مسلسل تدمير منظومة الدفاع الجوي خيانة محلية وأطماع دولية متعددة الأهداف
كشفت جزئية من طوفان الحقد الأمريكي تجاه اليمن: مؤامرة تجريد الوطن من الدفاعات الجوية بداية فعلية للعدوان
ثورة الـ21من سبتمبر أوقفت مخطط التخلص من الصواريخ البالستية اليمنية
الثورة / إبراهيم الاشموري
تتكشف الحقائق يوماً بعد يوم بأن قرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لم يكن وليد اللحظة وأن ما رفعه من شعارات حول دعم ما يسمى بشرعية هادي عشية الـ26مارس من العام 2015م لم يكن سوى ذر للرماد على العيون..
آخر الحقائق الدامغة على النوايا المبيتة من قبل الولايات المتحدة وعملائها في المنطقة إزاء اليمن وشعبه وسيادته وثرواته وسلامة أراضيه والتي تعود لسنوات طويلة وربما لعقود ما كشفته القوات المسلحة مؤخراً من فضيحة تجريد اليمن من منظومة الدفاع الجوي وهي المؤامرة التي كان النظام السابق شريكاً فيها.
ورغم ارتهان الأنظمة السابقة وخنوعها الكامل للرغبات والاملاءات الأمريكية، ورغم القدرات المحدودة لتلك الأنظمة الدفاعية التقليدية وعدم إخضاعها لأي تحديثات تقنية وفنية تجعلها فعالة في التصدي للطائرات الحديثة، إلا أنها ظلت كابوساً يقض مضاجع أمريكا وأدواتها وسعت بكل جد لتدمير تلك المنظومة الدفاعية المتواضعة أصلاً.
تفاصيل المؤامرة
أرسلت الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين 2007-2008م خبراء عسكريين إلى اليمن بالاتفاق مع النظام السابق وتواصلت تلك الزيارات للخبراء الأمريكيين خلال عهد الفار هادي وذلك لتدمير الدفاعات الجوية اليمنية بدعوى أن هذه الدفاعات تمثل خطراً على الطائرات المسيرة الأمريكية وكذلك المدنية مقابل تسليم دفاعات جوية أمريكية بديلة ،وهذا ما لم يحدث غير أن عملية التدمير والإتلاف تمت بسرعة وعلى عدة مراحل وبتنفيذ وإشراف مباشر من قبل ضباط أمريكيين وعلى مرأى ومسمع من قبل مسؤولي النظام حينها الذين يظهرون في المشاهد المصورة التي تم العثور عليها في دهاليز جهاز الأمن القومي الذي كان يترأسه عمار محمد عبدالله صالح ابن أخ الرئيس الأسبق على صالح ،وهو ما يثبت عمليا دور ذلك النظام في خيانة البلد وسيادته وتدمير مقدراته وعمالتهم للأميركي وحقيقة زيف الشعارات التي كانوا يرفعونها كالندية في علاقات التعاون مع الولايات المتحدة والمصالح المشتركة التي تربط البلدين.
خلفية التعاون المشبوه
التعاون المشبوه بين نظام صالح والإدارة الأمريكية بدا فعليا كما توضح الأدلة والوثائق التي عثرت عليها الأجهزة الأمنية في شهر أغسطس 2004 م وذلك باتفاق بين الطرفين يقضي بجمع صواريخ منظومة الدفاع الجوي ليتم تدميرها في عمليتين الأولى في الـ 28 من فبراير 2015م في منطقة الجدعان بمحافظة مارب ، والعملية الثانية في الـ 27 من يوليو 2009م في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان في محافظة مارب..
ووصل عدد صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ التابعة للجيش اليمني التي تم تدميرها عبر هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام السابق إلى 1263 صاروخاً و52 قبضة و103 بطاريات ..
لتتوالى بعدها عملية التدمير الممنهج للصواريخ لتصل في مراحلها إلى نحو خمسة آلاف صاروخ وربما أكثر من ذلك بكثير..
وبالفعل تمت عملية تدمير الكثير من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية ،ولم تتوقف العملية بل تواصلت وأخذت منحى تصاعديا خلال حكم المنتهية ولايته الفار عبدربه هادي الذي تكفل بإتلاف عدد كبير من هذه الأسلحة الدفاعية التي كانت تمثل أحد أهم عوامل القوة والردع للبلد واتخذ من مخطط ما عُرف بإعادة هيكلة الجيش غطاء لتدمير ما تبقى من منظومة الدفاع الجوي والصواريخ البالستية، وكل ذلك جرى تحت إشراف مباشر من الضباط الأمريكيين الذين كانوا المتحكم الرئيسي في ما سُمي حينها بـ” لجنة هيكلة الجيش”،وعندما بدا العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني على اليمن في مارس 2015م كان ما تبقى من أنظمة الدفاعات الجوية اليمنية على رأس قائمة أهداف تحالف الشر والإجرام لتدمر طائراته الحربية الرادارات الخاصة بالدفاعات الجوية في الساعات والأيام الأولى للعدوان، وظلت الطائرات المعادية خلال السنوات الأولى من الحرب العدوانية على اليمن تستبيح أجواء البلاد كما يحلو لها دون أي رادع أو موانع.
سياسة ممنهجة
التبريرات والمزاعم الواهية التي أطلقها ويطلقها بعض المتورطين في هذه الخيانة الوطنية الكبرى ومحاولاتهم التنصل من المسؤولية بالقول إن تلك الصواريخ المدمرة إنما تم سحبها من رجال القبائل وأسواق السلاح تلافيا لوصولها إلى خلايا إرهابية وما إلى ذلك من التخرصات التي لا تنطلي على عاقل، ولا تخفي أبداً السياسة الأمريكية العدائية تجاه اليمن وشعبه ومساعيها الممنهجة لتجريده من السلاح ومن كل عوامل القوة التي تمكنه من الدفاع المشروع عن نفسه وأرضه..
يقول محللون سياسيون وخبراء عسكريون إن الولايات المتحدة الأمريكية دأبت في سياستها تجاه اليمن إلى إفقاده مصادر القوة حتى يصبح سهل المنال من خلال التركيز على تجميع وتعطيل وتدمير كل ما له صلة بالدفاعات الجوية للجمهورية اليمنية..
ويضيفون إن ما تم كشفه مؤخرا من مؤامرة تدمير صواريخ منظومة الدفاع الجوي ليس إلا جزئية بسيطة من ممارسات الولايات المتحدة الإجرامية وحقيقة سياستها العدائية تجاه اليمن والشعب اليمني والتي لا تزال مستمرة إلى اليوم، كما أنها كانت تستهدف تدمير أسلحة كل فصائل الجيش لكن الثورة الشعبية التي توجت مسيرتها بالانتصار يوم الـ21من سبتمبر2014م قطعت عليها هذا التوجه الإجرامي..
وهذا الأمر كشف عنه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي أكد استمرار التآمر الأمريكي على مقدرات اليمن الدفاعية وجيشه لسنوات بتواطؤ وخيانة النظام السابق وأنها كانت تستهدف في مرحلة لاحقة الصواريخ الباليستية قبل أن تمنعها ثورة 21 سبتمبر 2014م.
النهوض من تحت الركام
الشعب اليمني العظيم ورغم كل هذه المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده من قبل القريب قبل البعيد أثبت أن إرادته لا تقهر وأن عزائمه لا تلين أمام كل الخطوب والمحن والشدائد ،وها هو اليوم وبفضل جهود أبطاله الميامين في القوات المسلحة وقيادته الحكيمة ورغم تدمير منظومات الدفاع الجوي وفي ظل عدوان شرس هو الأكبر في التاريخ الحديث وحصار شامل وغير مسبوق في تاريخ الحروب والصراعات ،ها هو يتمكن خلال السنوات الخمس الماضية وفي هذه الظروف الاستثنائية – بتوفيق من الله عز وجل- من تطوير ما تبقى من هذه المنظومات بل وتصنيع منظومات جديدة والوصول إلى مراحل متقدمة في التصنيع الحربي بشكل عام وأنظمة متطورة من الدفاعات الجوية التي باتت قادرة على التعامل مع مختلف الأهداف المعادية وباستطاعتها إسقاط احدث الطائرات الحديثة التي يستخدمها التحالف في عدوانه على اليمن ..
وقد تمكنت هذه الأنظمة الدفاعية محلية الصنع خلال الفترة الماضية -كما يقول متحدث القوات المسلحة- من إسقاط نحو 230طائرة مقاتلة واستطلاعية ،وبالتالي لم تعد سماء وأجواء اليمن مستباحة وآمنة لطائرات الأعداء كما خططت لذلك واشنطن وأذنابها في المنطقة .