياً – ؛ بسبب اليقظة التي هي كل يوم في وضوح، للتحرك الشعبي والتعبوي ضد هذه المخططات . والشرح في هذا الموضوع يطول، لأنه عميق بكل معنى الكلمة، لأن هذا الصراع سينبثق – وبلا شك – عن قيام أنظمة أخرى، تحقق المطامح لشعوب المنطقة، والتغييرَ الجذري في كل المناحي.
• ونقول بصراحة : إن الشعوب تتلهف حقاً للمواجهة، فإذا دخلت الولايات المتحدة ، ستجد الأرض فتحت لها المقابر الأبدية، وسينمحي ظلها من على ظهر الكرة الأرضية، بكل معنى الكلمة، وما تحتها من معانٍ كثيرة.
• وهنا نقول : إن طَيَّ البساط للنفوذ الأمريكي، في العراق وسوريا ولبنان واليمن والجزيرة العربية ككل، قد بدأ ينشط بسرعة قياسية، للإطاحة بكل نفوذٍ للدول الاستعمارية، وعلى رأسها أمريكا.
• إن الحركات والمؤامرات التي تحيكها أمريكا في هذه المناطق، إنما هي حركة (المذبوحة )، التي تلفظ أنفاسَها الأخيرة؛ لأنه لابُدَّ – حسب المنطق – من حركة مُضادّة، تقوم بها الدول الاستعمارية للإطاحة بآمال شعوب المنطقة، ولكنها حركة ( المذبوحة) .. وهي التي تعطي إصراراً على إنفاذ إزهاق آخر نَفَسٍ للدول الاستعمارية في هذه المناطق.
• فما علينا إذن، حسب مجريات الأمور، إلّا الصبر الأكيد والثابت، على المواقف الإيجابية .. وقد بدأت هذه المواقف تعطي ثمارَها، بانسحاب أمريكا من كثير من المواقع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها العراق .. ولن تستطيع أمريكا ولا غيرها أن تبدأ حرباً في سوريا والعراق ولبنان واليمن والجزيرة العربية ، وحتى في الجزائر وغيرها من هذه الدول على هذه الخريطة .. وهم يرون بأعينهم الاضطرابات، حتى في “فرنسا، وبلجيكا، وهولندا، وألمانيا” وغيرها من الدول الغربية، حتى قبل حدوث ما يسمى بكورونا، وما “كورونا” إلّا إنذار لنتائج حرب، إن اشتعلت، فستؤدي إلى الأكثر والأسوأ، وهذا ما لا تستطيع تَحَمُّلَهُ الدولُ الاستعمارية، وعلى رأسها أمريكا.
* مفتي محافظة تعز

قد يعجبك ايضا