دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس الأول¡ كافة أبناء الوطن إلى الاضطلاع بدورهم ومسؤولياتهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار والتصدي لأعمال الإرهاب والأعمال المخلة بالسكينة العامة¡ لاشك وأنها جاءت نابعة من إدراك عميق لذلك التلازم الوثيق بين الأمن والتنمية¡ واستحالة تحقيق النهوض التنموي والاقتصادي والرخاء الاجتماعي بدون استتباب عوامل الأمن والاستقرار.
وبفعل هذا الترابط الجدلي بين المسألة الأمنية وعملية البناء التنموي فإن امتلاك ناصية التطور يصبح مرهونا◌ٍ بمدى تعاون الجميع في مواجهة نوازع الإجرام والإرهاب ومحاصرتها والتصدي الحازم لمغامرات أصحابها وإسقاط مراهناتهم وإفشال مراميهم ومخططاتهم الدنيئة¡ والتصدي لكل منحرف أغوته نفسه الشريرة ونزواته الشيطانية¡ وتقديمه إلى ساحة العدالة لينال عقابه على كل ما اقترفه من الجرائم والآثام بحق هذا الوطن وأبنائه¡ وكذا ما ألحقه من اساءات بالغة للعقيدة الإسلامية وجوهرها النقي بأعماله المنكرة التي ألøبت الآخرين على هذا الدين الحنيف¡ وعرضته للكثير من الاستهدافات.
ولأن الحفاظ على الأمن مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل مواطن دون استثناء¡ فقد حرص الأخ الرئيس على مخاطبة كل أفراد المجتمع¡ مذكرا◌ٍ إياهم بهذا الواجب الذي لا يحتمل أي قدر من الاتكالية أو السلبية من أي مواطن باعتبار أن المستهدف من الإرهاب ونوازع الإجرام ليس طرفا◌ٍ بعينه وإنما كل اليمنيين كبيرهم وصغيرهم¡ فقيرهم وغنيهم¡ رجالهم ونساءهم¡ أطفالهم وشيوخهم¡ حكاما◌ٍ ومحكومين¡ سلطة ومعارضة¡ مما يدل على أن أولئك الجهلة والضالين والمارقين والقتلة وقطاع الطرق الذين يجمعهم الغل والحقد الدفين على هذا الوطن وأبنائه¡ هم أعداء الجميع ودون أي تمييز وما يهدفون إليه هو التدمير والتخريب وإشاعة الفوضى وإحلال شريعة الغاب وهدم أي بناء وإيقاف كل تطور أو ازدهار إلا ازدهار المقابر وطوابير الجنازات واستعار الحرائق¡ وانبعاثات أدخنة البارود ورائحة الدماء المسفوكة ظلما◌ٍ وعدوانا◌ٍ.
ذلك هو مشروعهم الذي يريدون توريثه لليمن¡ وتلك هي مخططاتهم التي يسعون إلى تنفيذها في هذا البلد¡ بعد أن دمروا أفغانستان والصومال وأحاقت منكراتهم وبويلاتها باكستان والعراق¡ وإلاø ماذا يريدون من اليمن¿!.
ألم يكفهم تلك الأضرار التي طالت اقتصادنا والخسائر الكبيرة التي أصابتنا جراء توقف تدفق الاستثمارات والأفواج السياحية إلى اليمن ¿!.
ماذا يريدون من هذا البلد الذي يدين كل أبنائه بالإسلام ويعرفون بتدينهم ومحافظتهم على الشعائر الإسلامية¿!.
هل يريدونه أفغانستان أخرى أم صومالا◌ٍ ثانية¿! وذلك أبعد عليهم من عين الشمس¡ بل سيعلمون علم اليقين عاجلا◌ٍ أو آجلا◌ٍ¡ أن اليمن عصية عليهم وعلى غيرهم من المتطرفين والقتلة واللصوص وقطاع الطرق¡ وأن هذا البلد الذي وصفه خير الأنام محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم بقوله: “الإيمان يمان والحكمة يمانية” لن يكون ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أفغانستان أو صومالا◌ٍ أخرى¡ فأبناؤه الذين يتحسرون ألما◌ٍ على أشقاء لهم يتساقطون جوعا◌ٍ وظمأ مرعوبين وجلين بفعل ذلك الموت العبثي الذي يطحن كل شيء¡ تحت طائلة شعارات الجهاد والدفاع عن الإسلام¡ قد استفادوا من ذلك الدرس¡ وأدركوا تماما◌ٍ أن ما أصاب بلدا◌ٍ كالصومال الذي قضى الآلاف من أبنائه إما موتا◌ٍ بحزام ناسف أو غرقا◌ٍ في المحيط الهندي أو البحر الأحمر والبحر العربي¡ أو جوعا◌ٍ وفاقة لم يكن ذلك إلا بسبب نوازع التطرف والتعصب والانغلاق الذهني.
وإذا كان هذان المثالان كافيين لاستيعاب ما الذي يريده أولئك الإرهابيون والمجرمون والقتلة من اليمن وغيرها¡ فإن الأحرى بكل مواطن يعتز بانتمائه لهذا الوطن استشعار مسؤولياته بكل صدق وإخلاص¡ وذلك بتعاونه الكامل مع الأجهزة الأمنية في التصدي لمثل هؤلاء الفاشستيين سلوكا◌ٍ وفكرا◌ٍ وفهما◌ٍ¡ الذين أساءوا بجهالتهم لقيم الإسلام ومعنى الجهاد¡ الذي حددت معانيه ومقاصده بالدفاع عن الأوطان وقيم الحق والعدل والخير. ولم يكن الجهاد في أي يوم من الأيام دافعا◌ٍ للقتل والتدمير والتخريب وسفك الدماء وتدمير الحياة¡ مما يجعل من مواجهة هؤلاء التدميريين واجبا◌ٍ دينيا◌ٍ ووطنيا◌ٍ وأخلاقيا◌ٍ حتى يسلم الناس من أذاهم وشرورهم وأفعالهم التي يجرمها شرع الله وتستهجنها كل الأعراف الإنسانية وتستنكرها كل الضمائر الحية!!
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا