خدمات طبية متدنية في‮ ‬ظل تزايد الحالات المرضية

‮> ‬رغم الأهمية التي‮ ‬يمثلها مركز الغسيل الكلوي‮ ‬بهيئة مستشفى الثورة بمحافظة إب الذي‮ ‬تم افتتاحه عام‮ ‬2006م‮ ‬فإن الخدمات الطبية التي‮ ‬يقدمها لا تزال متدنية ولا تلبي‮ ‬احتياجات المرضى‮ ‬خصوصاٍ‮ ‬في‮ ‬ظل التزايد الملحوظ للحالات المرضية الجديدة‮.‬
حيث شهد المركز إقبال»214« ‬حالة مرضية جديدة منذ بداية العام الجاري‮ ‬وهذا‮ ‬يعد مؤشرا خطيرا‮ ‬يستدعي‮ ‬تقديم ورفع مستوى الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة والكفيلة بتخفيف هذه المعاناة‮.. »« ‬قامت بزيارة لمركز الغسيل الكلوي‮ ‬واطلعت على الخدمات التي‮ ‬يقدمها للمرضى وحجم المعاناة التي‮ ‬يقاسونها نتيجة قلة الإمكانيات لدى المركز وخرجت بالحصيلة التالية‮:‬

الدكتور عادل الراعي‮- ‬رئيس قسم الفشل الكلوي‮ ‬في‮ ‬هيئة مستشفى الثورة بإب‮ – ‬أكد في‮ ‬بداية حديثه عدم وجود أي‮ ‬حالة وفاة في‮ ‬قسم الفشل الكلوي‮ ‬نتيجة توقف المركز وانقطاع المواد مؤخرا‮.‬
‮> ‬وقال‮: ‬إن ما أثارته بعض وسائل الإعلام عن حدوث حالات وفاة لا أساس له من الصحة‮ ‬بل أؤوكد أن العمل في‮ ‬المركز لم‮ ‬يتوقف بشكل نهائي‮ ‬فقد تم الغسل للحالات الإسعافية حتى خلال اليومين اللذين توقف العمل فيهما‮ ‬فمثلاٍ‮ ‬يوم‮ ‬15‮ ‬سبتمبر المنصرم انقطعت مواد الغسيل وكان لدينا‮ ‬16‮ ‬حالة إسعافية وتم‮ ‬غسل‮ ‬11‮ ‬حالة إسعافية‮ ‬وحالات الوفاة التي‮ ‬حدثت لم تكن بسبب انقطاع أو تأخر المواد فمثلا صالح الأبيض توفي‮ ‬في‮ ‬12‮ ‬سبتمبر أي‮ ‬قبل توقف العمل في‮ ‬المركز بثلاثة أيام وكان‮ ‬يعاني‮ ‬من جلطة دماغية ومرض السكر إلى جانب الفشل الكلوي‮ ‬أما الحالة الثانية مخلص عبدالملك فقد توفيت في 2013/9/1م قبل توقف العمل في‮ ‬المركز أيضا وكانت تعاني‮ ‬من تليف الكبد إلى جانب الفشل والحالة الثالثة نشوان‮ ‬غسلنا له‮ ‬يوم 2013/9/14م وتوفي‮ ‬يوم‮ ‬9/16‮ ‬ولم تعرف سبب الوفاة لعدم إحضاره إلى المستشفى لتشخيص سبب الوفاة‮.‬

توقف العمل
‮> ‬وعن أسباب توقف العمل في‮ ‬مركز الغسيل أكد الراعي‮ ‬أن العمل في‮ ‬المركز توقف‮ ‬يومين عدا الحالات الاسعافية أو الطارئة فإنه تم إجراء الغسيل والعلاج اللازم لها وأن تأخر المواد الخاصة بالغسيل الكلوي‮ ‬كان السبب الرئيسي‮ ‬لذلك التوقف وقد بررت الشركة الموردة للمواد ذلك التأخر بتأخر بعض الإجراءات في‮ ‬بلد المنشأ‮.‬
وقد حاولنا تدارك المشكلة التي‮ ‬حدثت بإجراء الغسلات الإسعافية والضرورية واستخدمنا المواد الاحتياطية للمركز‮ ‬فالمواد التي‮ ‬تكون لدينا ضمن الاحتياطي‮ ‬تستنزف إلى جانب المواد المرصودة للمركز بسبب وجود الحالات الجديدة والطارئة التي‮ ‬تتدفق على المركز وبشكل مستمر‮. ‬وهناك الكثير من الحالات المرضية التي‮ ‬لا تأتينا إلى المركز إلا وهي‮ ‬بحالة سيئة جراء الفشل الكلوي‮ ‬وتحتاج إلى‮ ‬غسيل بشكل فوري‮ ‬وهذا‮ ‬يمثل ضغطا على المركز لإنهاء حالات جديدة وغير مسجلة بالمركز ولا‮ ‬يمكننا ترك هذه الحالة دون إجراء العلاج والإسعاف اللازمين‮ ‬‮ ‬وخصوصا للغسيل الكلوي‮ ‬وبحسب ما تقتضيه الحالة وكل ذلك على حساب المواد الموجودة لدينا في‮ ‬المركز‮.‬
قلة الأجهزة
‮> ‬وفيما‮ ‬يتعلق بالوضع الحالي‮ ‬للمركز والخدمات التي‮ ‬يقدمها للمرضى‮ ‬يقول الدكتور الراعي‮: »‬لا ننكر أن لدينا عجزاٍ‮ ‬في‮ ‬المركز وضغطاٍ‮ ‬في‮ ‬العمل إلا أننا نعمل كل ما بوسعنا‮ ‬فمثلا لا‮ ‬يوجد لدينا في‮ ‬المركز سوى عشرة أجهزة للغسيل الكلوي‮ ‬وتعمل على ذلك تلك الأجهزة خلال خمس فترات لغسل‮ »‬240‮« ‬حالة ونقوم بالغسل مرتين في‮ ‬الأسبوع لكل مريض بواقع ثلاث ساعات في‮ ‬الغسلة الواحدة بينما المتعارف عليه في‮ ‬العالم أن‮ ‬يخصص للمريض ثلاث أو أربع‮ ‬غسلات في‮ ‬الاسبوع بواقع‮ ‬4‮ ‬ساعات‮ ‬يومياٍ‮ ‬و لكن لايتم ذلك لدينا بسبب العجز المتمثل كما ذكرت في‮ ‬قلة الأجهزة وتزايد الحالات الطارئة والجديدة ناهيك عن وجود حالات‮ ‬غسيل إضافية أو طارئة لبعض الحالات وهذا‮ ‬يمثل ضغطا على المركز ويقلل من جودة خدماته‮.‬
وأشار إلى أن المستقبل سيكون أفضل في‮ ‬حال تجهيز المركز الجديد الذي‮ ‬أنشئ على نفقة أحد فاعلي‮ ‬الخير حيث تصل الطاقة التجهيزية للمركز الجديد‮ ‬40‮ ‬جهاز‮ ‬غسيل كلوي‮ »‬10‮« ‬أجهزة لمعالجة‮ ‬غسيل الفشل الكلوي‮ ‬للمصابين بفيروس الكبد‮ »‬سي‮ ‬ودي‮« ‬حسب ما هو مرسوم ضمن الخطة إلا أن المركز الجديد ورغم استكمال إنشائه منذ فترة طويلة لم‮ ‬يتم تجهيزه بالمعدات حتى وقتنا الراهن‮.‬
والتجهيز‮ ‬يفترض أن تقوم به وزارة الصحة‮ ‬حيث‮ ‬يفترض أن‮ ‬يتم التعاقد مع إحدى الشركات المصنعة أو الموردة للمواد والمحاليل الخاصة بالغسيل الكلوي‮ ‬وستقوم الشركة بحسب المتعارف عليه بتأثيث المركز وتجهيزة بالأجهزة المطلوبة مجاناٍ‮ ‬لتشغيل المواد والمحاليل التي‮ ‬ستبيعها للمركز‮ ‬لكن مع ذلك لم‮ ‬يتم العمل على التعاقد مع أي‮ ‬شركة من الشركات المصنعة والموردة للمواد والمحاليل الخاصة بالغسيل الكلوي‮.‬

تشخيص الحالات المرضية
وحول التشخيص المبكر لمرضى الفشل الكلوي‮ ‬يقول‮: ‬نحن نقوم بدورنا في‮ ‬التشخيص لأي‮ ‬حالات مرضية تصل إلى المركز سواء كانت قبل الفشل الكلوي‮ ‬أو مصابة بالفشل لكن المشكلة ليست لدينا في‮ ‬المر كز وإنما المشكلة الوعي‮ ‬لدى المواطنين‮ ‬فالمواطن بحاجة إلى توعية بضرورة الفحص المبكر لتشخيص المرض والامتناع عن الأدوية العشوائية أو الإفراط بتناولها دون وصفة طبيب‮ ‬لأن ذلك من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى مرض الفشل الكلوي‮ – ‬وفي‮ ‬الفترة الأخيرة جاءت‮ ‬12‮ ‬حالة مرضية إلى المركز وكانت الحالات المرضية مبكرة فتم تشخيصها وعلاجها وتجاوزت حالة الفشل وخرجت من المركز بحالة صحية جيدة‮.‬
وأردف قائلاٍ‮: ‬أعراض الفشل الكلوي‮ ‬قد تكون متعددة منها أعراض الصفار والورم والكتمة والطرش والتسمم في‮ ‬الدم وتسمم الحمل وغيرها من الأعراض‮ ‬وعموماٍ‮ ‬أحياناٍ‮ ‬الفشل الكلوي‮ ‬ليس من الأمراض المتعلقة بالكلى فقط وإنما قد‮ ‬يكون الفشل نتيجة لمضاعفات أمراض أخرى كالقلب والكبد والاسهال والطرش وغيرها لأن هذه الأمراض تؤدي‮ ‬إلى تدني‮ ‬وظائف الكلى وفي‮ ‬كل الأحوال‮ ‬يمكن تدارك وعلاج حالات الفشل وتجاوزها في‮ ‬حالة إسعاف واكتشاف الحالة المرضية مبكراٍ‮.‬

استنزاف مواد الغسيل
‮> ‬ومن جانبه تحدث الأخ هيثم البخيتي‮ ‬مشرف قسم الفشل الكلوي‮ ‬بالهيئة قائلاٍ‮:‬
نقوم بغسل‮ ‬70‮ ‬حالة من أمراض الفشل الكلوي‮ ‬في‮ ‬المركز بشكل‮ ‬يومي‮ ‬ونعمل على مدار‮ ‬24‮ ‬ساعة من خلال خمس فترات‮.‬
ونحن نعاني‮ ‬في‮ ‬المركز من زيادة الحالات المرضية الجديدة والطارئة إضافة إلى الضغط الحاصل من الحالات السابقة وهذا‮ ‬يستنزف مواد الغسيل الكلوي‮ ‬بشكل كبير‮ ‬والمواد بحد ذاتها ونظراٍ‮ ‬لأهميتها للمريض مكلفة جداٍ‮ ‬ولا‮ ‬غنى عنها لأن مريض الفشل الكلوي‮ ‬يخضع لغسلتين خلال الأسبوع‮ ‬وتتكون محتويات الغسلة من مواد الفلتر وهو الذي‮ ‬يقوم بالتصفية والغسل‮ ‬وكذلك اللايف والبيباج والنيادل وغيرها من المواد التي‮ ‬تقوم بتصفية الدم‮.‬
وأضاف‮: ‬إن المشكلة التي‮ ‬حصلت في‮ ‬المركز والناتجة عن تأخر المواد وتوقف العمل لمدة‮ ‬يومين قد أثارت ضجة كبيرة رغم أن السبب في‮ ‬ذلك‮ ‬يعود إلى تأخر وصول المواد من الشركة الموردة من بلد المنشأ‮ “‬ألمانيا‮” ‬والمركز متعاقد مع الشركة الأهلية للتجارة المحدودة‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تقوم بالتوريد لمراكز الفشل الكلوي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وهذا التوقف ليس للمرة الأولى بل تحصل مثل هذه الحالات الخارجة عن إرادتنا وقد حاولنا في‮ ‬المركز تدارك المشكلة وعلاج الحالات الإسعافية والضرورية التي‮ ‬لا تتحمل التأجيل لكن حالات الوفيات التي‮ ‬ذكرت نؤكد أنه لم‮ ‬يحصل أي‮ ‬حالة وفاة جراء انقطاع وتوقف العمل في‮ ‬المركز‮.‬

الاحتياجات
وعن الاحتياجات الضرورية للمركز‮ ‬يقول البخيتي‮: ‬المركز بحاجة إلى توسع خدماته وبحاجة إلى أجهزة‮ ‬غسيل كافية لاستيعاب الحالات لمرضية‮ ‬لكن الأمل الآن بعد الله تعالى هو بالخدمات التي‮ ‬سيقدمها المركز الجديد الذي‮ ‬تم انشاؤه على نفقة فاعل خير والذي‮ ‬يحتوي‮ ‬على أربعين جهازاٍ‮ ‬للغسيل الكلوي‮ ‬وسيقدم خدمات أفضل إن شاء الله‮ ‬لكن ما‮ ‬يلاحظ هو زيادة حالات مرض الفشل الكلوي‮ ‬في‮ ‬الفترات الأخيرة لأسباب متعددة ومن خلال هذا المؤشر الخطير نحن بحاجة إلى توعية جادة بخطورة حالات أمراض الفشل الكلوي‮ ‬وتجنب أسبابها وعلاجها قبل تضاعف حالات المرض حتى‮ ‬يصل إلى مرحلة الفشل‮.‬

قد يعجبك ايضا