عام الدفاع الجوي
عبدالفتاح علي البنوس
هاهي وعود القيادة الثورية والسياسية بالمضي قدما في تطوير وتحديث قوة الردع الدفاعية الجوية بغية الوصول إلى تحييد الطيران الحربي المعادي عن الأجواء اليمنية ، تتحقق على أرض الواقع ، وهاهي القدرات الدفاعية لقوات الدفاع الجوي تتنامى وتتعاظم يوما بعد آخر ، وها نحن اليوم نشهد الكشف عن منظومة جديدة ومتطورة للدفاعات الجوية اليمنية ، من خلال افتتاح الرئيس المشاط وكبار قيادات الدولة معرض الشهيد عبدالعزيز المهرم للدفاعات الجوية والذي يضم صواريخ “أرض جو” بتقنية متطورة من نوع “ثاقب 1″ و”ثاقب 2” و “ثاقب 3″و “فاطر 1” ، والتي تمثل نقطة تحول في المنظومة الدفاعية الجوية وقوة الردع اليمنية التي دخلت الخدمة ، وتعمل على إعاقة تحركات الطائرات المعادية في سماء اليمن.
أجواء اليمن ليست للنزهة ، هذه واحدة من الرسائل الهامة التي حملها افتتاح معرض الشهيد عبدالعزيز المهرّم وإزاحة الستار عن منظومة الدفاعات الجوية الجديدة ، التي تم تطويرها وتحديثها من قبل الكوادر والعقول اليمنية وفي طليعتها ابن مديرية ساقين الشهيد البطل عبدالعزيز المهرم ، الخبير في تقنية الكهرباء والبرمجة والذي كُلِّف بمهمة تطوير وتحديث منظومة الدفاعات الجوية ، وتولَّى مهمة صيانة معدات الدفاعات الجوية وإعادتها للجاهزية القتالية ، حيث أثمرت جهود هذا المجاهد المخلص ورفاقه المجاهدين بوحدة التصنيع الحربي للقوات الجوية والدفاع الجوي في تحويل صواريخ “جو- جو” إلى صواريخ “أرض – جو” والتي أجريت عليها تعديلات تقنية دقيقة ، أطلق عليها “منظومة ثاقب” ، حيث دخلت الخدمة وأثبتت فاعليتها وتمكنت من إسقاط العديد من الطائرات.
سطَّر الشهيد المهرّم أروع الأمثلة في البطولة والتضحية والفداء ، حيث قدَّم روحه الطاهرة في سبيل الله دفاعا عن وطنه وهو يقوم بعمله الجهادي على متن “منظومة ثاقب” ، ليرتقي شهيدا بعد أن خدم وطنه وشعبه وقدَّم خلاصة فكره النيِّر وخبرته الصناعية المتميزة في إخراج هذه المنظومة إلى حيز الوجود ، ليتم تكريمه من القيادة بإطلاق اسمه على معرض الدفاعات الجوية الجديدة وفاء له وتخليدا لتاريخه ومسيرته الجهادية التي ستظل محط فخر واعتزاز الأجيال المتعاقبة.
وفي سياق الحديث عن رسائل القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية التي حملها معرض الشهيد المهرم للدفاعات الجوية، برزت رسالة موجهة لقوى العدوان ومرتزقتهم وكل الأفاكين والمنافقين الذين ظلوا يتحدثون عن القدرات الدفاعية اليمنية بنوع من الإستخفاف ويدَّعون بأن صواريخنا البالستية وطائراتنا المسيرة إيرانية ، فأظهرنا لهم في وقت سابق الهوية اليمنية للطائرات المسيَّرة من خلال المعرض الخاص بالطيران المسيَّر ، واليوم ومن خلال معرض الشهيد عبدالعزيز المهرم للدفاعات الجوية، أظهرنا لهم يمنية هذه الصواريخ وقدَّمنا لهم ولأسيادهم نتاج العقول اليمنية في مجال التصنيع الحربي ، وأثبتنا لهم بأن اليمن يمتلك الكثير من أمثال الشهيد المهرم ، الذين يمتلكون القدرة على تصنيع وتطوير وتحديث أحدث الأسلحة بتقنيات عالية، ولا نحتاج إلى سلاح من إيران ولا من غيرها ، رغم أنه لا يوجد ما يحرِّم علينا شراء الأسلحة من إيران أو من غيرها ، فمن الغباء تجريم الحصول على السلاح من إيران ، وتحليل وشرعنة الحصول على السلاح من أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا ، ولكن ذلك يندرج ضمن السياسة الأمريكوصهيونية التي تعمل على نشر ثقافة “فوبيا إيران ” التي تجعل منها خصما وعدوا للدول العربية وللعالم ، بهدف حرف الأنظار عن العدو الإسرائيلي ، العدو الحقيقي للعرب والعروبة وللإسلام والمسلمين.
بالمختصر المفيد، مظلومية وعدالة قضيتنا ، هي من وَلَّدت فينا روح الإصرار والعزيمة وتطويع وقهر المستحيل ، والمضي في تطوير وتحديث قوة الردع اليمنية بمختلف مجالاتها حتى وصلت إلى ماهي عليه اليوم ، بقدرات وكفاءات وعقول يمنية، وما تزال هذه العقول تختزن الكثير من المهارات والقدرات التصنيعية التي سيكون لها أثرها البالغ في مسار معركة النفس الطويل ، وكما وعد الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه ، وكما كان يتطلع الشهيد عبدالعزيز المهرم فإن قوة الردع اليمنية ستتحول إلى قوة ضاربة بقوة الله وتأييده ، فها هي شواهد ذلك تتبدَّى أمامنا ، وما تزال وتيرة العمل جارية على قدم وساق ، لتطوير وتحديث المنظومات الدفاعية الجوية والصاروخية ، والقادم أعظم وأشد فتكا وأقوى تأثيرا وأكثر تدميرا، وأن هذا العام سيكون عاما للدفاع الجوي وعاما للنصر بإذن الله وتأييده وتوفيقه.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.