لماذا الرعب من كورونا؟

أحمد يحيى الديلمي

 

أحمد يحيى الديلمي

• حالة الرعب والترقب والخوف التي اجتاحت العالم بمجرد ظهور أول إصابة بفيروس كورونا لا تزال تتفاقم وتزداد حدتها بفعل اتساع نطاق انتشار الوباء ووصوله إلى قارات العالم بنسب متفاوتة مع توفر أجهزة الرصد الوبائي الغاية في الدقة ووجود الأقمار الصناعية القادرة على اختراق السماوات والأرض ، إلا أنها عجزت ولم تتوصل إلى تشخيص الوباء ومعرفة مكوناته كلما تم ويتم حتى الآن مجرد اجتهادات وتخمينات تثير الجدل استندت إلى فيروسات وبائية مماثلة آخرها فيروس ايبولا .
إلا أن من اكتشف الفيروس وحدد آليات المواجهة والحد من الانتشار السريع للوباء ظهر على شاشات التلفزيون ليعلن ما يمثله الفيروس الجديد من خطورة على مستقبل البشرية كونه من الجوائح المبهمة سريعة الانتشار والتمدد على نطاق واسع مما ضاعف الرعب ودفع الكثير من الدول إلى مضاعفة الإجراءات الاحترازية وزيادة معدلات الترصد الوبائي .
وفي حين أعلنت الصين أنها حدت من انتشار الجائحة وأن آلاف الحالات المصابة غادرت المستشفيات إلا أن حالات الإصابة تتضاعف على نطاق واسع ووصلت إلى دول القوة العسكرية والمادية والتكنولوجية.
ولم تتمكن هذه الدول بكل ما تمتلكه من عدة وعتاد من مواجهة حشرة غير مرئية غير أنها بادرت إلى رصد المليارات لمواجهة هذا الفيروس في جوانب احترازية فقط ، ولاتزال أجهزة البحث ومنظمات الترصد الوبائي تراقب العملية عن كثب دون أن تتمكن من الوصول إلى أي نتيجة ، الغريب أنه لم يتنبه أحد من الدول والباحثين إلى شيء بسيط وهو أن هذه الجائحة ابتلاء إلهي يحتاج إلى إعادة إحياء الضمير الإنساني وتجنب فناء البشر بلا مبرر فقط لحماية المصالح الذاتية والأشخاص ، وهاهو ترامب يصرخ بكامل قوته محذراً من هذا الفيروس دون أن يتعظ ويعود إلى نفسه ولو للحظات عندها سيعرف أن وجوده على رأس دولة كبرى وتصرفه بعبثية وجنون مع الدول الفقيرة ربما يكون أحد أسباب هذا الابتلاء الإلهي ، وهنا تتضح القدرة الغيبة للإله سبحانه وتعالى فقد أرعب العالم بحشرة صغيرة لا تشاهد بالعين المجردة بل وبأكبر الميكروسكوبات .
وهناك شواهد كثيرة في التاريخ تؤكد أن الخالق انتقم من الجبابرة والظلمة بأضعف المخلوقات كما حدث مع النمرود فقد قضت عليه بعوضة ، وهذه هي قدرة إلهية لا توازيها أي قوة ، ولا تستطيع قوة أمريكا والصين وروسيا أن تواجه هذا الميكروب الصغير لأن هذه الأسلحة هدفها فناء البشر والقضاء على الخصوم ممن يعارضون سياسة تلك الدول ولا علاقة لها بحياة الإنسان وسعادته واستقراره ، وهنا تكمن المفارقة العجيبة، فكم من المليارات أنفقت وتنفق لبرامج الفناء والإبادة الشاملة ولو أنها وجهت لخدمة البشر لكانت أوجدت عالماً آخر يزخر بالأمن والرخاء والاستقرار .
وهذا يتطلب من المسلمين أن يتعظوا ويتفكروا ويزدادوا ثقة بالله سبحانه وتعالى وقدراته الخارقة الكفيلة بإعادة توازن هذا الكون عبر نصرة المظلومين والضعفاء ، من لا يراهنون كثيراً على نصرة أمريكا والغرب فهاهم قد عجزوا تماما عن إنقاذ أنفسهم فأنا لهم أن ينصروا الآخرين ، وبالعودة إلى الله سبحانه وتعالى يمكننا أن نتغلب على كل الجوائح والمصائب ونُعيد للأمة وللإسلام رونقهما وبهائهما وتكون خطواتنا نحو المستقبل على الأساس السليم الذي وضع لبناته نبي الهداية محمد صلى الله عليه و آله وسلم وحدد منهاجه القرآن الكريم ، وإذا تمسكنا بهذه الثوابت فأننا سنتخلص من هذا الهلع والرعب ونُسلِم بإرادة الله وقدرته ونهتدي إلى الدواء الناجع الذي يخلصنا من هذا الوباء على قاعدة انه ما من داء إلا وله دواء .
في الختام أقول : إن العالم بعد هذا الفيروس سيكون في وضع آخر ليس كما كان في الماضي و أن الخارطة ستتغير من الناحية السياسية والاقتصادية لأن الفيروس أكد على أمر هام بداية العد العكسي لأمريكا وظهور قوة أخرى تتحكم في مصير العالم وهذا ليس على الله ببعيد .. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا