المدرّس في عمله كالمجاهد في جبهته إذا توقف التعليم توقفت الحياة

 

صلاح الشامي

التعليم أول وأهم مرتكزات البناء سواء بناء الفرد أو بناء المجتمع، ولم تقم حضارة أو تنهض دولة إلا ببناء الإنسان علماً وثقافة.. إنه السلاح الوحيد لبناء المجتمعات لذا فهو مسؤولية الجميع، فالأسرة والمدرسة والوزارة والدولة مسؤولون ومعنيون بنهضة التعليم واستمراريته وإنمائه وتطويره بما يتناسب مع التغيرات المتسارعة والتحديات المتلاحقة محلياً وإقليمياً وعالمياً، لذلك فهو ليس مسؤولية وزارة التعليم فقط، فعلى الجميع أن يعوا ذلك.
بالمقابل نرى العدوان كم دمر من مدارس ومنشآت تعليمية، لماذا؟ لأن العدوان يهدف إلى تدمير الإنسان اليمني بالمقام الأول، لأنه بوحشيته يعي أن الذي سيقف بوجهه هو الوعي، والوعي هو العلم هو التعليم هو الثقافة.. وبناء الإنسان اليمني لن يكون بدون التعليم لذلك ينبغي أن تستمر العملية التعليمية في اليمن رغم وجود هذا العدوان الأرعن، ينبغي أن تستمر المدارس في عملها ويستمر المدرسون والمدرسات في مزاولة أعمالهم رغم عدم توافر المرتبات ، وكذلك المعاهد والجامعات لأن القضية الوطنية في الصمود أمام العدوان تتطلب ذلك، فإذا ما توقف التعليم توقفت الحياة، وبرز الوهن والضعف وسهل على العدو تحقيق أطماعه، والمدرس في عمله لا يقل عن المجاهد في جبهته القتالية وينبغي أن تتكاتف كل الجهود لإبقاء هذه الجبهة صامدة في وجه العدوان، جبهة الصين منذ عقود وهي ضمن الـ 7 دول الكبرى اقتصادياً، بدأت في الخمسينيات بالثورة الثقافية بقيادة (ماوتسي) بدأت بالعلم والتعليم ولذلك سُميت بالثورة الثقافية.
الحضارة المصرية خلدها التاريخ وهي ما تبقى من عجائب الدنيا السبع بأهراماتها، لم يخلدها إلا العلم وبالمعلم بعُثت اللغة ( الهيروغليفية) من قبرها على بد العالم الفرنسي (جان فرانسوا شامبليون) الذي ترجم (حجر رشيد) وهو حجر من البازلت كان يحوي كتابات بثلاث لغات اليونانية القديمة والقبطية أو الديموطيقية، والهيروغليفية واكتشف في مدينة رشيد المصرية، ولذلك ترجمت كل النقوش الفرعونية.
إذاً فالعلم هو الذي يبني الدول ويخلد الحضارات ولا يمكن أن يستمر الإنسان على هذا الكوكب بدون التعليم، ولذلك فهو مسؤولية الجميع «مسؤولية اجتماعية».
وقال الشاعر:
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العز والشرف

قد يعجبك ايضا