الكتاب، عقود المعلمين، النفقات التشغيلية.. أبرز التحديات
جهاز محو الأمية.. عندما يُقاتل الطموح على عدّة جبهات
تتسع ظاهرة الأمية باليمن بشكل كبير، خاصة مع استمرار العدوان وانتشار الفقر والبطالة وقطع المرتبات، حيث تقدر الدراسات نسبة الأمية بنحو 60 % بين السكان، ما جعلها تُمثل أحد معوقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
على مدى العقود الماضية، لم تمثّل الظاهرة أولوية جادة لدى الحكومات المتعاقبة، ما جعلها تفشل في محاصرة المشكلة، على الرغم من صدور القانون رقم 28 لسنة 1998م الذي قضى بموجبه بإنشاء جهاز محو الأمية وتعليم الكبار.الثورة / عمار الشميري
لقد كان للعدوان أثر كبير على هذا القطاع، حيث لم يعد (محو الأمية) أولوية لدى الكثير من الأسر، في وقت تم استهداف المراكز التعليمية وانقطاع الرواتب والوضع المعيشي الصعب.
مؤخراً شهد جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، حراكاً ملحوظا ومساعي حثيثة للنهوض به، بقيادة رئيس الجهاز الأستاذ فؤاد عبدالله الشامي، رغم مرور أربعة اشهر فقط على توليه قيادة هذا الجهاز ، في مهمة توصف بـ(المغامرة)؛ حيث يفتقر الجهاز للكثير من الإمكانيات المادية والبنى التحتية، وغيرها من التحديات الأخرى التي جعلت قيادة الجهاز تُحارب في عدّة جبهات على أمل النجاح في احراز اختراق بجدار التعليم بهذا القطاع، وبالفعل بدأت مؤشرات إيجابية لصناعة النجاح في فترة قياسية.
زيارات ميدانية قامت بها قيادة الجهاز، شملت الحديدة وعمران وذمار ومحافظة صنعاء والمحويت وصعدة، كانت لها ثمار طيبة، ومنحت العاملين في مكاتب الجهاز بهذه المحافظات الأمل في اخراج هذه المكاتب من (غُرف الإنعاش) وجعل الصورة أجمل مهما كانت المعوقات، إنجاز جعل الاستاذ فؤاد الشامي يرفع من سقف الطموح لزيادة أعداد الدارسين من 48 ألفاً إلى 350 ألفاً نهاية العام الجاري، ففي غضون نحو 3 أشهر فقط تم افتتاح اكثر من 40 مركزاً جديداً.
خطة طموحة
بحسب إحصائية الجهاز للعام 2018 – 2019م؛ يبلغ عدد مراكز محو الأمية وتعليم الكبار، نحو 1302 مركز تتوزع على 12 محافظة بالإضافة إلى أمانة العاصمة، تأتي الأخيرة على رأس المحافظات بالنسبة لعدد المراكز بنحو 202 مركز.
فيما يصل عدد الدارسين فيها نحو 48 ألفاً و589 دارساً ودارسة، تتصدرها أمانة العاصمة بنحو 12588 دارساً ودارسة، تليها محافظة الحديدة 11741 دارساً ودارسة، و4493 دارساً ودارسة في إب و3760 في تعز و3694 في حجة و2623 في محافظة صنعاء و2305 في المحويت و2119 في عمران و1831 في ريمة و1693 في ذمار و1336 في البيضاء.
ويقول فؤاد عبدالله الشامي لـ(أحوال التعليم)، إن خطة الجهاز تهدف إلى رفع عدد الدارسين من 48 ألفاً إلى 350 ألف دارس ودارسة خلال العام الجاري وصولا إلى مليون دارس ودارسة بحلول العام 2023م.
وشدد على اهمية حشد وتضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد للنهوض بواقع محو الامية وتعليم الكبار، مؤكداً على ضرورة بناء شراكة حقيقية مع مختلف شرائح المجتمع ، لضمان القضاء على الأمية، مشيراً إلى أهمية استشعار الجميع للمسؤولية الملقاة على عاتقهم لضمان انجاح عمل ومهام الجهاز في معركته ضد الأمية، كونها واحدة من ابرز عوامل الصمود في مواجهة العدوان الغاشم التي تتعرض له البلاد.
فيما هناك العديد من التحديات التي تعترض خطة الجهاز، منها، النفقات التشغيلية والموازنة العامة، وعدم وجود عقود خاصة للمعلمين والمعلمات ، وكذا عدم توفر الكتاب المدرسي وعدم وجود المستلزمات الخاصة بالمراكز في المديريات والمحافظات.
التسرب يُعزز من الظاهرة
بحسب منظمة اليونيسف؛ يصل معدّل التحاق أطفال الأسر الفقيرة بالتعليم الأساسي إلى 48 % مقارنة بـ88 % لأطفال الأسر الغنية، كما أن معدل التحاق الفتيات اللاتي ينحدرن من أسر فقيرة بالتعليم الأساسي 38 %، مقارنة بـ 88 % لبنات الأسر الغنية.
خبراء تربويون اكدوا لـ(أحوال التعليم)، فشل الحكومات السابقة في علاج هذه الظاهرة ومحاولة محاصرتها، مرجعين سبب ذلك إلى عدم اعطائها اهتماماً حقيقياً، كونها لم تتصدر أولوياتها، بالإضافة إلى اتساع ظاهرة التسرب في التعليم الأساسي والثانوي.
وأكدت منظمة اليونيسف مؤخرا أنه يوجد باليمن قرابة مليوني طفل في سن التعليم خارج المدارس، منهم أكثر من مليون ونصف المليون طفل كانوا خارج المدارس قبل العدوان.
ويشير الخبراء إلى أن السبب الرئيسي لتسرب الأطفال من المدارس هو الوضع الاقتصادي السيئ، الذي أجبرهم على الخروج إلى العمل ، وكذلك خوف الأسر من الاختلاط في التعليم ، وبعد المدارس عن المنازل لاسيما في الريف.
فيما كانت دراسة أممية حديثة قد أشارت إلى أن أكثر من 800 ألف فتاة يمنية في سن الدراسة يبقين في المنـــــازل للمســاعدة في الأعمــال المنزليّة.