تقديم طاعة الزوجة على الأم .. جريمة تنافي قيم الشرع !!

> علماء : لا خير في زوجة تحرض زوجها على عقوق أمه والعقوبة في الدنيا قبل الآخرة !!

> أخصائيون : الحياة الزوجية فن وسياسة ولا ينبغي أن تكون حلبة صراع

امرأة في السبعينات من العمر قد أثقلها الكبر وأعشاها البصر فلا تكاد ترى إلا اليسير و بصعوبة بالغة ولو رأيتها لرأيت جسدا قد اعتلته صنوف الأمراض أقبلت إلى منزلنا وهي تذرف حرِ الدموع وتطلق صواريخ من الأدعية على ولدها الذي طردها من المنزل إرضاء لزوجته مقدما طاعتها على طاعة أمه أمه التي ضاقت ذرعاٍ من قسوة وجفاء فلذة كبدها أمه التي تحملت مختلف الإهانات منه ومن زوجته, أمه التي حرمها من أبسط الحقوق وجحد بجنتها مدت يد الدعاء من قلب مقهور على ولد فضل النار على جنة عرضها السماوات والأرض,

أم عبدالقادر 68 عاماٍ تعاني من تضخم في القلب وحيدة مجلسها في ركن من منزل ولدها قائلة: لا يطعمونني إلا اللقمة والقهوة ويتركونني على مداد الأيام والشهور طريحة فراش مرضي, هي مرة واحدة أسعفوني فيها إلى المستشفى للعلاج وتحت ذريعة أن علاجي مكلف أعادوني إلى المنزل فأنا عجوز ولا أمل لي بالشفاء من المرض إلا بالموت وكأني بهم ينتظرون ساعة موتي بفارغ الصبر وأنا التي أعطيت في سبيلهم كل ما أملك من مال وورث وصحة وقوة فما أن اشتدت سواعدهم حتى أصبحت تحت رحمتهم.
يعطي لزوجته ما لذ وطاب من الطعام ويعطيني الفتات يلبس زوجته الحرير ويلبسني من الحراج إذا أصيبت زوجته بزكام جمع لها الأطباء ومختلف العلاجات والأدوية وإن أصبت أنا بمرض في القلب استثقل علاجي وتأفف من حالتي !!
كما تكونوا لآبائكم
الدكتورة آمنة علي عبدالله صحرة – مستشفى السبعين : الكثير من الحالات التي تصل إلى المستشفى من مسنات قد دبت في أجسادهن عدة أمراض مهلكة أبرزها الجلطات القلبية والدماغية والسرطان وغيرها نجد أن الحالة النفسية المزرية لدى العديد منهن هي السبب وراء تفاقم وتدهور حالتهن الصحية والتي للأسف يغدو الأبناء هم أسبابها فلو استمعت إليهن لوجدت حرقتهن من أولادهن والتي تكون الزوجة في الغالب وراء ذلك فبدلاٍ من أن يكونوا عونا لأمهاتهم في وقت الضعف والوهن صاروا أعداء لهن والتي قد تصل درجة العقوق عند البعض إلى أقصى درجاتها ليعتدوا على أمهاتهم بالضرب ويسببون لهن إعاقات مستديمة والتي قد تودي إلى الوفاة في بعض الأحيان .
وختمت حديثها قائلة: فلا خير في زوجة تساعد زوجها على عقوق أمه وتقوي قلبه عليها وكما تكونوا لآبائكم يكون لكم أبناؤكم والأيام دول .
كرسي الرئاسة
يسرى عبدالحكيم – ربة منزل- تقول: أنا لا أوافق من يقول إن أم الزوجة يمكن أن تلين طباعها فقد صارت الحماة في هذا الزمن ديكتاتورية في أحكامها وقراراتها ولا ينقصها إلا كرسي الرئاسة لتجلس عليه وأتساءل أين حقوق زوجة الابن وعلى حسب اعتقادي إنها تزوجت رجلاٍ لا أمه إذن يجب أن تعيش حياة مستقلة مع زوجها وليس في عراك مع أمه .
مضيفة : وفي الأخير الحياة الزوجية فن وسياسة لا معركة وحلبة صراع كما يراها البعض وبالمقابل لابد من تقديم العديد من التنازلات حتى تستمر العلاقة الأسرية في حب وإخلاص وتفاهم .

بين الأم والزوجة
الدكتورة نجاة صائم – أخصائية علم اجتماع –جامعة صنعاء تقول: إن بعض الدخائل على المجتمع والحياة الأسرية اليوم فاقمت حدة الخلافات وبالذات ما تحمله وسائل الإعلام المؤججة للخلاف بين الحماة والكنة وكأنها قاعدة.
إن التعامل لا اتفاق فيه بل هي حياة أقرب للعداء وهذا من شأنه أن يفاقم الفوه والبين فبعض الأمهات تجعل من زوجة الابن آلة للعمل أو(الشقاء) فقط من الصباح الباكر إلى أن تذهب للنوم ولهذا كانت تظهر الخلافات أكثر حيث كان في السابق الكلمة الأولى والأخيرة هي للعمة والعم أو الجد والجدة وما على الأبناء وزوجاتهم إلا السمع والطاعة والاحترام. فيما تختلف الحموات (العمات) في طبائعهن فهناك الشديدة والمضطهدة لزوجات أبنائها والعكس من ذلك هناك من يغلبهن الحنان والعطف حيث تحل محل الأم لزوجة الابن.
مضيفة: وأيضاٍ لا نلقي اللوم كله على الحماة فهناك زوجات أبناء غير مطيعات لحمواتهن أو عماتهن ويثرن المشاكل بين الابن وأمه حتى تختل العلاقة الأسرية في حين تكون زوجة الابن (الكنة) قد تعودت على شيء في منزل والدها ولا تجده في منزل زوجها خاصة عند أمه ولذلك إما قد يساعدها الوضع للتأقلم والعيش بتلك القواعد والقوانين أو أنها قد تظهر خلاف ذلك بالتسبب في المشاكل مع عمتها حتى تجد الحل للخروج منهم .
مؤكدة على ضرورة أن تكون الزوجة مثالاٍ يحتذى به في التعامل مع عمتها لما فيه صلاح الأسرة والأبناء فهي كمنزلة والدتها .
حب الرجل لزوجته
قال تعالى : «ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناٍ على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير» «لقمان (14)».
وقال تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناٍ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفُ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماٍ. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراٍ» «الإسراء (23 24).
بهذه الآيات الكريمة استهل الشيخ إبراهيم العلفي حديثه مبيناٍ: للأسف الشديد صرنا اليوم نرى ونسمع ما لا تصدقه العقول من قصص الجحود والعصيان التي غدت ظاهرة متسعة الانتشار بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة خاصة عندما تكون الزوجة هي سبب هذا العقوق .
موضحاٍ: فحب بعض الرجال لزوجاتهم اللواتي لا يراعين في أم الزوج إلا ولا ذمة يجعل الزوج مجرد آلة في يد الزوجة تحركه وتؤججه على أمه كيفما تشاء ولا تقبل في أن يشاركها حبها واهتمامها بزوجها شخص مهما كانت قرابته به حتى لو كان تلك أمه فبدلاٍ من أن تغدو نعمة صارت نقمة على بيتها وزوجها وبالمقابل لا توجد لا آية ولا حديث ولا شرع يبرر للإنسان جحود أمه ووالديه حتى لو كانا على غير ملة الإسلام لقوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاٍ واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) «سورة لقمان: 15».
تداعيات وأخطار
فيما تحدثت الداعية إيمان أحمد النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه عن عقوبة عقوق الأم إرضاء للزوجة وتقديم الزوجة عليها وآثار ذلك في الدنيا والآخرة ومن ذلك يضيِق عليه في رزقه وإن وسع عليه فمن باب الاستدراج غضب الله عليه ويبغضه الناس ولا تقبل أعماله ولا تجاب دعواته يلعنه الله والملائكة والناس جميعاٍ من المبشرين بميتة سوء الخاتمة يعقه أبناؤه نكالاٍ بما أقدم بحق أمه وفي الآخرة لا يشم ريح الجنة ولا ينظر الله إليه.
وقدمت النجدي نصيحة إلى الزوجة بأن تكون عونا لزوجها على البر بأمه ووالديه وأن تصبر وتتحمل إذا لاقت بعض الصعوبات والمشاكل من قبل بعض أمهات الزوج وتقابل ذلك بالكلمة الطيبة والرد الجميل وستجد ثمار صبرها وسيعوضها الله بكل خير ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : «رِغمِ أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه « قيل : من يا رسول الله ¿ قال : «من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة» وعندما سأل رجل كان بالطواف وقام بحمل أمه يطوف بها فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كان قد أدى حقها فرد عليه صلى الله عليه وآله وسلم: لا ولا بزفرة واحدة›! بمعنى زفرة من زفرات الولادة وعندما تموت الأم ينادي منادي: يابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فأعمل صالحاٍ نكرمك لأجله.

قد يعجبك ايضا