الثورة / عادل محمد
خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية المباركة بمناسبة احتفاء اليمنيين بجمعة رجب حدد بكل وضوح المسار الحضاري الذي يجب أن يلتزم به الشعب اليمني في هذه المرحلة التاريخية؛ كون هذا المسار الإيماني هو طوق النجاة، وهو كذلك المسار الذي يمنح أبناء اليمن القدرة على بناء المستقبل المنشود وفق منطلقات راسخة تستمد حيوية العطاء من أساسيات الدين الحنيف التي تحثنا على البذل والإنتاج والعمل الدؤوب من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الاقتصادي وفي بقية المجالات وأهمها المجال الثقافي والتكوين الفكري وهذه هي المجالات التي يعتمد عليها أعداء الوطن في تدمير طاقات الفعل والإبداع من خلال استهداف زكاء القلب وضرب الأمل في نفوس الأجيال من خلال وهم القوة التي تعمل على تسويقه تكنولوجيا عصر العولمة وعولمة الرعب ليصبح أداة من أدوات الصدمة والترويع ويكون ضحيته الأولى من يسير في الفلك المعادي للإسلام والعروبة ويتورط في جريمة الولاء لغير المؤمنين الصادقين، لذلك يجب الحذر من الركون إلى هذا الوهم.
ثقافة القرآن الكريم وهي المنهج الإلهي والنور الذي يبدد الظلمات حسمت هذا وأشارت إلى « إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا « مهما تنوعت أساليب أولياء الشيطان في ترويعنا بما يمتلكونه من أسلحة فهي مجرد سراب خادع، ومهما عظمت هذه القوة فهي هباء منثور أمام إرادة الإيمان.
عندما استطاع الإنسان اليمني أن يكسر الخوف من أمريكا وأسقط هيبة الشيطان الأكبر في أوحال الهزيمة استطاع أن يمتلك قراره السياسي وبدأ مسيرة الإنتاج والتصنيع والنهضة، إنسان اليمن اليوم بمقدوره حماية الأجواء اليمنية من الطيران المعادي واستطاع كذلك تحييد التفوق الوحيد الذي يمتلكه تحالف العدوان والحصار.
شعبنا اليمن باعتماده على المولى سبحانه وتعالى يواصل بناء قدراته التسليحية وفق رؤية استراتيجية وصولاً إلى فرض قراره السيادي على كامل الجغرافيا اليمنية.
وأشار قائد الثورة إلى أن الانتماء الإيماني هو أهم عامل لتماسك شعبنا في مواجهة العدوان السعودي – الأمريكي لا سيما ونحن على مشارف العام السادس من الصمود البطولي المتعاظم أمام الصلف والعنجهية والاستكبار.
الهوية الإيمانية باعتبارها منظومة متكاملة هي الكفيلة بإحباط مؤامرات الأعداء، حيث كانت العناية الإلهية والتأييد الإلهي هما الركيزة الأساسية لصمود هذا الشعب طيلة السنوات الماضية وما حدث خلال هذه الأعوام من صمود وثبات وما يحققه أبطال الجيش واللجان الشعبية من تجاوز مرحلة العجز والارتهان وبناء جيش وطني قادر على النهوض بواجباته الدستورية في الدفاع عن سيادة الجمهورية اليمنية وحراسة إرادة الحرية والاستقلال من محاولات التركيع والنكوص عن أداء الواجب المقدس في حماية الوطن أرضاً وإنساناً.
كما تطرق خطاب قائد الثورة المباركة إلى عدة قضايا لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها ولعل من أهم القضايا الجوهرية هي قضية استقلال الوطن اليمني باعتبار هذه القضية هي ركيزة الاستقرار الإقليمي ولا يمكن أن ينعم الإقليم بالاستقرار والإنسيابية في الممرات البحرية، بينما الإنسان اليمني يتعرض لجملة من التحديات والأخطار وتتهدد محيطه الجغرافي النزوات والأطماع هكذا حرص قائد الثورة على إيصال الرسالة الأهم لتحالف العدوان ومن خلفهم دوائر التوسع والاستعلاء بتأكيده أن اليمن بلد لا بد له أن يكون مستقلاً مهما بلغت التضحيات.