ملخص ما نشر في الحلقة الأولى
وصل بلاغ هاتفي من عمليات أمن العاصمة إلى إدارة أمن منطقة الصافية عن حدوث إطلاق نار جوار جسر 45 فانتقلوا من أمن المنطقة للمكان ووجدوا هناك أن المصاب الذي قيل لهم إنه تعرض لطلقة نارية في صدره قد تم إسعافه إلى مستشفى الثورة العام قبل وصولهم.
فقاموا في المكان وهو محل إنترنت بإجراءاتهم الأولية ومنها جمع المعلومات الممكنة حول الواقعة وتحريز المكان حتى حضور مختصي الأدلة الجنائية للمعاينة.. ثم انتقلوا إلى المستشفى للاطلاع على حالة المصاب بعد ترك بعض الأفراد في المحل لحفظه وتبين هناك في المستشفى عند وصولهم إليه أن الشخص المصاب قد توفي وفارق الحياة متأثراٍ بإصابته كما اتضح من خلال جمع بعض الإفادات والمعلومات بأن المجني عليه تعرض لإطلاق النار من قبل شخص يدعى جابر ومعه مجموعة أشخاص شركاء له يقدر عددهم من 8-10 أشخاص فركز فريق شرطة المنطقة على متابعة هؤلاء الأشخاص المشار إليهم وظلوا كذلك حتى تمكنوا من ضبط المشتبه الرئيسي منهم وهو المدعو جابر ولكن اتضح بعد فتح المحاضر وإجراء التحقيقات أن المتهم الذي ارتكب إطلاق النار على القتيل هو شخص آخر من المجموعة ويدعى سام وهو شاب عمره 26 عاما وليس المدعو جابر فساروا لمتابعة المذكور المدعو سام حتى توصلوا إليه وتمكنوا من ضبطه مع ضبط أربعة أشخاص آخرين من المجموعة معه في أحد المنازل بمنطقة بني الحارث شمال العاصمة ليظهر بعد ذلك ومن خلال المحاضر والاعترافات أن البداية كانت قبل عشرة أيام قبل الواقعة وفي خيمة عرس حيث حصلت مشادة كلامية وفتنة بين المدعو جابر وأشخاص آخرين بسبب قضية لاأخلاقية وتمس العرض والسمعة وتطورت الأحداث لتصل إلى الملاحقة والمطاردة من جانب المدعو جابر ومعه مجموعته وراء الأشخاص الخصوم واستمروا في البحث عنهم حتى عثروا ذات ليلة على شخص يعمل في بيع القات شكوا أنه أحد الأشخاص الخصوم فأخذوه إلى مكان ما وكانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وهاهي بقية الوقائع ومع أحداث الحلقة الثانية والأخيرة..
الشخص الذي عثروا عليه وشكوا فيه بأنه أحد الأشخاص الغرماء الذين يبحثون عنهم ثم أخذوه معهم بالقوة كان يدعى صلاح وهو شاب مقارب للثلاثين من عمره ويشتغل في شراء وبيع القات بسوق منطقة 45 وقد أخذوه من محله في السوق واتجهوا به لاحتجازه في إحدى الوحدات العسكرية الأمنية والتي كان ينتسب إليها أحدهم أو بعضهم وقاموا هناك بمساءلته والشد عليه وبأسلوب القمع والترهيب كأنهم جهاز مختص حتى رضخ واعترف لهم بما يفيد أن غرماءهم الذين يبحثون عنهم يتواجدون في أحد محلات الانترنت وهذا المحل كائن في حارة سبأ وهي الحارة الواقعة ضمن منطقة 45 جوار الجسر..
فتحركوا عقب هذه الإفادة إلى المدعو جابر ومجموعته ومنهم المدعو سام وفي نفس الليلة إلى الحارة الآنفة الذكر وكانت الساعة حينها تتعدى الثانية بعد منتصف الليل ببضع دقائق واليوم كان العاشر من تلك الليلة التي حدثت فيها المواجهة والفتنة بخيمة الزفاف أو العرس بين مجموعة المدعو جابر ومجموعة الأشخاص الخصوم الذين يطلبونهم ويسعون وراءهم.. وحينما وصلوا إلى محل الانترنت المعين بالحارة طرقوا بابه وكان مغلقا من الداخل ففتح لهم الباب عامل المحل وأراد لحظتها هذا أن يسالهم ماذا يريدون..¿ ولكن قبل أن ينطق بكلمة سارع أحدهم وهو المدعو سام إلى ضربه في وجهه بسلاح مسدس كان بيده ودفعه للداخل حتى أسقطه على الأرض ثم دخلوا للمحل بسرعة وباشروا اشتباكهم مع من كان بداخله الذين كانوا خصومهم فقام شخص أثناء ذلك والذي كان جالسا على أحد أجهزة الإنترنت مشغولاٍ بعمل ما عليه ولم يكن فردا من الطرفين وليست له علاقة بأي من المجموعتين واسمه منير وهو المجني عليه نفسه قام ساعتها وحاول التدخل للتهدئة وفض الاشتباك قائلا: اهدأوا.. صلوا على رسول الله اتركوا الشر وكان تدخله هذا من باب فعل الخير ليس إلا ولكن المدعو سام الحامل للمسدس في يده التفت نحوه وقال: أنت واحد منهم ووجه نحوه المسدس مصوبا فوهته عليه ثم باشره بإطلاق النار عليه منه فأصابه بطلقة واحدة اخترقت أعلى صدره بالجهة اليسرى فارتمى على إثرها الشاب منير وخر صريعا على الأرض ينزف الدماء ومشلول الحركة والنفس فانفض في تلك اللحظة الاشتباك بين المجموعتين عندما رأوا ارتماء الشاب المجني عليه على الأرض مصابا وصريعا وخاف المدعو سام مع مجموعته ولم ينتظروا فجروا خارجين من المحل وتركوا الحارة لائذين بالفرار ومبتعدين هاربين لا أحد يعرف إلى أين اتجهوا بينما سارع البعض ممن كان في المحل إلى القيام بحمل المجني عليه ونقله لأخذه للمستشفى في محاولة لأسعافه وإنقاذه ولكنه فارق الحياة عند أو بعد إيصاله للمستشفى وكان المستشفى الذي أخذوه إليه هو مستشفى الثورة العام.
في حين اتجه الجاني المدعو سام مع مجموعته في هروبهم مبتعدين عن المنطقة ووسط العاصمة بذات الليلة والوقت الثلث الأخير من الليل إلى منزل شقيق أحدهم والكائن في منطقة وادي أحمد بمديرية بني الحارث شمال العاصمة صنعاء حيث استقروا وقرروا هناك بعد وصولهم للمنزل أن لا يبقوا في صنعاء ويتحركوا للسفر إلى الحديدة للاختفاء هناك بضعة أيام وخوفا على أنفسهم لاعتقادهم أنه بعدما حدث سيكونون مطاردين وسيتم البحث عنهم من جهة الشرطة ومن جهة أولياء الدم أهل وأقرباء المجني عليه إلى جانب مجموعة الأشخاص الخصوم كجهة ثالثة والذين لن يتركوهم وسيندفعون للسعي وراءهم حتى يتمكنوا من العثور عليهم عاجلاٍ أم آجلا وبالأخص إذا بقوا في العاصمة صنعاء وضواحيها.. وقد فكروا وظنوا في الوقت نفسه أنهم غير معروفين ولن يكون من السهولة التوصل إليهم في حالة خروجهم إلى أي محافظة من محافظات الجمهورية خارج صنعاء وسرى بعض الشعور بالاطمئنان في دواخلهم بهذا.
وبناءٍ على ذلك غادروا منطقة بني الحارث وسافروا متجهين إلى الحديدة في فجر ذات الليلة وهم المدعو سام الجاني وأشخاص المجموعة باستثناء المدعو جابر الذي تركوه وراءهم ولم يأخذوه معهم في سفرتهم كونه كان معروفا لدى مجموعة الخصوم ولأهل الحارة الآخرين الذين منزله وإياهم بها ويعرفونه حق المعرفة.
ولكنهم عندما وصلو إلى الحديدة وردهم اتصال هاتفي يخبرهم بأن الشخص الذي تم إطلاق النار عليه وأصيب قد مات متأثرا بالطلقة وهو جثة هامدة بثلاجة مستشفى الثورة فتخللهم القلق والاضطراب والإحساس بالارتهاب وعدم الاستقرار عقب علمهم بهذا الخبر ولم يسعهم مكان وشعروا بالنفور والخيفة من كل شيء يرونه.. بحيث لم يمكثوا في الحديدة ولم يقدروا على الاستمرار فيها إلا إلى المساء ثم غادروها وعادوا منها إلى صنعاء وإلى المنزل الذي كانوا فيه بمنطقة بني الحارث في نفس المساء وبالتحديد الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهي الساعة التي تحركوا خلالها من الحديدة ليصلوا للمنزل بعد بزوغ شمس صباح اليوم التالي.
وظلوا في منطقة بني الحارث يتتبعون الأخبار وينتقلون للاختفاء من مكان إلى مكان وبشكل جماعي ومتفرقين حتى كان التوصل إلى المدعو جابر صاحبهم واحتجازه بمنطقة شرطة الصافية ومعرفة فريق البحث عن طريقه المنزل المتواجدين فيه ببني الحارث ثم انتقال رجال أمن المنطقة إليه ومباغتتهم والقبض عليهم بداخله وهم المدعو سام والأربعة الأشخاص من المجموعة الذين تصادف تواجدهم معه وإيصالهم عقب ذلك إلى أمن المنطقة (الصافية).. ليتم فتح المحاضر معهم واستنطاقهم واحداٍ تلو الآخر من قبل ضباط البحث في المنطقة بنفس الليلة.
في الوقت الذي استمر عناصر المتابعة والضبط من شرطة المنطقة في البحث عن بقية أفراد المجموعة وتقصي آثارهم وضبطهم تباعا وفتح محاضر جمع الاستدلالات مع كل منهم واستيفاء التحقيقات المتعلقة بواقعة الجريمة وقرائنها أولا بأول حتى اكتمال الملف وإحالته بعد ذلك مع المتهم الأساسي والأشخاص المضبوطين إلى جانبه على ذمة الواقعة إلى النيابة المختصة في الطريق للقضاء وإصدار الحكم القضائي بشأن كل منهم كمحطة أخيرة وكنهاية طبيعية وحتمية وهي نهاية كل من يستسلم لإغواء الشيطان الرجيم اللعين ولسلطانه.
Prev Post
قد يعجبك ايضا