“ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا”

 

طارق الحمامي

المسيرة القرآنية ستغربل الناس لأنها إرادة الله ومشيئته .. ولأنها أداة القياس الربانية التي تستخلص ما تكنّه الصدور وخبايا النفوس .. (مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِیَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ عَلَىٰ مَاۤ أَنتُمۡ عَلَیۡهِ حَتَّىٰ یَمِیزَ ٱلۡخَبِیثَ مِنَ ٱلطَّیِّبِۗ ) وباستشراف الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه لهذه الآية بوضوح الرؤية قال 🙁 قد يدخل ناس خبثاء أو يخبثون من بعد) ويستمر بقوله رضوان الله عليه : وإيجابياتها هامة إيجابياتها بالنسبة لهم هم الفئة هذه الخبيثة يظهر من جانبهم أشياء يحصل تبكيت لهم، يحصل توبيخ لهم، يحصل حذر عند المؤمنين الصادقين منهم، وللمستقبل في المسيرة يكونون عارفين تماماً من خلال التمييز عارفين تماماً من يعتمد عليه ومن لا يعتمد عليه). انتهى كلامه.فنحن أمام سنة إلهية .. ومسيرة تمحيص للمؤمنين السابقين واللاحقين .. وأمام الجميع مسؤولية عظيمة لا مناص عنها وهي الثبات على الحق .. والثبات مع أهل الحق .. وإلا سيكون جزءا من ذلك الانحراف الذي انحدر بالأمة منذ يوم السقيفة وتواتر بأثره الأسود حتى الآن .. ولكل من اطمئن قلبه بهذا الحق وانطلق صادقا مع المسيرة القرآنية إياكم أن تفرطوا بهذه النعمة .. وعيشوا لحظات الطمأنينة مع الحق بكل تفاصيلها عملا دؤوبا وجهادا وتضحية .. فهي والله فرصة أنعم الله بها عليكم لتعويض ما فاتكم. وإنكم ستجدون على قارعة الطريق أناساً قد سقطت أنفسهم دون أن يشعروا في مزالق الكبر وسوء الظن بكم .. فلا تحزنوا وليكن ردكم على ذلك بأن ترعوا لهم حق سبقهم بحسن الصحبة فسرعان ما ستسبقونهم إلى الخير وتنالون بقدر صدقكم وإخلاصكم من الله ما هو خير لكم من الدنيا وما فيها .. أولسنا نشهد توالي الآيات والمعجزات الإلهية التي تجسدت نصرا .. وتمكينا .. وكرامات .. ” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ” قبل أيام .. أهداني أحد الإخوة المجاهدين حفنة من التراب يفوح منها رائحة المسك الذي خالطه شيء من الكافور.. ولأول وهلة تذكرت هذه الرائحة هي رائحة استقرت في ذاكرة الوجدان .. وعميق الروح كنت قد اشتممتها وأنا في الخامسة عشرة من عمري ولم أكن أعرف حينها ما هذه الرائحة .. قيل لي : هذه رائحة المسك .. وكانت رائحة تملأ المكان .. كانت هذه الرائحة تنبعث من ضريح الإمام الهادي سلام الله عليه..وبعد أن استرجعت تلك الذكريات قلت له هذا التراب من ضريح الإمام الهادي .. قال لي لا ؟؟ (هذا من ضريح أحد شهداء المسيرة القرآنية في صعدة والمشهور بـ”الدبيس”)!!علمت منه بقصته سلام الله عليه وعلى جميع الشهداء .. فقد كان في بداية التحاقه بالمسيرة محاطا من المجاهدين بدواعي الحذر والشكوك من حقيقة انتمائه وصدق ولائه .. إلى أن أكرمه الله بصفحة ناصعة البياض لم تكن دليل براءته وحسب .. بل شهادة تكريم إلهية مع مرتبة (الخلود) وبتقدير (شهيد) … وذلك التراب الذي يسكنه جسده الطاهر يحكي عنه ما وهبه الله له من الكرامة في الدنيا قبل الآخرة .. لا تزال هذه الحفنة من التراب على حالها فواحة .. كما أنني لا أزال معتزا بها كأفضل هدية تقدم إليّ لتذكّرني أن الدبيس وأمثاله ذخيرة من التاريخ العظيم الذي سينهل منه أبناؤنا للسيّر على دربهم … ما جعلني اكتب عن هذه الكرامة ليس لأن “الدبيس” وحده من منح مثل هذه الكرامات .. بل الظروف التي عاشها وهو مشكوك في أمره محاصر بسوء الظن من كل جانب .. ولم يكن حذر المجاهدين غير مبرر .. بل كان واجبا حتميا .. فحجم الخطر المحدق بهم كبير جدا وخطير جدا .. فما عانوه وتجرعوه من ظلم وطغيان ليس بالهيّن أو القليل .. وبين هذا وذاك .. نسترجع ضرورة أن نمتلك مع القوة سلاح الحكمة فهما قرينان في القرآن في أكثر من آية.. لكي لا تقودك القوة وحدها إلى التحقير وإلى سوء الظن وإلى القسوة والغلظة وظلم الآخرين .. ولكي لا تقودك الحكمة وحدها إلى الدعة وترك الحيطة وتجعلك عرضة للخداع ..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) .صدق الله العظيم.. والعاقبة للمتقين

قد يعجبك ايضا