الثورة نت../
أكد المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، استعداد القوات المسلحة خوض معركة طويلة لا تنتهي للدفاع عن الشعب اليمني.
وطالب العميد سريع في مؤتمر صحفي، لاستعراض تفاصيل عملية ” البنيان المرصوص”، اليوم دول العدوان بالتوقع لمزيد من الضربات والعمليات للقوات المسلحة اليمنية باعتبار ذلك عهداً عليها إلى كل اليمنيين الأحرار في مختلف المناطق طالما استمر العدوان والحصار.
وأشار إلى أن عمليات سلاح الجو المسير خلال عملية البنيان المرصوص على أهداف في الداخل والخارج تجاوزت 41 عملية وعمليات القوة الصاروخية 21عملية، منها 26 عملية استهدفت مطارات أبها وجيزان ونجران وقاعدة خميس مشيط وشركة أرامكو وأهداف حساسة في العمق السعودي وكانت الضربات ما بين الـ 25 – 30 يناير الجاري.
وأوضح أن منطقة نهم شهدت عمليات عسكرية تصعيدية للعدوان ومرتزقته، ما فرض على القوات المسلحة التعامل بجدية مع هذا التهديد والمسار العدواني الذي كان يستهدف المنطقة التي تشكل أهمية استراتيجية لدى العدو.
كما أكد أن القوات المسلحة في تصديها الحازم للتصعيد العدواني وعلى وقع النجاح في هذه العملية، مضت لتنفيذ عملية هجومية معاكسة على طول الجبهة المشتعلة بمنطقة العمليات.
وقال “الهدف الأساسي من عملية البنيان المرصوص كان ردع قوات العدو ودحرها من المنطقة، ما يعني تأمين المنطقة بشكل كامل، إضافة الى إفشال المخطط العدواني الذي تمثل في الهجوم الواسع على قواتنا والتقدم إلى المناطق المتاخمة للعاصمة صنعاء”.
وأضاف” كانت المعلومات الاستخباراتية لدى قواتنا، تؤكد أن العدو استعد لهذه العملية الهجومية منذ عدة أشهر، وهدفه الوصول إلى أقرب نقطة يتمكن من الوصول إليها باتجاه العاصمة صنعاء”.
ولفت متحدث القوات المسلحة إلى أن العدو دفع بتشكيلات مختلفة من قواته إلى منطقة نهم خلال السنوات الماضية لدرجة أن هذه المنطقة كان بها 17 لواءً عسكرياً وعدداً من الكتائب ونقل إليها عتاد عسكري مختلف من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف.
وتابع “منطقة عسكرية بالكامل تابعة للعدو كانت تتمركز في المنطقة وكذلك قوات خاصة من دول العدوان تتولى عملية الإسناد الناري والاستخباراتي لوحدات المرتزقة، كما عمل على إنشاء تحصينات تعمل على إعاقة تقدم قواتنا “.
واستعرض خارطة انتشار قوات العدو قبل العملية والألوية العسكرية المعادية .. وقال” كان العدو رغم القوة العسكرية الكبيرة يستند للطيران الحربي للعدوان وخلال السنوات الماضية تعرضت نهم لآلاف الغارات وقدم أبناء نهم عشرات الشهداء من الرجال والنساء والأطفال، إضافة الى ما أصاب ممتلكاتهم من تدمير متعمد من قبل العدوان وأدواته”.
وأكد العميد سريع أن منطقة نهم من المناطق الجبلية وتضاريسها معقدة، ما جعل القوات المسلحة تدفع خلال الأيام الأولى للمواجهات بوحدات متخصصة لتعزيز الموقف القتالي.
وأضاف” بعد التصدي الناجح لهجوم قوات العدوان بدأت قواتنا تنفيذ عملية عسكرية هجومية توسعت على وقع انهيار الخطوط الأمامية للعدو، حيث تقدمت قواتنا باتجاه المرتفعات الاستراتيجية”.. مبينا أن قوات الجيش نجحت في تنفيذ المهام العملياتية في الساعات الأولى من تنفيذ العملية قبل صدور التوجيهات بتطويق قوات العدو من عدة مسارات شرقية وغربية.
وأشار سريع إلى أن قوات الجيش اتبعت ذلك بتفعيل مسارات هجومية على قلب الجبهة وتمكنت خلال الثلاثة الأيام الأولى للعملية من تأمين معظم مناطق نهم أبرزها المواقع الحاكمة ..وقال” هجوم قواتنا انطلق من أربعة اتجاهات رئيسية وكل اتجاه تفرع منه عدة مسارات”.
وأفاد أن القوات المسلحة وبموجب توجيهات القيادة حرصت على إطباق الحصار من خلال عملية تطويق شاملة مع الحرص على فتح عدة مسارات لفرار أكبر قدر ممكن من المرتزقة إلى جانب الضغط العسكري على المواقع والمعسكرات التابعة للعدو لإجبار من بداخلها على التسليم مع الحرص على أرواح اليمنيين فيها لا سيما الذين أبدوا استعدادهم ترك المعركة.
ولفت إلى أن القوات المسلحة نجحت أيضا في التعامل مع قوات العدو من خلال الاشتباك والالتحام المباشر بعد أن منحتها فرصة المغادرة والفرار .. مؤكدا أن قوات الجيش استمرت في تقدمها إلى ما بعد نهم.
وأضاف” من واقع حرص قواتنا على أرواح المرتزقة تمكن الآلاف منهم من مغادرة منطقة العمليات خلال الأيام الأولى ولم تتعامل قواتنا إلا مع المرتزقة الذين استمروا في المواجهة وتمكنت من قطع خطوط الإمداد على قوات العدو مستفيدةً من مواقعها المتقدمة القريبة من مدينة مأرب”.
وتابع” تصعيد العدوان العسكري بمنطقة نهم تمثل في محاولة الهجوم على قواتنا والتقدم إلى مواقع مهمة وشن طيران العدوان الحربي عدة غارات على قواتنا والتي بلغت أكثر من 250 غارة”.. مؤكداً ان وحدات من قوات الدفاع الجوي شاركت في عملية البنيان المرصوص وكان لمنظومة فاطر 1 دوراً مهماً في إرباك الطيران الحربي وإعاقته عن شن الغارات.
وبين متحدث القوات المسلحة أنه وبعد تفعيل منظومة الدفاع الجوي لجأ طيران العدوان الحربي إلى شن غارات من ارتفاعات عالية حتى لا يتعرض لصواريخ منظومة فاطر.
وقال” نجحت منظومة الدفاع الجوي من تنفيذ أكثر من 25 عملية تصد وإجبار على المغادرة “.. مضيفاً “إن استمرار غارات العدوان على منطقة العمليات دفع قواتنا للرد الحاسم وكانت توجيهات القيادة واضحة في ضرب منشآت وقواعد عسكرية سعودية”.
وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة عبر القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير دكت عدداً من مطارات العدو المستخدمة لأغراض عسكرية ومنها مطارات في نجران وجيزان إضافة إلى دك قاعدة خميس مشيط بعدد من الصواريخ.
وأوضح العميد سريع أن العمليات الأولى من الضربات الصاروخية وعمليات سلاح الجو المسير كانت تحذيرية فقط .. وقال” أدى استمرار الغارات للعدوان إلى ضرب هدف اقتصادي تابع لشركة أرامكوا مع هدفين حساسيين في عمق العدو”.
وتطرق إلى النتائج الأولية للعملية العسكرية النوعية البنيان المرصوص أبرزها انهيار كبير في صفوف قوات العدو وفرار مئات المرتزقة الذين استفادوا من سماح قوات الجيش لهم بالفرار وترك المعركة، إلى جانب تأمين منطقة نهم بالكامل .. معتبرا ذلك هو الإنجاز الأكبر للقوات المسلحة خلال الأيام الأولى للعملية بما يحمله من نتائج على كافة الأصعدة.
ولفت إلى وصول قوات الجيش مفرق الجوف وتقدمها بمحافظة الجوف والالتحام بالقوات المتقدمة إلى نفس المنطقة والبدء بهجوم آخر لتحرير مناطق في محافظتي مأرب والجوف .. مؤكدا تكبد قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد واغتنام عتاد عسكري كبير.
وقال “حررت قواتنا خلال الأيام الأولى للعملية مساحة تقدر بـ 800 كيلو مترا مربعا معظمها مواقع استراتيجية ومرتفعات مهمة قبل أن تتمكن من تحرير مناطق بمحافظتي مأرب والجوف إضافة إلى نهم بصنعاء بمساحة 2500 كيلو مترا مربعا”.
وعرض العميد سريع خارطة لمنطقة العمليات بعد تقدم القوات المسلحة للمناطق التي حررتها خلال الأسبوع الأول من العملية والمناطق الجاري تحرير ما تبقى منها إلى جانب مناطق الاشتباكات كمدينة الحزم، وكذا مستوى اقتراب قوات الجيش من مركز محافظة مأرب.
وأشاد بموقف أبناء قبائل مأرب والجوف ونهم والذي ساهم بشكل كبير في تحرير مديريات مجزر بمناطقها براقش والصفراء بالجوف وكذلك مديرية المتون بنفس المحافظة إضافة الى أجزاء واسعة من مديريات مدغل بمأرب ومديريتي الغيل والخلق بالجوف.
وبين أن مديرية الحزم مركز محافظة الجوف أصبحت منطقة مواجهات وكذلك بعض أجزاء من مديريتي الغيل بالجوف ومدغل بمأرب .. مؤكدا أن قوات الجيش عززت مواقعها المتقدمة القريبة من مدينة مأرب واغتنام عتاد عسكري كبير منها أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
كما استعرض الإحصائيات الأولية لخسائر العدو والذي بلغ أكثر من ثلاثة آلاف و500 قتيل ومصاب وأسير بينهم ألف و500 قتيل لا تزال معظم جثثهم بمنطقة العمليات وبين القتلى عدد كبير من القيادات من مختلف المستويات، فيما بلغ عدد المصابين ألف و830 وفقا للمعلومات الاستخباراتية وهناك مئات الأسرى.
وقال” نظراً للعدد الكبير من القتلى وجهت القيادة بتشكيل لجان للتعامل الإنساني والتوثيقي مع كافة الجثث في منطقة العمليات”.
وجدد متحدث القوات المسلحة التأكيد على أن ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير للقواعد العسكرية والمنشآت الاقتصادية السعودية، أدت إلى أضرار كبيرة أصابت تلك الأهداف.
وعرض مشاهد تظهر جانباً من استعدادات وحدات من قوات الجيش لصد التصعيد العدواني بنهم وتنفيذ هجوم عكسي على إثره وكذا مشاهد اقتحامات والتحام مباشر بقوات العدو إلى جانب عمليات لفرار المرتزقة وخسائر العدو والأسرى والمصابين ومشاهد من الخسائر منها مدرعات وآليات وكميات مختلفة من الأسلحة.
وتوقف العميد سريع عند مشاهد لأبرز المناطق والمواقع المحررة .. موضحا أن بقية المشاهد سيتم توزيعها للقنوات الوطنية لعرضها خلال الأيام المقبلة.
وقال ” كل ما تحقق من نصر خلال عملية البنيان المرصوص كان بفضل الله وتأييده ونصره ورعايته للأبطال “.. مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية حققت من خلال عملية البنيان المرصوص إنجازاً استراتيجياً مهماً يُضاف إلى تاريخ العسكرية اليمنية الحافل بالبطولات والتضحيات دفاعاً عن الوطن والشعب.
وأضاف” العملية لم تُكشف كافة تفاصيلها لا سيما ما يتعلق بالتكتيكات العسكرية وسيأتي الوقت المناسب لكشفها “.. مشيرا إلى أن معنويات المرابطين وإيمانهم بنصر الله وتأييده وثقتهم بعدالة قضيتهم كان أحد أبرز أسباب النصر الاستراتيجي.
وأشاد متحدث القوات المسلحة بما سطره أبطال الجيش واللجان الشعبية من ملحمة بطولية وثقتها كاميرات الإعلام الحربي.. وتابع “القوات المسلحة تجدد تثمينها الكامل للدور المشرف لقبائل مأرب والجوف وصنعاء وتشد على أيدي كافة الشرفاء من أبناء بلدنا للمشاركة الفعلية في معركة التحرر والاستقلال”.
وطمأن كافة أبناء محافظة مأرب أن المعركة اليوم ليست مع اليمنيين بل مع العدوان وأدواته في الداخل ممن يصرون على الوقوف موقف الخيانة والعمالة رافضين الاستجابة للدعوات المستمرة للعودة إلى صف الوطن وترك الخيانة والعمالة والارتزاق.
وخاطب أبناء مأرب قائلا” التاريخ يا أبناء مأرب سيحفظ مواقفكم في صفحاته كما نحفظ اليوم مواقف الأجداد في مقارعة قوى الاحتلال والغزو، فكونوا في الموقع الذي يتوافق مع تاريخكم والذي يستجيب لنخوتكم وأصالتكم وعاداتكم”.
وأضاف “إن تاريخ مأرب خلال آلاف السنوات ويزيد لم يرتبط بالعملاء والخونة، بل ارتبط بالبطولة والتضحية والعزة والكرامة واحتقار كل عميل وخائن .. مشيرا إلى أن مأرب لم تقبل الغزو قبل الميلاد وتصدت ببسالة للحملة الرومانية وهي ذاتها اليوم خلال هذه المرحلة لن تقبل الغزاة والمحتلين والمتآمرين على الوطن.
كما أكد متحدث القوات المسلحة أن قبائل وأبناء الجوف الأحرار كان لهم موقف تاريخي ومسؤول خلال هذه المرحلة.
ونوه بدور أبناء نهم الصامدين الذين تحملوا الكثير خلال السنوات الماضية وكان لمشائخها وشخصياتها الاجتماعية وكل أبنائها دوراً مشرفاً سيحفظ في تاريخ المؤسسة العسكرية وسيكون موضع التقدير خلال المراحل القادمة .. مبينا القوات المسلحة تعاطت خلال مرحلة تنفيذ العملية بمسؤولية عالية مع كافة الوساطات تنفيذاً لتوجيهات القيادة.
وجدد الدعوة لدول العدوان قراءة التاريخ للشعب اليمني الذي لن يستسلم وأن القبائل اليمنية الأصيلة لا تعرف الهزيمة .. لافتا إلى أن اليمنيين قاوموا الغزاة وانتصروا عليهم ودحروهم.
وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة اليمنية تخوض معركة مصيرية دفاعاً عن الشعب والوطن ولن نتردد في الاستخدام المكثف لأسلحة الردع من الصواريخ الباليستية والمجنحة القادرة على دك أهدافها المحددة على طول وعرض جغرافيا العدوان.
واختتم متحدث القوات المسلحة المؤتمر الصحفي بالتأكيد على “أن قوات الجيش استكملت الاستعداد الكامل للتعامل مع أقسى الظروف في حال اتجه العدوان نحو التصعيد العسكري الذي سيرتد عليه وبالاً، كما حذر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي دول العدوان بأنها ستندم كثيراً في حال ارتكبت أي حماقة خلال المرحلة المقبلة”.