سليماني الشهيد أخطر من سليماني الحي

قرار الاغتيال الدنيء اتخذ في اجتماع الأغبياء برئاسة ترامب

 

 

واشنطن/وكالات
کتبت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية في تقرير لها عن تفاصيل اجتماع ترامب مع فريق الأمن القومي بفلوريدا حول اغتيال اللواء سليماني: “عندما ذهب فريق الأمن القومي لإدارة دونالد ترامب إلى “مار أيه لاغو” في “بالم بيتش” يوم الاثنين الماضي، لم يكن لديهم أي توقع بأن يتم الموافقة علی اغتيال الجنرال سليماني”.
وفقًا للتقرير، تحدث وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر ورئيس الأركان المشتركة للجيش الأمريكي مارك ميلي، عن الغارة الجوية التي شنها البنتاغون على مواقع الحشد الشعبي في العراق وسوريا خلال الاجتماع مع ترامب.
وقال مسؤول أمريكي رفيع مطلع على الموضوع، طلب عدم الكشف عن اسمه:”تم تقديم مجموعة من الشرائح التوضيحية إلى ترامب، ثم طرحت عدة خطوات يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة، وكانت إحدى هذه الخطوات هي استهداف سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني”.
وأضاف: “بشكل غير متوقع، اختار ترامب هذا الخيار”، وتابع أن القرار اتخذ بتحريض ترامب من قبل صقور مستشاريه”.
يشير التقرير أعلاه إلى أن القرار الدنيء لاغتيال “اللواء الحاج قاسم سليماني” اتخذ في اجتماع للأغبياء، وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، فإن الأكثر غباءً في الاجتماع أي الرئيس الأمريکي ترامب أمر في النهاية بتنفيذ القرار.
في سياق تحليل سبب هذا القرار الدنيء والغبي، يتناول هذا المقال القضية الأساسية بأن “أساس هذا الأمر هو النقص والعجز في الفهم وفقدان المعرفة والوعي لدی ترامب والحاضرين في الاجتماع حيال قضية الثورة الإسلامية العميقة والمتجذرة وجبهة المقاومة الناتجة عنها”.
وعلى الرغم من أن ترامب شخص أمي من الناحية الفکرية والقضايا الأساسية للحياة والساحة المجتمعية والسياسية، ولا أحد يهتم به في الولايات المتحدة من هذه الناحية، ولكن من حيث الشخصية فقد وُلد ونشأ في بلد تهيمن عليه القيم الأرضية أي “الرأسمالية والغطرسة” التي شكلت الشخصية الإنسانية هناك.
لقد عاش ترامب وتطورت شخصيته في مثل هذا المجتمع، وفي أسوأ بيئاته، أي الكازينوهات وقطاع العقارات التي تطغی عليها الأموال القذرة، وبالتأكيد فإن مثل هذا الشخص لا يفقه شيئاً عن بيئات العيش الكريم، إلى الحد الذي تسبب فيه بإحراج الشعب الأمريكي في العالم من خلال الكلام البذيء والسلوك غير الديبلوماسي وهو في سدة الرئاسة.
الحاج قاسم ارتوی من نبع “الإسلام المحمدي الأصيل”، الذي قدَّمه “الإمام الخميني” صاحب الصحوة الحقيقية في القرن، إلی الملايين من الناس الأحرار في العالم، حتی يروا الوجه الحقيقي للإسلام ويکتشفون الحقائق الأصيلة للوحي والفهم الصحيح لمفهوم العالم والآخرة، وكيفية الارتباط بينهما، وبناءً على هذه المعرفة والبصيرة، يثورون في وجه المستکبرين الذين نهبوا وجودهم وكرامتهم ليبنوا دنياهم ويغذون جشعهم الذي لا ينتهي، ويستعيدون منهم حقهم الآلهي، حتی إذا کان الثمن هو الموت والشهادة.
ترامب، العاجز عن فهم الفکر السامي للحاج قاسم بسبب کونه أعمی القلب، أصبح أعمی العين بشکل غريب والذي نتج عن عمى قلبه، ولم ير مثل سلفه الإخفاقات الأمريکية المتتالية في مواجهة الثورة الإسلامية وتطلعاتها السامية وإنجازاتها في مختلف المجالات، والتي تحققت بجهود عشرات الآلاف من الأشخاص المضحين مثل “الحاج قاسم”، وتوسعت يومًا بعد يوم؛ ولم يصل قط إلی حقيقة أن في مدرسة الحاج قاسم، فإن النضال المستمر في سبيل الله وخلاص عباده من غطرسة المستکبرين مثل أمريكا وترامب ونيل الشهادة، قيمة لا تقدر بثمن وهي من نصيب الخواص من عباد الله تعالی؛ وهذا المصير النادر والسعيد له وجهان، فمن ناحية، فإن الشهيد هو أفضل عباد الله، ومن ناحية أخرى، فإن القاتل هو أکثر الکائنات دناءةً، وما أسوأ حظ ترامب الذي وقف في مقابل “الشهيد قاسم سليماني”.
ترامب الأمي والقصير النظر، يغمره الفرح بأنه قد أزال الحاج سليماني، غير مدرك أن خالق قاسم سليماني يشهد أنه على قيد الحياة:{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ}.
يظن ترامب الجاهل الإرهابي أنه أحرق وأزال الجسم الطاهر لرمز النضال ضد الغطرسة والمساعد القوي للمضطهدين والمستضعفين من قبل أمريکا بالقرب من مطار بغداد، لكن ما احترق في نار أحقاد ترامب هو الجانب المادي والفاني للحاج قاسم، الذي سيصيب ترامب في المقتل قريباً.
لكن النقطة الرئيسية هي أن الجانب الأبدي “للحاج قاسم” أي فكره الذي أشير إليه، سيبقی “خالداً”، وبالتأكيد سيعمل على هداية ودعم المحرومين والمضطهدين، أکثر تأثيراً من حياته الدنيوية، ويبدو أن السناتور الأمريكي “كريس مورفي” من ولاية “كونيتيكت” قد وصل إلی جزء من هذه الحقيقة الهامة، حين انتقد يوم الجمعة عمل دونالد ترامب الإرهابي أمام الصحفيين، وقال: “إن السؤال الذي نحتاج إلى طرحه على أنفسنا اليوم، هو ما إذا كان قاسم سليماني يمثل تهديدًا أكبر للولايات المتحدة كشخص حي أو شهيد؟”.
وفي الحادث الوحشي لاغتيال الحاج قاسم سليماني، هذه هي النقطة الأكثر أهميةً والتي فهمها الكثيرون، لكن ترامب ومستشاريه لم يفهموها أو فهموها بعد فوات الأوان، وفي أي حال يجب أن يدفعوا ثمناً باهظاً لذلك، وهو الثمن الذي يمكن أن يغير مجرى التاريخ الأمريكي المعاصر، لأن إيران يجب أن تلبي مطلب شعبها بشکل حازم وساحق إن شاء الله، مهما کانت التداعيات.

قد يعجبك ايضا