أكثر من مليون إصابة.. ولازال الوباء ينتشر بسرعة رهيبة في عموم القارات
أمريكا وأوروبا بؤر جديدة لتفشي الفيروس بعد الصين
انطلق فيروس كورونا من مدينة يوهان الصينية وظل العالم لأسابيع عدة يظن أن الصين هي البؤرة الوحيدة التي لن يخرج عن نطاقها وعن هذا البلد ليفاجأ ولتتضح الصورة أكثر بعد انتهاء تلك المدة لينتقل الوباء إلى أوروبا وأمريكا والعالم أجمع وأصبحت الحياة الإنسانية والاجتماعية مهددة أكثر وأكثر بعد أن خلفت الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية، ويرى مراقبون أنه لم يكن ليحدث خسائر بشرية بهذه الصورة المفزعة وتفشيه عالميا ليتجاوز المليون إصابة إلا بعد أن قامت العديد من دول العالم بنقل رعاياها إلى خارج الصين ومدينة يوهان مما تسبب في انتقال العدوى والجائحة إلى مناطق مختلفة من العالم فالإصابات المختلفة لهذا الوباء في تلك الدول لم تحدث إلى بعد إخراج الدول لرعاياها من الصين وهنا نريد التأكيد والإشارة إلى التصريحات الرسمية لدولة الصين في القطاع الصحي أن الوباء تم القضاء عليه وليس هناك من إصابات جديدة لديها إلا لوافدين من خارج الصين فبقاء رعايا الدول في الصين كان الأكثر أماناً لهم ولدولهم، وقد جاءت أحاديث نبوية تؤكد ذلك قال رسول الله ﷺ: إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه، صدق رسول الله.
الثورة / محمد الجبري
ظهور كورونا
انتشر الوباء في مدينة يوهان الصينية وظل لعدة أسابيع وكان العالم في وقته ينظر إلى ذلك دون مبالاة ظناً منهم أن الوباء لن يطال غير الصين، مع ورود انتقادات لاذعة لبكين بسببه إلا أن بكين ورئيسها شين جي بينغ كانوا الأكثر شجاعة بالاعتراف بانتشار الوباء ورفع الجاهزية القصوى في البلاد لمواجهة هذا الفيروس الخطيروواجهت الصين انتقادات مع بداية ظهور فيروس كورونا لمحاولتها إسكات بعض الأطباء الذين حذروا من الفيروس، لكنها منذ بداية يناير الماضي بدأت تتخذ إجراءات شديدة الصرامة لاحتواء الفيروس، من بينها إغلاق مدينة ووهان وبعض المدن المجاورة لها في ولاية هوبي التي يبلغ عدد سكانها حوالي 60 مليون نسمة وهو ما أبقى بكين مراوحة في مكانها ينعدم فيها تسجيل حالات إصابة جديدة إلا ممن يأتون من خارج الصين.
استياء أمريكي
وأعرب مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية، مع عدد من السياسيين الأمريكيين في بداية ظهور كورونا عن استيائهم حيال معوقات تواجه استجابة الولايات المتحدة للفيروس الجديد بسبب ما وصفوه بأنها “بيانات غير وافية” من بكين، كما أغضب التنين الصيني استخدامهم عبارة “فيروس ووهان” في الإشارة إلى فيروس كورونا.
كما وصف ترامب الفيروس بأنه “الفيروس الأجنبي الذي بدأ ظهوره في الصين”. وهو إدعاء أمريكي واضح بأن الصين هي من قامت بصنعه.
ولكن تتضح الصورة اليوم أن من تهاون واستهتر بتلك المعلومات يعاني اليوم الأمرين بسببه فإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية على قائمة أعلى الدول في عدد المصابين والضحايا لفيروس كورونا متجاوزين الصين البؤرة الأولى للوباء دون منازع فهما الدولتان اللتان لم تأخذا الموضوع على محمل الجد حتى بدأ في طرق أبواب بلدانهما بقوة تخلو من الرحمة عاجزين عن القيام بصده في الوقت الضائع .
الإحصائيات
فالولايات المتحدة سجلت أعلى نسبة لعدد المصابين حيث بلغ عددهم أكثر 245 ألف حالة إصابة و6100 حالة وفاة وتعافي10400حالة، أما البؤرة الثانية التي سبقت إيطاليا أسبانيا مسجلة 118 ألف حالة إصابة و11 ألف وفاة وتعافي أكثر من 10500 شخص، تليها إيطاليا بنحو 115،250 إصابة وبوفاة 14 ألف حالة و18278 حالة تعافي .
أما ألمانيا فقد سجلت أكثر 87 ألف حالة إصابة بتسجيل أكثر من 2400 حالة إصابة جديدة أمس الجمعة و 1138 حالة وفاة وتعافي 24575 حالة أما فرنسا فقد حلت في المرتبة الرابعة أوروبيا مسجلة أكثر من 59 ألف حالة إصابة جديدة ووفاة تقريبا 5400 حالة وتعافي 12418 ألف حالة .
وسجلت إيران كأعلى نسبة في عدد المصابين لدول الشرق الأوسط حيث بلغ عدد المصابين 53 ألف حالة إصابة بزيادة 2715 حالة، ووفاة 3294 حالة وبتعافي 18 ألف حالة تقريباً تليها المملكة العربية السعودية بتسجيل 2039 حالة إصابة بزيادة 155 حالة اليوم كما سجلت 35 حالة وفاة و126 شخصا متعافيا.
كذلك سجلت الإمارات 1024 حالة إصابة ووفاة ثمان حالات وشفاء 96 حالة من المصابين، بينما سجلت دولة قطر 950 حالة إصابة منها 12 حالة وفاة خرج منها متعافيا 48 حالة، وتأتي مصر في المرتبة بعد قطر بتسجيل 865 حالة إصابة بزيادة 71 حالة جديدة وبوفاة 58 حالة وتعافي أكثر من 200 حالة.
بينما سجلت العراق 772 حالة إصابة أما الموتى من الوباء والمتعافين فالأعداد تقريبا مثل دولة مصر.
أما المغرب فقد سجل 735 حالة إصابة بزيادة 27 حالة بينما بلغ عدد الوفيات نحو 47 حالة و49 حالة تماثلت للشفاء من فيروس كورونا بينما ظلت البحرين الأكثر انتشارا نظراً لعدد سكانها القليلين مسجلة 672 حالة إصابة أربع منها وفيات و50 حالة شفاء من وباء كورونا.
الخسائر الاقتصادية
من جهة أخرى توقع بنك التنمية الآسيوية أمس الجمعة أن تصل الخسائر من تداعي فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي بين 2000 مليار و4100 مليار دولار أي ما يعادل 2,3 % إلى 4,8 % من الناتج الإجمالي المحلي العالمي.
وأضح البنك أن التقديرات قد تكون أقل من الواقع لعدم اعتبار الأزمات الاجتماعية والمالية المحتملة وتأثير الوباء على الأنظمة الصحية والتربوية على المدى الطويل.
وبحسب المعلومات والتوقعات للبنك أن يسجل معدل النمو في آسيا 2,2 % خلال العام الحالي بأبطاء وتيرة منذ العام 1998م .
وتستند هذه التوقعات إلى أن الفيروس سيصبح قيد السيطرة هذا العام وسيعود الوضع إلى طبيعته في العام المقبل، على الرغم من وجود احتمالات كثيرة من تجدد الفيروس الذي لم يعد مستبعداَ خصوصاً أنه مازال مستوى خطورته مجهولاَ.
يذكر أن فيروس كورونا وانتشاره عطل الكثير من مصادر الدخل المتنوعة للبلدان فالتجارة أصبحت شبه راكدة بينما هناك خسائر يومياً تتلقاها شركات الطيران والسياحة تقدر بمئات الملايين من الدولارات، تم تسريح الآلاف من الموظفين من وظائفهم خصوصاَ في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشارت مجلة تركية إلى أن الأزمة الواقعة بسبب كورونا وتفشيه شكلت أزمة اقتصادية ثالثة هي الأعنف منذ100عام .
وأضاف التقرير أن البنك المركزي الأمريكي أطلق برنامج شراء السندات بمبلغ قدره700 مليار دولار وبعد ذلك بمبلغ غير محدود.
كما أطلق البنك المركزي الأوروبي برنامج إعادة شراء السندات بمبلغ قدره 120 مليار يورو شهرياً ومن ثم بمبلغ 750 مليار يورو .
فالأوربيون والأمريكيون يحاولون إنعاش اقتصادهم بالكثير من المال من خلال أدوات السياسة النقدية.
وباء “كورونا” قد يكلف الاقتصاد العالمي 4100 مليار دولار
توقّع بنك التنمية الآسيوي أمس، أن تراوح كلفة تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي بين ألفي مليار و4100 مليار دولار، أي ما يعادل 2.3 إلى 4.8 بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي العالمي.
وأوضحت المنظمة، التي تتخذ من مانيلا مقرا لها، في تقرير نشرته أمس أن التقديرات قد تكون أقل من الواقع كونها لا تأخذ بالاعتبار “الأزمات الاجتماعية والمالية المحتملة وكذلك تأثير الوباء على الأنظمة الصحية والتربوية على المدى الطويل”.
وتخطى عدد المصابين بمرض كوفيد-19 عتبة المليون حول العالم.
وبحسب البنك، من المتوقع أن يسجل معدل النمو في آسيا 2.2 بالمئة خلال العام الحالي، في أبطأ وتيرة مسجّلة منذ العام 1998، حين لم يتجاوز النمو عتبة 1.7 بالمئة جراء الأزمة المالية الآسيوية.
وقال كبير الاقتصاديين في البنك الآسيوي للتنمية ياسويوكي ساوادا “لا يمكن لأحد توقّع حجم انتشار جائحة كوفيد-19 أو مدته”، موضحاً أنه “لا يمكن استبعاد احتمال حدوث أزمة مالية خطرة”.
وتستند التوقعات إلى أن الفيروس سيصبح قيد السيطرة هذا العام وسيعود الوضع إلى طبيعته في العام المقبل، رغم أن احتمال تجدد الفيروس ليس مستبعداً وما زال مستوى خطورته مجهولاً.
وحذّر التقرير من أنّ “النتائج قد تكون أسوأ مما هو متوقّع، وألا تستعيد معدلات النمو عافيتها بشكل سريع”.
ويمكن أن يشهد معدل النمو في الصين، القوة الاقتصادية الكبرى في آسيا، تباطؤاً بنسبة 2.3 بالمئة هذا العام، في مقابل 6.1 بالمئة العام 2019، قبل أن ينتعش في العام 2021.
وبحسب التقرير، “أحدث الوباء صدمة على مستوى الطلب بسبب بقاء الناس في منازلهم. وانعكس ذلك صدمة على مستوى العرض، إذ تعاني الشركات من نقص في اليد العاملة.. ومن نقص في المواد مع انهيار شبكات الإمداد”.