العولمة والثقافة ونحن

 

فؤاد عبدالقادر

أعي تماما أن العالم يتغير وتتغير ثوابته .. ها هو قطب- بعد أن كان قطبين – يهيمن على كافة الأمور في العالم ويفرض سياسة الأمر الواقع على الشعوب في قضايا الحياة اليومية، الاقتصاد، والسياسة والتعليم.
الثقافة هنا تأتي على رأس الأولويات لأنها الأساس في عملية تغيير أفكار الإنسان وتشكيلها من جديد وفي أقرب الطرق وأكثر فاعلية في الهيمنة على تفكيره وقدراته.
ففي عصرنا.. عصر تدفق المعلومات.. وتطور أجهزة الاتصالات ووسائل الإعلام بين الناس.. والقنوات الفضائية التلفزيونية والانترنت .. يصبح الإنسان في مهب الريح.. رياح الثقافة بكل أشكالها وألوانها.. التي تهب من الجهات الأربع من المعمورة تتقاذفه من هنا وهناك ويقع بين فكي كماشة.. إما أن يساير ويتنبه على نفسه ثقافيا وعلميا حتى يتمكن من عملية المواجهة .. وإما تسحقه عجلة التنوع في الثقافة وسياسة العولمة.. إنه غزو من طراز جديد.. يدهمك في عقر دارك، يأتيك من كل الأبواب والنوافذ ولا تجد مفراً إلا أن تتلقاه وتأخذ منه ما يبني مداركك وينير طريقك .. ويقع ما لا ترغب فيه جانبا، وهذا لن يتأتى ما لم نكن قد استعددنا له تماما بالمزيد من الاستنفار في الجوانب الثقافية والعلمية.. وتوعية الناس.

قد يعجبك ايضا