لماذا سجن النساء في تعز؟

فهمي اليوسفي
المجزرة التي ارتكبها مرتزقة العدوان بحق نزيلات سجن النساء في محافظة تعز ليست الأولى من نوعها، بل هناك سلسلة من المجازر والاستهدافات للسجون من قبل قوى العدوان ومرتزقتها من الداخل لأكثر من 5 سنوات وحتى اليوم .
ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الفار هادي بارتكاب مثل هذه الجرائم بالتعاون والتنسيق مع قوى التدعيش بصناعة مسرحيات وهمية تتوج بجرائم بحق السجون ونزلائها، فله بصمات في كل مجزرة وجريمة طالت السجون ،وجلها تحمل أهدافاً بالغة الخطورة والتعقيد .
ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها قوى العدوان ومرتزقتها من دواعش وغيرهم جرائم بحق السجون ونزلائها وتسارع بتوجيه الاتهامات لـ”الحوثيين” عملا بقول المثل الشعبي “ضربني وبكى وسبق بالشكا” .
ليست المرة الأولى التي يتحد فيها كوكتيل مراكز القوى الداعشية والإفسادية مع الفار هادي لارتكاب مثل هذه الجرائم لأن ذلك حالة إدمان لديهم فمن شب على شيء شاب عليه ولنأخذ نماذج من هذه الجرائم، وهي باختصار كالتالي:
في 13/ 2/ 2014م اتحد وأجمع كل من الفار هادي مع قوى التدعيش وعلي محسن أثناء حكومة الوفاق على هندسة مسرحية إجرامية في السجن المركزي بصنعاء تولى التنفيذ الوزير البوليس الداعشي عبدالقادر قحطان الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية آنذاك وصرحوا إعلاميا بأن مجموعة إرهابية هاجمت السجن المركزي في صنعاء بسيارة ملغمة ترتب عليه خرق سور السجن وفرار 21 شخصاً من أخطر العناصر الإرهابية مع أن وزير الداخلية في ذلك الحين قحطان هو إرهابي ،والهدف من تلك المسرحية إطلاق أولئك الإرهابيين الذين كانت مهمتهم في السجن الاستقطاب لتنظيم القاعدة من نزلاء السجن، وهذه القضية تؤكد تورط هادي وعلي محسن وحزب الإصلاح في دعم الإرهاب .
في 2 /7/ 2015م أقدمت قوى “التدعيش” في محافظة تعز وبضوء أخضر من هادي وعلي محسن على اقتحام السجن المركزي في منطقة الضباب وإطلاق 1200 سجين محكومين بقضايا جنائية جسيمة بعد أن تم الزج بمجموعة من تنظيم القاعدة في السجن قبل تلك الجريمة للاستقطاب داخل السجن لصالح تنظيم القاعدة ،وحين اكتملت المسرحية تم اقتحام السجن وتهريب ذلك العدد منهم 1200 سجين ومن ثم تم استثمارهم من قبل قوى “التدعيش” في مدينة تعز لارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء هذه المحافظة وأشرف على تلك الجريمة حمود المخلافي ولازالت المدينة تدفع فاتورة أولئك الفارين من السجن ،حيث لا يمر يوم في مدينة الحالمة إلا وترتكب أبشع الجرائم من قتل وسحل ونهب ،فتحولت المدينة إلى خرابة موحشة، مع أن البوليس عبدالقادر قحطان كانت له بصمات في الإعداد لتلك الجريمة كونه طعَّم مفاصل الجهاز الأمني بدواعش من الأمن العام وخفر السواحل والسجون والبحث الجنائي وغيرها فأصبح دواعشهم هم من يديرون الجهاز الأمني برمته في هذه المحافظة والهدف من ذلك استكمال تدعيش مدينة تعز على غرار نموذج كابل بافغانستان.
في 30/ أكتوبر / 2016م قصف طيران العدوان بغارة جوية سجن مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة ما أسفر عن مقتل أكثر من 60 سجيناً، والهدف من ذلك محاولة تهريب المتورطين بجرائم الرصد والإحداثيات التابعين لقوى العدوان وتصفية بعضهم حتى لا يتم فضح بقية خلايا العدوان في الحديدة .
في 4/ ديسمبر/ 2017م أقدم طيران تحالف العدوان على قصف سجن الشرطة العسكرية في صنعاء الذي كان مخصصا لبعض الأسرى ويسمح لأهاليهم بزيارتهم وكذا الصليب الأحمر ،والهدف من ذلك التخلص من بعض الأسرى تحاشيا لفضح بعض المتورطين بجرائم مع قوى العدوان، وبعد ارتكاب تلك الجريمة سرعان ما وجه مطبخ العدوان اتهاماته للحوثيين.
ارتكاب قوى العدوان مجزرة في العام المنصرم 2019م في محافظة ذمار والتي طالت الأسرى بعد أن زارهم الصليب الأحمر والمبعوث الأممي .

كانت تلك نماذج من جرائم قوى العدوان بحق السجون ونزلائها.
لذا فإن المجزرة التي ارتكبها مرتزقة العدوان في محافظة تعز بحق سجن النساء يوم أمس الأول الموافق 5 أبريل 2020م تعد ضمن سلسلة من جرائم قوى العدوان بحق السجون ومن فيها وتحمل أهدافاً عدة تشارك فيها ألوان الطيف التدعيشي وبإشراف الفار هادي.. ومن ينظر إلى توقيت المجزرة وتصريحات الفار هادي التي تقضي بإطلاق السجناء مع أن التصريح شيء والواقع شيء آخر، حيث أن السجناء الذين وجه بإطلاقهم قد تم تهريبهم قبل استهداف سجن النساء على غرار نفس العملية السابقة في هذه الإصلاحية في العام 2015م ..ومن يتأمل ببعض المعطيات وتاريخ التوقيت لتنفيذ العملية وتصريح هادي والإدانات التي تمت من إعلام العدوان سيجد أنه ليس بينها وبين توقيت الجريمة سوى دقائق وكأن كل شيء كان مطبوخاً جاهزاً قبل تنفيذ المجزرة ..
كما أن تزامن هذه المجزرة مع تصريحات علي المعمري الذي يشجب ويندب ويحذر من حشد و تجنيد شباب من أبناء مربع الحجرية من قبل طارق عفاش لصالح الإمارات ولم يشر إلى الحشد الداعشي الذي يقوم به حزبه الإصلاح إلى مربع الحجرية بعضهم من جنسيات مختلفة ، وكأن المعركة التي تعد وتحضر لها فصائل مرتزقة العدوان مقرها منطقة الحجرية .
كما أن توافد البوارج الحربية الأمريكية إلى سواحل تعز يضع العديد من علامات الاستفهام
وهنا نورد الأسئلة التي تطرح ذاتها جلية وتبحث عن إجابات منطقية: ما هي الأهداف العميقة لإقدام مرتزقة العدوان في محافظة تعز على قصف سجن النساء وإصدار توجيهات من هادي بإطلاق من هم في سجون تعز ؟؟
هل هناك علاقة بين هذيان علي المعمري باستهداف سجن النساء في هذه المحافظة ؟
للإجابة على ذلك من وجهة نظري الذاتية أشير بما تيسر:
أولا: هدف مرتزقة العدوان من ارتكاب مجزرة بحق سجن النساء هو الآتي:
التعتيم على جرائم العدوان التي تتم بصفة يومية سواء داخل المحافظات الجنوبية أو التي ترتكب من قبل طيران تحالف العدوان .
صناعة معركة جديدة بين فصائل المرتزقة في أعماق الريف بمنطقة الحجرية على نفس نموذج الجرائم التي تتم في عمق مدينة تعز واستثمار السجناء خصوصا المحكومين بقضايا جنائية بنفس “البروفة” التي تتم في عمق المدينة عبر أولئك الفارين من السجن عام 2015م .
إيلاء مهام الاغتيالات في الحجرية لمن تم تهريبهم من السجون .
توفير المبرر للأمريكيين لدخول أعماق الريف في هذه المحافظة.
محاولة الضغط على القوى المناهضة للعدوان كي تتوقف عن استهداف العمق السعودي والتراجع من محيط محافظة مارب والقبول بالهدنة من طرف واحد .
نقل فيروس كورونا إلى ريف تعز في عمق الحجرية ..
هذه وجهة نظري حول استهداف سجن النساء في تعز من قبل قوى العدوان ..

قد يعجبك ايضا