ينبع.. وبيان المالكي

فهمي اليوسفي
البيان الذي صدر من دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي بشأن قصف شركة أرامكو بمدينة ينبع أثبت أن التحالف العدواني أصبح مهزوز الثقة بذاته.. هذا البيان مطعَّم بكذب سعودي، وارتعاش إماراتي.
وعدم اعترافه -أي التحالف- أن تلك الصواريخ أصابت أهدافها، مع اعترافه جزئياً أن منظومة صواريخه الباتروداعشة أو البتروصهيوسعودية اعترضت أو أسقطت الصواريخ التي انطلقت من اليمن إلى أرامكو في محافظة ينبع الصناعية، بينما المقاطع التي وصلت من هناك تثبت وصول الصواريخ لشركة أرامكو، وإصابة أهدافها بدقة عالية، سواء التي حملها الطيران المسير، أو التي بدون مسير.
كما يبرز التناقض في بيان العدوان الذي أكد أن تلك الصواريخ التي اتجهت لينبع هي صناعة إيرانية متوعداً بالرد على إيران والتصدي لها باليمن وهنا تبرز درجة خوف السعودية من إطلاق عيار ناري حتى “فشنج” إلى سماء إيران، مع ان هذا المبرر هو فقط للتضليل على الرأي العام.
لكن البيان يحمل رسالة خطيرة وغير مباشرة، فعندما يشير ويجزم ناطق تحالف العدوان أن الصواريخ التي ذهبت لينبع انطلقت من صنعاء، وهنا عندما يقول من صنعاء بمعنى أنه يعد ويحضِّر لارتكاب مجازر ضد المدنيين في صنعاء نظراً لفشله وتجرعه هزائم متواصلة على مدى ٥ سنوات، وهذه هي عادته في قصف المدنيين، ولا نتوقع من بني سعود سوى ارتكاب مجازر بحق المدنيين، وقد بدأوا من خلال بيانهم نسج المبررات المبطنة لارتكاب الجريمة قبل وقوعها.
إذاً طالما صنعاء تؤكد عملية الاستهداف لشركة ارامكو في ينبع والطرف السعودي يعترف جزئياً بوصولها مدعياً أنها إيرانية وتم تهريبها عبر سواحل محافظة المهرة، وعندما يجزم أنها أتت عبر سواحل المهرة بمعنى أن لديه نوايا شريرة لاستهداف أبناء المهرة ممن يرفضون الاحتلال السعودي.
وهنا تبرز نوايا الرياض الدموية بالسعي لاستهداف المدنيين في صنعاء وكذا أبناء المهرة وكأنها لم تحاصر اليمن براً وبحراً وجواً منذ ٥ سنوات.
مع أن صنعاء هي معتدى عليها، ومن حقها أن ترد الصاع بصاعين لكل دول العدوان، والبادئ أظلم، ومن حق أبناء المهرة طرد الاحتلال السعودي لأرضهم، وحماية عرضهم.
إذاً فليعلم العالم أن قصف أرامكو في ينبع جاء لعدة أسباب من ضمنها الآتي:
1 – عدم توقف دول العدوان عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين في اليمن.
2 – إيقاف دورها الاغتصابي التوسعي في بلادنا، وبالذات بالمحافظات الجنوبية والتي للأسف الشديد بلغت وقاحتها حد انتزاع علامات الحدود، وتوغلها في مساحة ٩٠ كم في عمق اليمن، واليوم أصبح الجنوب برمته خاضعاً لاحتلال سعودي وإماراتي.
3 – نظراً للتصعيد السعودي والإماراتي في مختلف الجبهات، وعدم التزامهما بما تم الاتفاق عليه أمام الجانب الأممي.
4 – عدم توقف السعودية عن إرسال عناصر داعشية إلى اليمن، وتمويلها خلايا إجرامية تخريبية في الداخل والتي تم الكشف عنها مؤخراً.
5 – استمرار هذه الجارة الإجرامية في نهب ثروات اليمن، والتي تتم عن طريق الأنابيب الأفقية في محافظة الجوف وغيرها من الماضي للحاضر.
6 – نظراً لاستمرار هذه الجارة الدموية في فرض الحصار على بلدنا جواً وبحراً وبراً واحتجازها سفن المشتقات النفطية.
7 – لأن هذه الجارة بالتعاون والتنسيق مع الأمريكان تمارس انتهاكات خطيرة في بلدنا ضد الشجر والبشر والأرض والحجر ومنها الشروع في مد الانبوب من الخليج لسواحل المهرة، وسعي هذه الجارة للسيطرة على أهم الحقول النفطية الواعدة في المهرة وحضرموت.
8 – استمرار الانتهاكات للسيادة اليمنية من قبل الأساطيل والمساطيل الأمريكان والتي اعترف بها المتحدث باسم البنتاجون.
وطالما كانت زيارة بومبيو للسعودية متزامنة مع المؤتمر الصحفي للمتحدث الأمريكي قبل أيام، والذي تطرق إليه في تحليل صحفي وهو يكيل الاتهامات لإيران وأنصار الله، وكل ذلك يبرهن أن الأمريكان سوف يدخلون بشكل مباشر في استهداف اليمن، وهنا من حق اليمن أن يرد على هذه الأطراف الخارجية التي تستهدف اليمن أرضا وإنساناً.
إذاً لهذه الأسباب تم استهداف شركة أرامكو في ينبع.

قد يعجبك ايضا