مهلاً كورونا قبل أن تغزونا
محمد صالح حاتم
وانا أتابع أخبار العدو الذي اصبح يغزو العالم، لا يفرِّق بين دولة عظمى ودولة صغيرة مستعمرة ،لا يعرف حق النقض الفيتو، ولا هذه دولة لديها سلاح نووي، أو دولة قد طلعت للفضاء، واقرأ كم قد بلغ عدد ضحاياه الموتى أو مصابين بين الحياة والموت.
بدأت اسأل هذا الفيروس الصغير كورونا الغازي الجديد للعالم فقلت له: مهلا ًكورونا !!
لا يهمني إن كنت فيروساً سياسياً أو جزءاً من الحرب الباردة ،أو كنت فيروساً بيولوجياً اطلقتك أمريكا ضد الصين في حربهما الاقتصادية ،أو أنت فيروس صيني ،أو روسي ،كل هذا لا يهمني!
لا يهمني كم قتلت وكم عدد ضحاياك المصابين!
لا يهمني كم عدد الدول التي غزيتها!
لا يهمني إغلاق المطارات ،ومنع السفر والرحلات !!
لا يهمني إغلاق البورصات ومنع إقامة المباريات ،والمهرجانات والاحتفالات ،أو حتى إغلاق الكعبة وبيت الله الحرام ومسجد رسول صلى الله عليه وآله وسلم بحجة كورونا!!
كل ما يهمني هو أن أخبرك عن بلدي قبل أن تغزوه أو تفكر بغزوه:
بلدي يتعرض لحرب وعدوان عالمي منذ خمس سنوات، قتل عشرات الآلاف من أبنائه، ومئات الآلاف جرحى، اكثر من 20 مليوناً من سكانه محتاجون لمعونات غذائية، بسبب الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان.
يموت كل دقيقة 8 من أطفاله، آلاف النساء يمتن سنويا ًأثناء الحمل والولادة ،عشرات الآلاف من المرضى محتاجون للسفر للعلاج في الخارج.
مطارات بلدي مغلقة، حدوده البرية والبحرية محاصرة وممنوع أبنائه من السفر إلى الخارج، ولا يُسمح بدخول المواد الغذائية إلى موانئه.
شعبي تفتك به الأوبئة والأمراض القاتلة، والتي قد عفى عليها الزمن وأصبحت عند دول العالم أمراضاً غير موجودة (الكوليرا ،الملاريا، وحمى الضنك ،أمراض الطفولة الستة القاتلة)!
بلدي لا يملك بنية تحتية وخدمات طبية متطورة ،وليست لديه الإمكانيات لمواجهتك، مستشفياته بأجهزتها ومعداتها الطبية عمرها الافتراضي انتهى نظرا ًلقدمها وسوء استخدامها ،ونظراً لتدمير العدوان معظمها ،الأطباء والممرضون بدون مرتبات ، نتيجة الحرب كذلك.
بلدي لا يتحكم بحدوده وممراته ومنافذه ومطاراته، كلها بيد أعدائه !.
بلدي كل استعدادات الجهات المعنية فيه منقسمة ما بين صنعاء وعدن ،ولا يوجد حتى تنسيق، وأنت عدو لا تفرِّق!!
تجهيز مستشفى في عدن لاستقبال المرضى من دول العدوان ،وفي صنعاء هنجر تم تجهيزه كمحجر صحي، بلدي لم يعد لديه ما يخسره اقتصاديا ،كل شيء دمره العدوان ،وتوقفت عجلة الحياة منذ خمس سنوات!
وهل يكفي أبناؤه ما يعانونه، وما يكابدونه ويلاقونه يوميا ً،حتى تغزوهم يا كورونا !؟
وماذا ستعمل في بلد ٍدمَّرته الحرب والعدوان وانهكت أبناءه وجعلت منه افقر بلد ٍفي العالم ومعرضاً لأسوأ كارثة إنسانية عالمية؟
وماذا ستستفيد عندما تغزوه ؟
عليك أن تفكر كثيرا وتتمهَّل قبل أن تغزو اليمن.
وفي الأخير وبعد أن طرحت على كورونا هذه الأسئلة، لازلت منتظراً للإجابة.