الثورة /
يواصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان البطش والتنكيل بأقاربه في الأسرة الحاكمة وآخر ضحاياه الأميرة بسمة آل سعود ابنة عمه التي قام باختطافها من منزلها وإيداعها احد السجون في ضواحي العاصمة الرياض.
وكشفت صحيفة “آي بي سي” الإسبانية في تقرير خاص نشرته السبت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر باعتقال بسمة بنت سعود بن عبد العزيز بعد اختطافها من منزلها، خلال استعدادها للسفر إلى سويسرا للعلاج.
وأكدت الصحيفة إن الأميرة محتجزة في سجن حائر خارج الرياض وهو سجن شديد الحراسة منذ عام و15 يومًا.
وروت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، ما جرى يوم 28 فبراير 2019، عندما تعاقدت الأميرة مع شركة “ريدستار” للطيران، مقابل 80 ألف يورو، لنقلها إلى سويسرا للعلاج.
اعتُقلت الأميرة في 28 فبراير 2019، بعد رفض أقاربها في السلطة السماح لها بالسفر إلى سويسرا، حيث كان ينبغي أن تخضع للعلاج الطبي إثر إصابتها بمشاكل في القلب.
وكانت الأميرة قد دفعت 80 ألف يورو (90 ألف دولار) لشركة Redstar Aviation لإخراجها من البلاد على متن طائرة إسعافٍ جوي، وبدا أن التصاريح جاهزة، وأن الطائرة الخاصة التي ستقلّها مع ابنتيها (سارة وسهود) من جدة جاهزة، لكن الطائرة لم تقلع أبداً.
ووفق المصادر، فإن 9 أشخاص كانوا ينتظرون الأميرة في منزلها بمدينة جدة، حيث كشف تسجيل فيديو الأشخاص التسعة.
في حديثها للصحيفة الاسبانية قالت إحدى المقرّبات من الأميرة -لم يتم ذكر اسمها- “أخبرها هؤلاء الرجال أنهم مبعوثون من قِبل الديوان الملكي، وأنهم حضروا هناك لأن عليهم اصطحابها للتحدث إلى ابن عمها، ولي العهد، من نظرات وجوههم علمت بسمة على الفور أنها لن ترى محمد بن سلمان”.
منذ ذلك الحين، تقبع الأميرة في الزنزانة 108 جناح ب 9 في سجن حاير، كما احتُجزت ابنتاها في زنزانتين أخريين، وسُمح لها بالاتصال مع العالم الخارجي مرة واحدة في الأسبوع.
وتضيف المرأة نفسها أن الأميرة “مريضة للغاية وطلبت المساعدة الطبية، لكنهم لم يوفروها لها. يشعر ذووها بالقلق لأنهم لا يعرفون إلى متى سيمكنها أن تتحمل”.
وفي نوفمبر الماضي، نشر موقع “دويتشه فيله” الألماني، تقريرا ألقى فيه الضوء على اختفاء الأميرة السعودية، متسائلا: “هل انضمت الأميرة إلى قائمة من اختفوا من العائلة المالكة السعودية أو فُرضت عليهم قيود في الحركة والسفر نتيجة مطالب حقوقية؟”.
وكانت الأميرة “بسمة” اشتهرت بمقالاتها انطلاقا من أوروبا حول أوضاع المرأة السعودية والإصلاحات السياسية.
والأميرة “بسمة” (56 عاما)، كاتبة وناشطة إعلامية سعودية في مجال حقوق الإنسان، ولها رؤية خاصة بالشأن العربي وتفاعلاته مع الشأن الدولي من النواحي السياسية والاجتماعية والدينية.
يشتبه المقربون من بسمة في أن سبباً آخر لاحتجازها هو “أنها لا تصمت. لقد انتقدت محمد بن سلمان في كثير من الأحيان، إضافة إلى انتقادها حرب اليمن ومعاملة النساء في السعودية. كان لا بد أن يتخوّفوا في الحكومة من أن تغادر البلاد وأن تخبر وسائل الإعلام كيف استطاعوا أن يجعلوا بن نايف يُسلِّم العرش لابن عمه”.