الثورة/عواصم /وكالات
أمّ قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي أمس في العاصمة طهران صلاة الجنازة على جثامين قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية الشهيد الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وعدد من رفاقهما الذين استشهدوا في عدوان امريكي غاشم اثناء خروجهم من مطار بغداد .
وكانت شوارع العاصمة طهران قد غصت بحشود الجماهير الهادرة التي خرجت من بيوتها منذ الصباح الباكر للمشاركة في الصلاة ومراسم تشييع ابطال المقاومة .
هذا وقد انطلقت بعد الصلاة مراسم التشييع من جامعة طهران باتجاه ساحة ازادي ( الحرية ) ومن ثم نقل الجثامين الى مدينة قم .
وكانت قد تمت مراسم تشييع مهيبة للشهداء في كل من محافظة خوزستان ومدينة مشهد المقدسة .
من جانبه قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مخاطبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفي إشارة الى تشييع جثامين الشهداء في طهران أمس قال: هل رأيت طيلة حياتك مثل هذا “البحر البشري”؟.
وفي تغريدة له على تويتر، قال ظريف ، “سيد ترامب! هل رأيت في حياتك هذا البحر من البشر؟ هل لا تزال تريد الاصغاء الى مشورة المهرجين الذين يقدمون لك الاستشارات حول منطقتنا؟”.
واضاف، هل مازلت تتصور بأنك تستطيع كسر ارادة هذا الشعب العظيم؟ لقد بدأت نهاية تواجد أمريكا المشؤوم في غرب آسيا.
كما أرفق وزير الخارجية الإيراني تغريدته بصور من مراسم تشييع القادة الشهداء في طهران.
واكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ان الشهيد الفريق قاسم سليماني كان له دور مركزي ومحوري في دعم المقاومة الفلسطينية، موضحاً ان المرحلة مقبلة على تغييرات كبرى وستكون لصالح الأمة الإسلامية.
وقال هنية في تصريح لمراسل قناة العالم خلال زيارته منزل الشهيد سليماني في العاصمة الإيرانية طهران وذلك لتقديم العزاء لعائلته وابنة الشهيد: إن العظيم في شخصية هذا الرجل انه كان يعمل مع المقاومة الفلسطينية ليس من موقع أن هناك دولة إسلامية تساند، ولكن من موقع الانخراط المباشر والتحالف الاستراتيجي مع هذه المقاومة.
وأوضح هنية، أن المقاومة الفلسطينية تمثل رأس الجسر ورأس الرمح في مواجهة كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي يحتل القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قائلا: جئنا الى الجمهورية الاسلامية من قلب غزة الذي وقف معها الشهيد كثيراً وطويلاً وباسم ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وفاء لهذه الدماء والعطاء والتاريخ المشرف، وسيكتب التاريخ في يوم من الأيام الصفحات المليئة بالدعم الإيراني والإسناد واحتضانها المقاومة الفلسطينية.
وشدد هنية على ان دماء الشهداء والقادة تزيد المقاومة عنفواناً وتحدياً واصراراً وتطوراً لكي تثبت للاحتلال الاسرائيلي وايضاً للأمريكان بأن سياسة الغدر والاغتيال سياسة فاشلة ويائسة وتعبر عن الضعفاء وتعكس بأنها تمر بأزمة وغير قادرة على فرض إرادتها على المنطقة، مشيراً إلى أن صفقة القرن مرفوضة، فالقدس والأرض للشعب الفلسطيني.
واعتبر هنية أن من يرى الحشود والبحر الهائج من الجماهير في ايران والعراق حيثما تنقل جثمان الشهيد سليماني بالمشهد لا نظير له، ووصفه باستفتاء جماهيري شعبي على أن خيار المقاومة وحملته يسكنون في وجدان الأمة التي انتصرت في معركة الوعي.
من جانبه وصف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة وداع الحاج الشهيد الفريق قاسم سليماني بانه ثقيل على القلب لكنها مثلت رسالة انتصار في مواجهة العدوان الكبير للأمة الإسلامية.
وقال خلال زيارته منزل الشهيد سليماني في العاصمة الإيرانية طهران وذلك لتقديم العزاء لأسرته: انه وفاء للشهيد سليماني نؤكد ان الراية العالية الكبيرة لن تنكسر وان المقاومة الفلسطينية لن تتراجع، مشدداً على استمرار المضي في نهج سليماني حتى تحرير المسجد الاقصى المبارك.
ولفت نخالة الى الحشود الضخمة لوداع هذا القائد في ايران والعراق وحتى في غزة وقال انها تدلل الى اي مدى كان سليماني حاضراً في التفاصيل بما يتعلق بالمقاومة ودعمها ومتابعة كل نشاطاتها، حتى ان غزة المحاصرة كانت تستفيد من الدعم الذي كان يرعاه ويشرف عليه الحاج سليمان بنفسه، حيث كانت غزة تنتعش من حضور سليماني.
في غضون ذلك، قال اسماعيل قاآني المعين خلفاً للشهيد سليماني قبيل تشييع سليماني “نتعهد بمواصلة مسيرة الشهيد سليماني بالقوة نفسها.. والعزاء الوحيد لنا سيكون طرد أمريكا من المنطقة”.
وقبل يومين، زار قاني منزل سليماني للعزاء برفقة خامنئي، وقال خلال الزيارة إن على الجميع أن يصبروا قليلا حتى يشاهدوا جثث الأمريكيين على امتداد الشرق الأوسط انتقاما لمقتل سليماني.
وأعلن المرشد الإيراني آنذاك الحداد ثلاثة أيام، مهددا الولايات المتحدة بأن انتقام بلاده سيكون “ساحقا”، ومتوعدا بعمل يطال “المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه (سليماني) ودماء الشهداء الآخرين”.
وقال مجلس خبراء القيادة في إيران أمس “نحذر القوات الأمريكية في المنطقة بأنها ستواجه قريبا مستنقعا قاسيا عنوانه الانتقام”.
وأضاف المجلس أن على القوى الثورية في العالم الإسلامي الاستعداد لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة.
وبدوره، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدفاعية حسين دهقان أن الرد على عملية واشنطن سيكون عسكريا، وأنه سيستهدف مواقع عسكرية.
وقال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي ولايتي إن على الولايات المتحدة مغادرة المنطقة وإلا فإن عليها “التعامل مع فيتنام جديدة”.
وأضاف ولايتي أن قرار ترامب باغتيال سليماني هو خطأ استراتيجي، متوعدا ترامب بالندم على ذلك.
أما أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي فقال: إن اغتيال سليماني يعد انتهاكا للقوانين الدولية، وإن إيران لن تتراجع عن الرد بقوة على هذه العملية.
وأضاف رضائي إنه إذا نفذ ترامب تهديداته بضرب إيران، فإن بلاده ستهاجم حيفا والمواقع الإسرائيلية، وستمحو إسرائيل من وجه الأرض، على حد قوله.
كما قال رضائي إن الولايات المتحدة أقدمت على مقامرة خطيرة باغتيالها سليماني، متوعدا بأن تواجه القوات الأمريكية ظروفا صعبة في المستقبل.
في التشييع المليوني للشهيدين سليماني والمهندس
قائد الثورة الإسلامية يصلي على جثامين القادة الشهداء
هنية: الشهيد سليماني كان له دور مركزي ومحوري في دعم المقاومة الفلسطينية
نخالة: نؤكد على المضي في نهج سليماني حتى تحرير القدس
ولايتي: على أمريكا مغادرة المنطقة وإلا فإن عليها التعامل مع فيتنام جديدة