تغلبت المرأة اليمنية على الظروف القاسية وتأقلمت مع الأوضاع وصنعت من المستحيل ممكناً
المرأة اليمنية في طليعة القوى المجتمعية في التصدي للعدوان: التيارات التكفيرية تستغل المرأة لتحقيق مصالحها
أصبح اهتمام المرأة أن ترى النصر الكبير يتحقق مهما كانت التضحيات بفضل الله تعالى والمسيرة القرآنية
ما زالت كثير من التيارات التكفيرية تستغل المرأة باسم الإسلام وتروِّج لأفكار جديدة في استغلالها على أنها نابعة من الإسلام رغم أنها بعيدة كل البعد عن ديننا الإسلامي وتعاليمه، وقد شهدت العقود الماضية تزايدا كبيرا في استغلال المرأة والأفكار التي عفى عليها الزمان عادت لتطفو على السطح من جديد مؤخرا بسبب الترويج لها إلا أن المرأة اليمنية أثبتت تمسكها بمبادئها ودينها الإسلامي الحق وسارت على نهج المسيرة القرآنية التي خلقت لديها الوعي الصحيح، تحلَّت بالقيم والأخلاق الإيمانية وتحملت كل الصعاب وقامت بمسئولياتها في المنزل والأسرة والمجتمع وإنشات جيل متسلح بالإيمان، المرأة اليوم أثبتت قدرتها على الوقوف في طليعة القوى المجتمعية في مقارعة العدوان السعودي والتصدي لقوى الغزو والاحتلال الجديد .
الاسرة / خاص
يقول السيد عبدالملك الحوثي في كلمته : “الأعداء يسعون إلى السيطرة عليك كإنسان مسلم سواء كنت رجلا أو امرأة، هم يريدون أن يسيطروا على الجميع، سيطرتهم علينا يستخدمون فيها وسائل متعددة والمقصود من هذه السيطرة من واقع عدائي يعني يسعون للسيطرة علينا كأعداء لنا بهدف استغلالنا واستعبادنا والاستحواذ علينا، في هذه المعركة يتجهون في مسارات خطيرة على المستوى الثقافي والفكري، على مستوى التأثير النفسي والفكري والثقافي، أن يسيطروا على نفسيتك وأن يسيطروا على فكرك وعلى ثقافتك وعلى توجهك في نهاية المطاف وهم يخوضون حربا شرسة يستخدمون فيها الوسائل الكثيرة جدا ويستغلون فيها كل حالات الانحراف والتحريف والخلل في داخل الأمة ويوفونها بكل ما يستطيعون وبأقصى ما يتمكنون للتأثير على هذه الأمة وصولا إلى السيطرة عليها في النصوص، في الأفكار، في التوجهات، وحينما يصبح هذا الإنسان مستغلا لهم ومسخَّرا لخدمتهم ويتحكمون به بالريموت يصبح مبرمجا على نحو ما يريدونه لهم فيحركونه بريموتهم، ريموت السيطرة الثقافية، السيطرة على الفكر، السيطرة على النفوس، على النفسية، على التوجه واهم ثمرة للإسلام هو انه إذا التزمنا به بشكل سليم سيحمينا من هذا، من الاستغلال والاستعباد من قبل الطاغوت وأعداء الأمة”.
المرأة والمجتمع
المرأة هي المؤثر الأساسي في أي مجتمع وإذا كانت هذه المرأة متقنة دورها في التربية وتعليم النشء فسوف يخلق ذلك جيلاً صالحاً يساعد في بناء المجتمع وتماسك طبقاته، فالمرأة هي عاكس مهم لنظريات وفلسفات أي مجتمع وأي تيار فكري وهي الناقل الأول لثقافة مجتمعها.
وتقول الكاتبة أمة الملك الخاشب :تغلبت المرأة اليمنية على الظروف القاسية وتأقلمت مع كل الأوضاع وصنعت من المستحيل ممكنا، تحملّت أعباء أسرتها في غياب زوجها المجاهد الذي هو بدوره منشغل بالعمل الجهادي سواء في الجبهات الداخلية أو الخارجية ..تخلّت عن حقوقها واهتماماتها وأصبح كل أملها هو أن ترى النصر الكبير يتحقق مهما كانت التضحية ومهما كان الثمن، ولكن بفضل الله تعالى وبفضل المسيرة القرآنية التي عُمّدت بأطهر الدماء وأزكاها بدأ الوعي يزيد بنسبة كبيرة جدا في أواسط المجتمع، وبعد بدء العدوان السافر على بلادنا بدون مبرر سقطت كل الشبهات واتضحت كل الأمور التي كانت ملتبسة وعرف غالبية الشعب أنهم لم يحاربونا ويعتدوا علينا ويتحالفوا ضدنا إلا لأننا على الحق فكان أن رأينا نماذج عظيمة ومشرفة وبطولات خالدة وتضحيات فريدة سيسجلها التاريخ لنساء اليمن بشكل خاص ولرجالها الأبطال ولكل المجتمع بشكل عام.
وتضيف الخاشب :ستظل المرأة اليمنية أنموذجاً مشرفاً لكل بنات جنسها من نساء العالم العربي والإسلامي والتي لم يشهد التاريخ شبيهاً لها في صبرها وقوة إيمانها واستقبالها لفلذة كبدها بالزغاريد وبالفرح إلا بين نساء المقاومة الإسلامية في لبنان، نساء حزب الله وكذلك النساء الإيرانيات أيضاً في الحرب العبثية التي شنها العراق على إيران وراح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء، فكانت تلك المشاهد تتكرر من أمهات عظيمات عرفن طريق أهل البيت عليهم السلام وارتبطن بالزهراء عليها السلام في سيرتها وشجاعتها وبالسيدة زينب الحوراء سلام الله عليها، فمن عرف طريق نساء أهل البيت عليهن السلام فمحال أن يكون من المستسلمين.
فديننا الإسلامي كرَّم المرأة وأعطاها جميع حقوقها التي كانت محرومة منها وكرمها عكس ما كانت تعانيه في الجاهليّة من وأدٍ وحرمانٍ وكرهٍ ونسيان ومنحها حقوقاً تعادل حقوق الرجل فأعطاها مكانة لم يمنحها لها أي قانون بشري آخر حيث أوكل إليها أمور التربية فالتربية هي الحجر الأساس لبناء النواة الاجتماعية “الأسرة “فمن صلاح الأسرة وأفرادها تولد البذور الأولى لصلاح المجتمع وتتقاسم التربية والتعليم والثقة بالنفس وتميز الشخصية في تشكيل الفرد الناجح فمن المرأة تتولد كل القيم والمبادئ .
التغلب على الصعاب
اعلى الإسلام من شأن المرأة ورفع من قيمتها وأعلى من شأنها عندما أزال كل رواسب الجاهلية عنها وأعطاها حقوقها الشرعية وجعلها شريكة للرجل في كل ميادين الحياة بدءاً من الجهاد في سبيل الله وحتى الحقوق المدنية والإنسانية وقد حاولت الكثير من النساء محاربة كل العراقيل واثبتن قدرتهن على مكافحة الصعاب وتحدي المستحيل وبرزت إلى المجتمع نساء لا يتأثرن بالظروف المختلفة التي يعشنها في المجتمع الذكوري المتسلط ونظرة بعض المجتمعات، فالمرأة اليوم تقود مشاريع كبيرة على المستوى الأسري والمجتمعي.
غير أن بعض التيارات استطاعت أن تستغل المرأة وقامت باستدراجها في المشاركة في أي عمل اجتماعي أو سياسي من شأنه أن أن يعيد إليها الثقة وتشعر بأنها إنسانة مؤثرة في المجتمع وقامت باستدراجها وجعلها احدى أدواتها وكثير من الجماعات قد استغلت المرأة وقد شهدت العقود الماضية تزايدا كبيرا في استغلال المرأة والأفكار التي عفى عليها الزمن عادت لتطفو على السطح من جديد مؤخرا بسبب الترويج لها وإظهارها على أنها أفكار نابعة من الإسلام رغم أنها بعيدة كل البعد عن تعاليم ووصايا الإسلام.
وتقول الإعلامية حنان غمضان : شكَّلت المرأة اليمنية رقما صعبا لا يستهان به في كل مجالات الحياة العامة والسياسية واستمرت في الدفاع عن دينها وبلدها ووضحت للعالم اجمع عظمة المرأة اليمنية، فجعلت كل وقتها لخدمة قضيتها العادلة وثبتت ثبوت الجبال وجسَّدت اعظم معاني الصمود والثبات وصار همها الأول والأخير هو كيف تدافع عن وطنها وكيف تجعل منه أسطورة العالم، فالمرأة اليمنية هي اليد التي تبني وهي اليد التي تحمي الوطن .