غازي الزرود
من وحي خطابِ السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي، نرى مدى اهتمامه بأن نحملَ الإِيْمَانَ بمفهومه القرآني الحقيقي والتمسك بالهُــوِيَّة الإِيْمَانية الصحيحة، ونستلهم منها ما يعطينا الوعي الذي يعرفنا بأهميّة التمسك بالهُــوِيَّة الإِيْمَانية، التي تحصّننا من الوقوع بما سمي في القرآن الكريم بالولاء لليهود الذين لا يريدون لنا الخيرَ وحتى لو كان من عند الله، فلو كان باستطاعتهم قطعُ الأكسجين عنَّا لقطعوه، والذين يريدون إذلالَنا والسيطرةَ على أفكارنا وتجريدنا من قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا؛ كي نبقى ألعوبةً بأيديهم، وتحويلنا إلى سوق لمنتجاتهم المليئة بالشوائب والتي أَسَاساً نهبوها مواداً خامةً من أرضنا الطيبة.
والتمسك بالهُــوِيَّة الإِيْمَانية الصحيحة والوعي بالإِيْمَان الحقيقي المتكامل، فيه ما يدفعنا أن ننبذَ حالةَ الكسل واليأس واللامبالاة، وأن نحمل روحية الجد والمثابرة والتحَرّك بمسؤولية، وأن نعمل في بناء حضارتنا وأن نحقّق الاستقلال الكامل لبلدنا، بالاكتفاءِ الذاتي والتصنيع بكلِّ أشكاله المتعددة وبناء دولة قوية في اقتصادها وحضارتها وجيشها.
وخيرُ نموذجٍ -برز اليوم- لثمار الإِيْمَان الحقيقي والهُــوِيَّة الإِيْمَانية، هو المقارنة بين ما كنا عليه في الماضي، كان من يدير اليمنَ هو السفير الأمريكي، وهو المسؤول الأول والأخير، وكلُّ مسؤولي دولتنا كانوا يسعون جاهدين لإرضائه وبمنافسة بينهم لمن يقدّم له الخدمةَ أكثر، وبين ما أصبحنا عليه من بعد خروجه من صنعاء عند قيام ثورة 21 سبتمبر، وَأَيْـضاً برزت ثمارُ الهُــوِيَّة الإِيْمَانية في صمودنا ومواجهتنا للعدوان الصهيوسعوأمريكي بحجمه الكبير وطغيانه الوحشي، ولكن اليوم قام أحرارُ بلدنا المتمسكون بالهُــوِيَّة الإِيْمَانية بكسر شوكة هذا العدوان، وتحطيم مؤامرته بتمريغ أنفِه بالتراب والتنكيل به في كُـلِّ الجبهات وفي كُـلِّ المجالات، لدرجة أن فخرَ الصناعة الأمريكية أصبحت تحت أقدام المجاهدين وأحرقوها بالولاعة.
واستطاعوا بفضل الله وبتمسكهم بالهُــوِيَّة الإِيْمَانية، التصنيعَ الحربيَّ الذي أذهل العالم، وصنعوا الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة ودكّوا بها عمق دول العدوان، وهم تحت الحرب والحصار.
وشتان ما بين ما كنا عليه من عمالة وخزي، وبين ما أصبحنا فيه من عزة وكرامة.