لا تظلموا الشباب

 - استغربت كثيرا من  تجاهل الكثير للإنجاز الكبير الذي حققه نجوم منتخبنا للشباب ببلوغ التصفيات النهائية لأمم آسيا بعد الظفر بإحدى بطاقات العبور والظهور في المونديال
استغربت كثيرا من تجاهل الكثير للإنجاز الكبير الذي حققه نجوم منتخبنا للشباب ببلوغ التصفيات النهائية لأمم آسيا بعد الظفر بإحدى بطاقات العبور والظهور في المونديال الآسيوي للشباب وحجزهم مقعدا رسميا للجمهورية اليمنية في هذا المحفل الكبير.
هذه الفرحة التي سطرت حروفها عناصر الأحمر الشاب في ملاعب العاصمة الأردنية عمان والتي بدورها كانت شاهدة على بزوغ نجوم يمانية قهرت المستحيل وتغلبت على كل ظروف وعوامل الإحباط والقهر التي باتت تحيط بكل منتخباتنا الوطنية.
اعتقد ومن وجهة نظر شخصية قد تكون صحيحة أو خاطئة ..أنها لم تنل حقها ومستحقها من الإشادة وتسليط الأضواء الإعلامية كاملة عليها كونها جاءت في زمن القحط والتدهور الخطير لكرة القدم اليمنية بسبب سوء نتائج منتخباتنا وفرقنا الوطنية المختلفة في جميع المحافل والمشاركات الخارجية مؤخرا والتي كان من المفترض أن تشغل أكبر مساحة ممكنة من الاهتمام والإشادة.
نعم اعترف أننا قصرنا جميعا في الاحتفال بأنجاز مجموعة النجوم الشابة التي أهدت لجماهير الشارع الكروي اليمني أحلى وأغلى بطاقة أفراح متزامنة مع أفراحنا بعيد الأضحى المبارك.
إنها بطاقة الظهور بين كبار القارة الصفراء لفئة الشباب وعمالقة المستديرة فيها والتي أثبتت الخناجر اليمانية الأصيلة أنها تستحق هذا الظهور المشرف بتجاوزها لكثير من المنتخبات الكروية العريقة والمعروفة على الساحة الآسيوية والتي تفوقنا ليس بعشرات المرات بل مئات المرات من حيث الإمكانات الفنية والبشرية والمادية.
ليقدم نجوم الأحمر اليمني الشاب درسا مجانيا يجب أن يتم تعليمه في اكبر أكاديميات الكرة وفي جميع أنحاء العالم ..هذا الدرس الذي مفاده انه متى وجدت العزيمة ..وروح الأبطال ..والرغبة الأكيدة لقهر الظروف ..والتغلب على المستحيل فلا يمكن لأية عوائق أن تقف أمامها أو تعرقل مسيرتها.
وكما تحتم علينا الأمانة الإعلامية والصحفية توجيه النقد البناء لكل ما هو سلبي في أعمال ومهام كل من له علاقة برياضتنا الوطنية وفي مقدمتها الاتحادات الرياضية.. والتي ومن المعروف للجميع أن اتحاد الكرة يأتي في مقدمة الصف للاتحادات الرياضية التي تعيش خلافا حادا مع الإعلام الرياضي بسبب كثرة الانتقادات الموجهة له والتي نعتبرها نتاجا طبيعيا كون الإعلام الرياضي الشريف والنزيه هو المرآة الحقيقية للرياضة الوطنية بصورة عامة.
ومع جملة ما سبق ذكره وكما ننتقد اتحاد الكرة بعد كل فشل خارجي فإن واجب الأمانة الصحفية يحتم علينا أيضا الإشادة بكل نجاح يتحقق لكرتنا الوطنية خارجيا والتي كان آخرها الانجاز الكبير وغير المتوقع للأحمر اليمني الشاب الذي عزفت نجومه الصغيرة أروع السيمفونيات الكروية في دور المجموعات التمهيدية ..والتي أثمرت عن رسم أحلى ابتسامة على شفاه جماهير الشارع الكروي اليمني ببلوغ النهائيات الآسيوية لكبار القارة الصفراء.
هذه الابتسامة التي يجب معها علينا كإعلام رياضي أن نشيد بكل الجهود التي بذلت من قبل الاتحاد العام .. قيادة ..ومجلس إدارة ..ولجان عاملة ..لإنجاح مسيرة الأحمر الشاب خلال مسيرة الإعداد والتهيئة للظهور في التصفيات التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان خلال الفترة من 4 – 12 أكتوبر الجاري.
وأنني ومن هنا اشد على أيدي الأخوة في اتحاد الكرة بضرورة مراجعة حسابات مسيرة المنتخب الشاب ووضع الخطط اللازمة لتطوير الأداء العام للفريق ..وإعداده بصورة أفضل مما سبق كون المهمة القادمة اكبر بكثير من سابقتها وهي الخطوة الأصعب والأكثر جدية .. والتي يتوجب على الجميع ..واكرر على الجميع ..شحذ الهمم ..وحشد كل الإمكانات البشرية والفنية والمادية مع تكاتف كل الجهود اللازمة والضرورية لإعداد منتخب محترم ..قادر على الظهور بقوة في صورة المنافس بين كبار القارة الصفراء ..والتي معها سنثبت للعالم أن عبورنا لدور المجموعات والتأهل للنهائيات لم يكن مجرد ضربة حظ ..أو ببركة دعاء الوالدين ..وإنما جاء كثمرة طبيعية لعمل دؤوب ..مدروس ومخطط له من قبل الاتحاد العام.
وختاما:
أرى أن أهم خطوة يجب تنفيذها في الأيام القادمة هو الإعداد لاحتفالية مناسبة تليق بنجوم الأحمر الشاب ..وتليق بمكانة وحجم الانجاز الذي تحقق لكرة القدم اليمنية.
هذه الاحتفالية التي تقع على عاتق الاتحاد العام والتي يجب أن تكون من أولوياته للمرحلة القادمة ..والتي ستنعكس آثارها الايجابية على الروح المعنوية والنفسية لعناصرنا الشابة وجهازها الفني والإداري ..كونها ستجد من يقدر ويثمن دقائق التعب ..وقطرات العرق التي سقطت من جباه نجوم يمانية في معارك كروية ضارية خاضتها بكل اقتدار في طريقها نحو الظهور في النهائيات الآسيوية الكبيرة.

قد يعجبك ايضا