إغلاق◌ْ أبوابö الفتن!! 

في الوقت الذي ينصبø◌ْ فيه اهتمام الدولة وتركيزها على ترسيخ عوامل الأمن والاستقرار واستتباب مناخات السلام وإعادة إعمار ما تخرب جراء الفتنة التي أشعلتها عناصر التمرد الحوثية في محافظة صعدة وحرف سفيان وبما يمكن النازحين من العودة إلى منازلهم وقراهم¡ نجد في المقابل من يعمل مع الأسف الشديد على تقويض فرص السلام حيث عمدت العناصر الحوثية إلى تكرار خروقاتها وذلك بوضع الكمائن للمواطنين¡ واستهداف بعض الوجاهات والمشايخ والاعتداء عليهم¡ والسعي إلى فرض المزيد من النفوذ في بعض المناطق الأمر الذي استفز أبناء تلك المناطق ليدخلوا في مواجهات مع تلك العناصر التي كان ينتظر منها تهدئة الأوضاع والابتعاد عن التصرفات غير المحسوبة والإسراع في الإيفاء بالتزاماتها والتطبع مع أجواء السلام بدلا◌ٍ من الاندفاع الطائش الذي يؤجج الثارات ويذكي نيران الفتنة بعد أن أخمدت وأطفأها الله.
والحق أنه وكما أشارت اللجنة الأمنية العليا¡ فإن الخروقات المتكررة للعناصر الحوثية لا بد وأنها ستتحمل مسئولية ما يترتب عنها¡ حتى وإن أرادت من خلال تلك الخروقات جرجرة الدولة إلى حرب سابعة¡ فإن الدولة لا يمكن لها أن تنجر إلى مواجهة جديدة¡ ليس لضعف وإنما لحرصها على حقن الدماء وإيمانها بأن خيار السلام صار سيد الموقف¡ وأنه ومهما حاولت عناصر الفتنة أو البعض منها التنصل من هذا الخيار واستحقاقاته¡ فإن مآلها التسليم به ولا مفر لها من الرضوخ لما سبق وأن التزمت به¡ وتم بموجبه وقف إطلاق النار في فبراير الماضي.
وسواء اقتنعت عناصر التمرد بأنه لا مصلحة لها في الاستمرار في ارتكاب الخروقات وافتعال المشاكل مع المواطنين والتعرض لهم بالاعتداءات واستهداف حياتهم أو لم تقتنع¡ فإن تكرار نفس الأخطاء التي سبق وأن ارتكبتها وكانت سببا◌ٍ في إشعال ستة مواجهات سيكون ثمنه باهظا◌ٍ¡ عليها قبل غيرها فالمواطنون في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان ضاقوا ذرعا من خروقات هذه العناصر واستهدافها للعديد من المواطنين والمشايخ والوجاهات الاجتماعية.
ومن الأجدى لهذه العناصر أن تبتعد عن هذا الطريق وأن تتوقف عن كل ما يؤدي إلى تعكير أجواء السلام¡ والجهود الخيøرة الهادفة إلى تكريس عوامل الأمن والاستقرار في محافظة صعدة وحرف سفيان وبدء عملية إعادة الإعمار.
إذ أن التساؤل الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاج هو إلى ماذا تريد أن تصل هذه العناصر وعمø تبحث من وراء تلك الخروقات: فإن كان هدفها سياسيا◌ٍ فإن بوسعها ممارسة العمل السياسي تحت سقف الدستور بكل حرية¡ وقد سبق وأن أكدت القيادة السياسية أن الدولة لا تمانع أن تنخرط هذه العناصر في العمل السياسي¡ وإن كان هدفها هو المعارضة فإنه وفي إطار الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ليس هناك ما يحول دون ممارسة هذا الدور في ظل ما يكفله الدستور¡ والمهم هو أن تفصح هذه العناصر عما تريد بدلا من الإمعان في ذلك الخطاب المضلل الذي ظلت تروج له بغية التغطية على الأسباب الحقيقية التي دفعتها إلى إعلان التمرد المسلح وإشعال الفتنة في محافظة صعدة¡ حيث وأن قولها بأنها لم تقم بذلك التمرد إلا للدفاع عن نفسها¡ هو قول باطل ولا ينسجم مع حقائق الواقع¡ ولا يمكن أن يقبل به أي عاقل.
إذú كيف لمثل هذا القول أن ينطلي على أحد والجميع يعلم أن الدولة لم تقم بأية إجراءات إلاø بعد أن أعلنت هذه العناصر عصيانها وتمردها وخروجها على النظام والقانون والشرعية الدستورية¡ بل وبعد أن أوغلت في جرائمها بحق المواطنين وأفراد الأمن وقامت بالاستيلاء على المراكز الإدارية ومنع الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم وإغلاق المراكز الصحية وقطع الطرق الآمنة ونهب وتدمير المنشآت والممتلكات العامة والخاصة¡ وإقلاق الأمن والسكينة العامة ونصب نفسها دولة داخل الدولة.
وإذا كان ما جرى قد جرى¡ فلا حاجة لنا اليوم إلى نكء الجراحات من جديد خاصة والوطن يسير في اتجاه الوئام والتوافق والحوار الوطني الشامل¡ فاتحا الباب على مصراعيه لكل من له قضية أو مطلب أو مظلمة لطرحها على طاولة الحوار¡ والشعب هو من سينصفه عبر مؤسساته الدستورية.
ومادامت أبواب الحوار مشرعة أمام الجميع¡ فإن من الواقعية أنú يسارع الجميع إلى إطفاء الحرائق وإغلاق أبواب الفتن وعدم السماح لأيø كان بالنفخ في نيران الأزمات.
ومن مصلحة الحوثيين وغيرهم أن يحل السلام ويتفرغ الجميع لبناء هذا الوطن¡ الذي يتسع لكل أبنائه دون استثناء مدركين أنه لا وطن لنا غير هذا الوطن وعلينا أن نصونه ونحافظ عليه في حدقات عيوننا.. ومن شذ شذ في النار.

قد يعجبك ايضا