العدوان استهدف فروع شبام كوكبان وحبان الصعيد بشبوة، ومناخة في محافظة صنعاء ودمرها تدميراً شاملاً
رئيس المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي لـ”الثورة”: خسائر المؤسسة تجاوزت المليار ريال جراء العدوان والحصار الذي دفع بقدراتها التشغيلية إلى التعثر
استهداف منشآت المياه بالقصف والتدمير جريمة حرب مكتملة الأركان في كل دساتير العالم
تعرضت منشآت المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي الحيوية للقصف والتدمير في أكثر من موقع، ومع ذلك فإن المؤسسة تعمل بكل ما يتوافر لديها من طاقات من أجل استمرار خدمات المياه رغم الحصار المفروض على المشتقات النفطية وقطع الغيار للمعدات والمضخات.
مبتدئاً بهذه العبارات استجاب الأستاذ/ فواز أحمد قيران رئيس المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي- رغم زخمة مسؤولياته وخاصة في هذه الأيام التي تتطلب نزولا ميدانيا للإشراف والمتابعة عن كثب على أنشطة المؤسسة بشأن الوقاية الاحترازية من جائحة كورونا التي تجتاح العالم- وحاول أن يعطينا حيزاً من اهتماماته للإجابة على أسئلة الصحيفة.. الإجابات وإن جاءت مقتطفة، إلا أنها قد لامست شيئاً من المعاناة وأغنتها بما أمكن من الإيضاح.. فإلى تفاصيل الحوار:
الثورة / يحيى محمد الربيعي
يحتفل العالم بيوم المياه العالمي في 22 مارس من كل عام.. هل يمكن لنا الاطلاع على مدلولات هذا اليوم؟
– في كل عام تشارك اليمن العالم الاحتفال باليوم العالمي للمياه 22 مارس، وهي مناسبة لمراجعة ما تحقق من إنجازات في مجال تقديم خدمات المياه والصرف الصحي، إلا أننا نمر في هذه المرحلة بظروف استثنائية بسبب العدوان الغاشم على البلاد وبالذات استهداف العدو بشكل متعمد منشآت قطاع المياه ومحاولة إيقاف الخدمة، فقد تعرضت بعض منشآت المؤسسة الحيوية للقصف والتدمير في أكثر من موقع في بعض الفروع، وأكثر الفروع تضررا فروع: شبام كوكبان وحبان الصعيد في شبوة، ومناخة في محافظة صنعاء حيث تم تدميرها تدميرا شاملا، ورغم ذلك، فإننا- بفضل الله- وبفضل المساندة والدعم المستمر من قيادة وزارة المياه والبيئة ممثلة بمعالي المهندس نبيل عبدالله الوزير نعمل بكل طاقاتنا المتوفرة من أجل استمرار خدمات المياه رغم الحصار المفروض على المشتقات النفطية وقطع الغيار للمعدات والمضخات، وفي اليوم العالمي لهذا العام نذكِّر العالم بمعاناة اليمن خاصة في المؤسسات والهيئات الخدمية التابعة لوزارة المياه ومنها مؤسستنا الرائدة ونقول لهم إن تعرض منشآت المياه للقصف والتدمير تمثل جريمة حرب وتهجير قسري للمواطنين وهذا فعل مجرَّم في كل دساتير العالم ومواثيق الأمم المتحدة التي تقف عاجزة أمام صلف دول التجبر بقيادة إسرائيل وأمريكا وصهاينة العرب بقيادة النظام السعودي.
وباء الكوليرا، يطرح أن العدوان هو من يقف وراء انتشاره وانتشار الكثير من الأوبئة كنتيجة للسموم الناجمة عن القصف بأسلحة محرمة.. ما هو تعليقكم على ذلك باعتباركم جهة لها صلة بالتوعية والوقاية؟
– بكل تأكيد، العدوان تسبب في نشر الأوبئة والأمراض المختلفة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد كان للقصف والدمار آثار بيئية ونفسية على حياة المواطنين الأبرياء وبالذات الأطفال منهم وكبار السن والنساء.. ووباء الكوليرا الذي عم معظم المدن والقرى اليمنية في مقدمة تلك الأمراض، إذ لم يكن متفشيا بين اليمنيين قبل العدوان.. أضف الى ذلك الحصار المفروض على اليمن ومنع استيراد الأدوية والمستلزمات الصحية اللازمة لمعالجة الحالات المصابة بهذا الوباء.. الآن ونحن في العام السادس لازال العدوان يمعن في استهداف المؤسسات الخدمية المقدمة للخدمات الأساسية للمواطن كالمياه والكهرباء والمواصلات والمدارس والمعاهد والمستشفيات والمراكز الصحية كل ذلك أسهم بشكل مباشر في نشر الأمراض والأوبئة وعلى رأسها وباء الكوليرا.
وما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه المؤسسة في مواجهة الجائحة العالمية “كورونا”؟
– المؤسسة تعمل كل ما في وسعها لمواجهة فيروس كورونا تنفيذا لتوجيهات الدولة والحكومة وتوجيهات معالي وزير المياه والبيئة بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة وفقا للقرارات التي اتخذت بهذا الصدد، وقد تم اتخاذ العديد من التدابير الاحترازية اللازمة على مستوى الإدارة العامة والفروع.
مثلت الخمسة الأعوام الماضية كارثة حقيقية على كافة مجالات ونشاطات البلاد الحيوية للبلاد، والمياه والبيئة أحد تلك الأنشطة الحيوية.. بالأرقام، كم حجم الخسائر التي تسبب بها العدوان؟.
– بالفعل تسبب العدوان والحصار بكارثة حقيقية في البلاد وألحق خسائر بالممتلكات العامة والخاصة، وبالتالي فقد تكبدت المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي خسائر تتعدى المليار ريال وما نتج عن ذلك من صعوبات في تشغيل المعدات ومضخات المياه جراء انعدام المحروقات وقطع الغيار وارتفاع أسعارها، ونتج عن ذلك آثار مادية واجتماعية ونفسية للموظفين جراء انقطاع المرتبات وارتفاع تكاليف المعيشة وكل هذا يمثل اضراراً بليغة لا يمكن التعافي منها على المدى البعيد.
بالمناسبة، هل يمكن أن تطلع القارئ على جوانب التعاون والتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها في مساعدة اليمن لمواجهة هذه التحديات؟
– بالنسبة للمؤسسة ليس لديها جوانب تعاون مباشرة مع أي برنامج أو منظمة.. وكل الدعم المقدم للمؤسسة يتم عبر وزارة المياه والبيئة، والمؤسسة بحاجة ماسة إلى العديد من أوجه الدعم لرفع كفاءة تقديم الخدمة واستمرارها.. سواء في ما يخص البنية التحتية وتشييد المنشآت التي تعرضت للقصف أو في ما يخص شبكات المياه والصرف والصحي التي تأثرت بسبب العدوان والحصار.
ماذا عن خطط وبرامج المؤسسة على المستويين الانشائي والتوعوي؛ ما تم تنفيذه.. الجاري تنفيذه.. والمستقبلي؟. وماذا عن المعوقات التي تواجه أنشطة المؤسسة؛ ماهي، إن وجدت، وكيف يتم التعاطي معها؟
– البرنامج الاستثماري للمؤسسة متوقف حاليا نتيجة عدم توفر الأموال جراء هذه الأزمة التي على إثرها تعثرت العديد من المشاريع قيد التنفيذ، وتوقفت المشاريع التي تم التخطيط لها وفق استراتبجية المؤسسة المستقبلية، وفي مقدمتها مشاريع الصرف الصحي في اكثر من مدينة حضرية؛ نتيجة التوسع العمراني الكبير والذي يتطلب توصيل خدمات المياه والصرف الصحي لتحسين الوضع البيئي والصحي والمعيشي لأبناء تلك المناطق.
قد تواجه اليمن في المستقبل خطر احتمال حدوث جفاف في الموارد المائية ومنها على وجه التحديد المياه الجوفية.. ماهي استراتيجية الحكومة المعدة لمواجهة هكذا احتمالات؟
– كانت المؤسسة قد حددت حرماً للأحواض المائية المغذية للمدن الحضرية وفقا لقانون المياه الذي صدر عام 2005م، إلا أن كمية المياه في هذه الأحواض لا تعوِّض الاحتياج المطلوب للشرب نتيجة السحب الكبير للمياه الجوفية خاصة الآبار الزراعية والخاصة وهذا يمثل خطراً حقيقياً على الثروة المائية في اليمن، وقد كانت هناك استراتيجية وطنية لقطاع المياه بدأ العمل بها سابقا، إلا أن ظروف العدوان والحصار تسببت في تعطيل العمل بها حاليا.. وإن شاء الله يعاد تفعيل هذه الاستراتيجية ويعاد بناء الحواجز المائية والاستمرار في حصاد مياه الأمطار، ومنع الغمر في ري الأراضي الزراعية وتقنين استخدام المياه والتعامل مع المخزون المائي بحكمة واقتدار كما كان يعمل آباؤنا وأجدادنا اليمنيون.
مشكلة الحفر العشوائي للآبار، هل من تدابير وحلول جذرية لهذه المشكلة؟
– بالنسبة للحفر العشوائي في الآونة الأخيرة فقد تراجع بشكل ملحوظ وبدأ تنظيم الحفر بحسب القوانين النافذة.. ونتمنى أن يستمر هذا الإجراء لحماية أحواض المياه وننفذ الحكمة القائلة “شرب البشر قبل الشجر”.