د. أحمد ثابت الزماني
تأتي صفقة القرن في ظل مرحلة حاسمة من التحديات التي يخوضها العالم العربي والإسلامي وفي مقدمة هذه الأخطار مشاريع تفكيك أو اصر الانتماء لحضارة الإسلام والسيطرة على الثروات والمقدرات وسلب إرادة الانعتاق من سطوة القوى الاستعمارية وفي خضم هذه التحولات تظل القدس الشريف هي مرتكز الكفاح المشروع ضد محاولات محو هذه الحصيلة من ذاكرة الأجيال وعرضها للبيع في أسواق النخاسة.
حيث يسعى الكيان الصهيوني لأن تكون القدس الشريف عاصمة هذا الكيان الغاصب ومن أجل هذه الغاية يعمل على تغيير خارطة المدينة المقدسة من خلال رفع وتيرة الاستيطان وجلب المزيد من شذّاذ الآفاق وتفريغ المدينة من سكانها.
إن الوعي بالمخاطر التي تحيط بالمقدسات الإسلامية هو مؤشر على حيوية الوجدان العربي والإسلامي ودليل على ارتباطه الوثيق بالعقيدة الإسلامية التي تشكل هوية الإنسان العربي والمسلم.
إحياء قضية الأقصى الشريف لها العديد من الدلالات الإيجابية التي سيكون لها المردود العظيم في حماية مقدساتنا من محاولات المحو حيث تشكل القدس باعتبارها القضية المحورية في تاريخنا المعاصر أهم عوامل وحدة الأمة الإسلامية وتوحيدها لمواجهة العدو المشترك.