اتحاد نساء حجة يعزِّز صمود النازحات والفقيرات لتجاوز التحديات

ساهم فرع اتحاد نساء اليمن بمحافظة حجة في تعزيز صمود المرأة النازحة والفقيرة وإلهامها لمواجهة تحديات العيش وكسر قيود الحاجة التي يتعمد العدوان فرضها لإذلال الشعب اليمني.
وتبنى فرع الاتحاد خارطة برامج وأنشطة مهارات حياتية لتحفيز المرأة وتأهيلها وتدريبها بهدف غرس بذور الأمل في نفوس مجتمع الأسر النازحة والفئات الأشد فقراً في هذه المحافظة التي تشهد موجة نزوح متواصلة جراء استهداف العدوان لمناطقها.
الأسرة/جميل القشم

واتجهت الجهود والمبادرات الطوعية لتغيير المفهوم التقليدي وترسيخ مبدأ الأثر الإنساني المستدام، لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة، من خلال فرص عمل إنتاجية لسد احتياجات الأسر، فالتحقت العديد من النساء بدورات الخياطة والتطريز وصناعة البخور والعطور والتريكو والإكسسوارات والتدبير المنزلي والتي تبناها فرع اتحاد نساء اليمن بالمحافظة عبر مشروع سبل العيش والتمكين الاقتصادي الذي يموله صندوق الأمم المتحدة للسكان.
مؤشرات وتــــمكين :
وتجسيداً لمبدأ المسئولية في مواجهة التحديات الماثلة أسهم فرع بالمحافظة حجة في مساعدة أكثر من ثلاثة آلاف و800 نازحة وفقيرة خلال العام المنصرم، ضمن مشروع تعزيز سبل العيش والتمكين الاقتصادي وأنشطة المساحة الآمنة للنساء والفتيات.
وأثمرت الجهود في تمكين 143 حالة فقيرة ونازحة في أنشطة مهارات حياتية عبر أربع دفع تخرجت خلال العام الماضي وتم دعمهن بمكائن ومستلزمات خياطة ومنظومات طاقة شمسية وأدوات صناعة البخور والعطور لتمكينهن من العمل والإنتاج.
مهـــارات يـــدوية :
رسمت المرأة النازحة كلمة السر في مُعادلة الصمود والانتصار لحكاية شموخ وتحدي نسجت خيوطها أيقونة المجتمع ورمز نضاله التي نذرت فلذات كبدها دفاعاً عن الأرض والعرض.
وبعيداً عن أطر الدعم التقليدية تبنی فرع اتحاد نساء حجة تأهيل 629 امرأة نازحة وفقيرة في المهارات الحياتية “الخياطة والتفصيل والتدبير المنزلي وصناعة البخور والعطور والزباد والتريكو والإكسسوارات وغيرها من الأشغال اليدوية التي تسهم في تمكين المرأة وتحسين وضعها المعيشي والحصول على مصدر رزق لها وأسرتها.
وحرصت المستفيدات على أن يكون للإنتاج أشكالاً متنوعة مهما كان بسيطا أو عاديا لجعل العطاء قيمة راسخة وممارسة يومية شكلت تأثيراً بالغاً ومحطة انطلاق لأكثر من 772 متدربة تم تمكينها .
وألهم فرع اتحاد النساء عبر رؤيته “أن تطعم جائعا أمر محمود لكن أن تطعمه وتعلمه فهذا الأمل الحقيقي والطريق نحو بناء المستقبل”، أكثر من ألف و140 نازحة والفين و936 مقيمة من الفئة المتضررة بحثاً عن فرص تدريبية دون يأس، في حين نجحت 70 نازحة و73 مقيمة في برامج التمكين والدعم، بينما حظيت 246 نازحة و377 مقيمة بفرص تدريب مناسبة للسير إلی غد أجمل يلهمهن شعار معلمات ومدربات “اصنع أملاً ..تصنع فرقاً”.
معارض النـــازحات :
وضمن أنشطة تأهيل المرأة لخوض سبل العيش ومواجهة التحديات، تم تنظيم معارض وبازارات احتوت على معروضات من الملابس والبخور والعطور والأشغال اليدوية للترويج لمنتجات النازحات والأسر الفقيرة ومساعدتهن على إطلاق مشاريعهن الذاتية لإعالة أسرهن.
وعكس اتحاد نساء حجة بمجمل المعارض التي نظمها لمنتجات المتدربات في إطار الأنشطة التي تنفذها المساحة الآمنة للمرأة والفتاة، إبداعات المتدربات والبداية نحو تسويق منتجاتهن لمواجهة الصعوبات وتوفير الاحتياجات.
وتحفز مجتمع نساء حجة بحضور المعارض الترويجية والاستماع لقصص نجاح المستفيدات اللاتي استطعن إطلاق مشاريعهن الذاتية وتطوير مهاراتهن للانطلاق وتطويع الإرادة لكسر حاجز الحاجة والمعاناة بحثاً عن مشاريع صغيرة تعزيزا لسبل العيش وتأمين متطلبات الحياة.
وحظيت المعارض بتفاعل نسوي واسع وإقبال أكثر من خمسة آلاف امرأة وشراء منتجات النساء من المتدربات المستفيدات من مشروع التمكين الاقتصادي.
كما جسدت معارض منتجات المتدربات دلالات معاناة المرأة اليمنية وإيصال رسائل رمزية للعالم بما تعرضت له من ظروف قاسية جراء تداعيات العدوان والحصار منذ نحو خمس سنوات.
خدمــــات مـــــتعددة :
وفيما تستمر مخططات العدوان وفرض قيود قاسية علی اليمنيين، تتحمل النساء والفتيات بشكل أكبر وطأة وتبعات هذا الإجرام، حيث شكلت النساء والأطفال 76 %من إجمالي النازحين البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين شخص.
وهدفت الخدمات العامة المقدمة للفئات المستهدفة عبر مشاريع اتحاد نساء اليمن إلى معالجة الحالات النفسية الوافدة من مديريات المحافظة وتقديم العون للحالات من حضانة ونفقة وصلح وكذا تقديم الدعم الفردي والجماعي للحالات في مركز المحافظة والمديريات.
وللتخفيف من أعباء ما تواجهه المرأة من مشقات فقد تم تقديم مساعدات نقدية لأكثر من 113 حالة في إطار مشروع تعزيز سبل العيش وتغطية احتياجات النساء الأكثر فقرا وضررا بالمجتمع وحسب الأولويات التي حددتها لائحة خدمات تقديم المساعدات واستهداف الحالات.
كما تم تقديم الدعم الصحي للحالات النفسية لنحو 314 حالة ، فيما استفادت 140 حالة من خدمات الدعم القانوني، وأبرزها حضانة ونفقة وصلح، وألف و484 حالة من خدمات الدعم النفسي بينها 184 حالة تم تقديم خدمات لها بشكل فردي طارئ.
توجــــهات ورؤی :
وذكرت رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن بالمحافظة ابتسام هاشم شرف أن أربعة آلاف و73 حالة تقدمن العام الماضي للتسجيل في المهارات والأنشطة الحياتية للحصول على فرص تدريب تسهم في تأهيلهن لسوق العمل.
وأشارت إلى تزايد الإقبال للتسجيل في أنشطة المهارات الحياتية نتيجة توافد الأسر النازحة إلى مركز المحافظة من المديريات خصوصا المناطق التي يتعرض سكانها لقصف العدوان.
وأوضحت أن فرع الاتحاد ساهم بمجمل خدماته خلال العام الماضي في تمكين النازحات والمتضررات في إطار مشروع تعزيز سبل العيش لدعم المستفيدات بالتدريب ومواد الإنتاج في مجالات متنوعة تعزز من قدراتهن للحصول على مصدر رزق دائم، بينهن عدد من أسر الشهداء والجرحی.
وأكدت شرف الحرص على متابعة من تم تمكينهن ودعمهن بعد التدريب تعزيزا للأهداف المنشودة في تحقيق الأثر الإنساني وضمان تجاوز المستفيدات لتحديات العيش وعوائق الإنتاج وكسر حاجز الخوف بهدف تشجيعهن على تنمية قدرات الإنتاج والعمل.
وشددت على أهمية تضافر الجهود لتبني دعم مشاريع إنتاجية للأسر الفقيرة في المناطق النائية والمحرومة بمديريات المحافظة، مبينة أن الوضع المعيشي يستدعي تعزيز وعي المجتمع بأهمية دعم وتمكين النساء ومناصرة قضاياهن.
كما أكدت الحرص علی مواصلة الأنشطة التدريبية في المجالات التي تساعد المرأة علی الإنتاج وإكسابها مهارات الأشغال والحرف اليدوية، رغم قلة الإمكانيات والصعوبات المادية بهدف دعم المرأة وتشجيعها علی الإنتاج والاكتفاء الذاتي.
وأفادت شرف أن الاتحاد ينفذ كل ثلاثة أشهر برنامجاً تدريبياً لتأهيل دفعة من المستفيدات في إطار مشروع تمكين المرأة . مؤكدة ضرورة تفاعل المجتمع والجهات ذات العلاقة لإيجاد فرص عمل للمرأة وتمكينها من الدخول في سوق العمل.
وبينت أن أنشطة المساحة الآمنة للمرأة والفتاة أثمرت في تنفيذ بازارات ومعارض للترويج لمنتجات المتدربات من ملابس واكسسوارات وبخور وعطور وتحقيق النجاح من خلال بيع منتجاتهن واستثمار قدراتهن في بناء علاقات لتسويق أعمالهن.
وأشارت إلى أن الاتحاد ساهم أيضاً في أعمال إنسانية مجتمعية متنوعة بمشاريع توزيع كسوة العيد وحقائب صحية للنازحات وأدوات نظافة لنزلاء دار الأيتام وحقائب صحية لنزلاء السجن المركزي وكذا توزيع حقائب كرامة للمتضررين من السيول في عدد من المديريات وتنفيذ مشروع تتبع حركة النازحين ومعالجة ودعم حالات ضعيفة في المجتمع.
ونوهت إلى أن خدمات الاتحاد لا تقتصر علی التدريب والتمكين فقط، إذ يتم مساعدة فئات نسوية بخدمات الدعم والتأهيل النفسي وجلسات التوعية لمكافحة العنف الذي تتعرض له النساء وكذا تبني أنشطة تأهيل الأطفال نفسيا واجتماعيا وتقديم الحماية القانونية للضحايا والدفاع عن حقوقهم.
وأشادت بتعاون قيادة المحافظة والسلطة المحلية في تسهيل تنفيذ أنشطة الاتحاد بما يسهم في تأهيل وتدريب عدد من النساء من الفئات الفقيرة والنازحة في المجتمع وتمكينهن اقتصاديا.. مؤكدة أهمية أن تسهم الجهود في توفير مكان لبيع منتجات النساء لدعمهن وتشجيعهن.
وثمنت جهود المجتمع وشركاء الاتحاد في تقديم خدمات دعم ومناصرة قضايا المرأة ودور المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن في تبني مشاريع مناصرة قضايا المرأة وكذا جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان في دعم مشروع تمكين المرأة اقتصاديا.
ومع دخول العام السادس من الصمود ما تزال المرأة اليمنية تقدم دروساً في التضحية والثبات والقدرة على تجاوز التحديات وبدء حياة جديدة مفعمة بالأمل في مستقبل أكثر إشراقاً.

قد يعجبك ايضا