تحالف الصدر يطالب بإلغاء الاتفاقية الأمنية مع أمريكا

العدوان الأمريكي الجديد على العراق.. وموجة من الإدانات تقف في وجه التأييد الصهيوني

 

 

بغداد/
أفادت العديد من المصادر الاخبارية بأن عدداً من الطائرات بدون طيار قامت الليلة قبل الماضية بغارات جوية على مواقع تابعة لـ”حزب الله” العراقي أحد الفروع التابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية في بلدة “القائم” الحدودية التابعة لمحافظة الأنبار، ولفتت تلك المصادر الاخبارية بأن وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت بيانا عقب ذلك الهجوم بفترة قصيرة، ذكرت فيه أن قوات تابعة للجيش الامريكي استهدفت مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية بالقرب من مدينة “القائم”، وعلى الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة رسميا مسؤوليتها عن تلك الهجمات على قواعد تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية، إلا أن هذا الهجوم ليس هو الهجوم الأول من نوعه على هذه المواقع وهذه القواعد لقوات محور المقاومة في العراق، ففي الأشهر الأخيرة استهدفت طائرات بدون طيار مجهولة مواقع وقواعد تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقي عدة مرات.. وفي وقت سابق صرح عدد من البرلمانيين العراقيين بأن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني كانا وراء تلك الهجمات.. يذكر أن قوات الحشد الشعبي تشكلت سنة 2014م، إثر فتوى من المرجع الديني الأعلى “علي السيستاني”، ووعدت بصد تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وبالفعل تمكنت تلك القوات من هزيمة وطرد الكثير من عناصر الجماعات الارهابية التي كانت منتشرة في عدد من المحافظات العراقية لكن الولايات المتحدة لم يعجبها هذا الوضع ولهذا قامت خلال السنوات الماضية بتوجيه العديد من الهجمات الغادرة على مواقع وقواعد الحشد الشعبي العراقي.
وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن قواتها العسكرية شنت ضربات جوية ضد خمس منشآت تابعة لكتائب حزب الله العراقي في العراق، وفي هذا السياق زعم بيان مساعد وزير الدفاع الامريكي “جونثان هوفمان” الذي صرح به ليلة أمس الأول، أن الضربات جاءت ردًا على هجمات كتائب حزب الله المُتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش، متوقعا أن تؤدي إلى إضعاف قدرة الكتائب على تنفيذ هجمات مستقبلية، وزعم بيان مساعد وزير الدفاع أن الأهداف الخمسة تشمل ثلاثة مواقع لحزب الله العراقي في العراق واثنين في سوريا، بينها مرافق لتخزين الأسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة التي تستخدمها الكتائب في التخطيط وتنفيذ الهجمات ضد قوات التحالف الدولي.
في المقابل أعلن الحشد الشعبي استشهاد 19 من مسلحيه على الأقل بينهم قياديون في الضربات الأمريكية التي استهدفت قواعد كتائب حزب الله العراقي في غرب البلاد، وحول هذا السياق قال “جواد كاظم الربيعاوي”- المسؤول في هيئة الحشد الشعبي- إن “حصيلة الاعتداء الآثم على مقرات اللواءاين ٤٥ و٤٦ بلغت ١٩ شهيدا و ٣٥ جريحا”، وأضاف أن عددا من الجثامين “لا تزال تحت الانقاض”.
وفي مواجهة ما حدث دعت حركة عصائب أهل الحق كافة القوى السياسية للتعاون لإخراج القوات الأمريكية من العراق وقالت: ” من الضروري أن يتم طرد القوات الامريكية قبل أن تتمادى أكثر في تهديد أمن واستقرار عراقنا الحبيب”. وقالت الحركة في بيان “ندين وبشدة العدوان الأمريكي الغاشم على مواقع استهدفت لواء 45 للحشد الشعبي في غرب الأنبار أدى إلى استشهاد ثلة من المجاهدين المرابطين على الحدود السورية من أبناء الحشد الشعبي”. وأضاف البيان أن “استمرار الانتهاك الأمريكي للسيادة العراقية يتطلب الوقوف بشجاعةٍ وصلابة أمام هذه التصرفات المنفلتة التي تؤكد بربرية الإدارة الأمريكية وعنجهيتها واستخفافها بأمن الشعوب والسعي لزعزعة الاستقرار في البلدان الآمنة”.
السيد “عمار الحكيم” رئيس تيار الحكمة في بيان قال: “إن تعرض منشآت عسكرية عراقية لقصف أمريكي يعد انتهاكاً واضحاً وسافراً للسيادة العراقية ونقضاً للاتفاقات الأمنية المبرمة بين البلدين”. وأضاف” كان من المفترض وفق تلك الاتفاقيات أن توفر قوات التحالف دعماً للحكومة العراقية لتقوم بمهامها في حماية العراقيين والمقيمين الأجانب”.
ومن جهته صرح النائب فالح الخزعلي فقال: “استهداف اللواء ٤٥ من الحشد الشعبي من قبل أمريكا يمثل جزءاً من مسلسل الجرائم الأمريكية في العراق وتحديا كبيرا لاستقرار العراق .. ويضيف: الأمريكيون لم يتعظوا من هزائمهم في العراق وعليهم مراجعة الارشيف والتاريخ، وماذا فعل بهم الشعب العراقي المقاوم الذي جعل من أراضيه مقبرة لقواتهم المحتلة”.
فيما كشفت العديد من المصادر الاخبارية عن أن الرئيس العراقي “برهم صالح” أدان بشدة الهجوم الأمريكي على مواقع تابعة للحشد واعتبر تلك الهجمات انتهاكاً لسيادة العراق.. ولفتت تلك المصادر إلى أن رئيس الوزراء العراقي “عادل عبدالمهدي” أدان هو الآخر القصف الأمريكي لمواقع الحشد الشعبي اللواء 45 في الأنبار، وفي هذا السياق قال “عبد الكريم خلف” المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في بيان إن “عبد المهدي أبلغ وزير الدفاع الأمريكي رفضه الشديد قصف مواقع الحشد الشعبي”.
من جانب آخر طالب النائب بدر الزيادي- عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن تحالف (الصدر) “سائرون”- بإدراج فقرة إلغاء الاتفاقية الامنية مع امريكا وذلك لعدم حاجة العراق لمثل هكذا اتفاقية تنتهك السيادة العراقية وتسبب له الاضطراب السياسي والأمني وعدم استقرار المنطقة مع وجود أجواء اقليمية مشحونة يكون ضحيتها العراق.
وندد الزيادي -في بيان – بما حصل من استهداف لمقرات الحشد الشعبي من قبل الجانب الامريكي، وقال في بيانه “بكل صلافة ووقاحة أعلن البنتاغون الامريكي قصف المقرات التابعة للحشد الشعبي في مناطق القائم شمال العراق وهذا يُحتم على البرلمان وضع حد له من خلال إلغاء الاتفاقية التي جلبت الخزي والعار وانتهاك سيادة البلد وجعلت العراق ضعيفاً أمام اتفاقيات وقعها أناس لا يفقهون شيئاً في الاتفاقيات الدولية وهذه نتاجات حكومات الفشل والفساد”.
وحذر الزيادي “لا يكون العراق محرقة أو ساحة للصراعات الاقليمية وتصفية الحسابات على حساب ابناء شعبنا العراقي فكفانا شهداء ودماء وضحايا ومازال انين الامهات والارامل يعلو على ما خلفته الحروب من داعش وعمليات إرهابية وقصف مقرات واستهداف مقاتلين”.
ونوه إلى أن “العراق يجب أن لا يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث بل يجب على الخارجية العراقية اتخاذ اجراءاتها الدبلوماسية وعدم الاكتفاء بالتصريحات والتنديد فكفى سكوتاً وإن لم يكن هناك رادع ستتكرر مثل هذه الحالات مستقبلاً وحينها لا ينفع الندم.
من جانبه أدان حزب الله اللبناني بشدة العدوان الأمريكي الوحشي والغادر على مواقع كتائب حزب الله في العراق، واعتبره اعتداءً سافراً على سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي بكامل مكوناته، لا سيما الحشد الشعبي الذي كانت له اليد الطولى في مواجهة الإرهاب التكفيري وإلحاق الهزيمة به وملاحقة فلوله.
وفي بيان له أكد حزب الله أن العدوان الأمريكي على مواقع كتائب حزب الله في العراق يؤكد مجدداً أن الإدارة الأمريكية تريد أن تضرب عناصر القوة الكامنة في الشعب العراقي والقادرة على مواجهة “داعش” وقوى التطرف والإجرام الذين دعمتهم الإدارة الأمريكية على أكثر من صعيد ولا يزالون ضمن مخططاتها وأدواتها الخبيثة في المنطقة، كما أنها تكشف عن وجهها السافر باعتبارها عدواً للعراق ومصالح العراقيين وتطلعهم إلى الحرية والسيادة الحقيقية والمستقبل الآمن.
وقال: “إننا نسأل الله عز وجلّ للشهداء الرحمة وعلو الدرجات وللجرحى الشفاء العاجل ولعوائل الشهداء الصبر وللشعب العراقي العزيز النصر المؤزر، ونتقدم إلى إخواننا الأعزاء في كتائب حزب الله بأحر العزاء، ولا بد أن الذين اتخذوا قرار الاعتداء الإجرامي سيكتشفون قريباً حماقة هذا القرار ونتائجه وتداعياته.
وكان السيناتور الأمريكي البارز “توم كارتن” عن الحزب الجمهوري قد قال في تغريدة له”إن الضربات ضد الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا هي استجابة مبررة لمقتل أمريكي وجرح العديد من أفراد الخدمة الأمريكية والعراقيين. يجب أن تتوقف طهران عن مهاجمة الأمريكيين وإلا ستواجه عواقب وخيمة “.. وفي السياق نفسه قال السيناتور “ليندسي جراهام” في تغريدة له على حسابه بـ “تويتر”: “سعيد للغاية لرؤية الضربة الأمريكية ضد كتائب حزب الله ردًا على الهجوم على القوات الأمريكية في العراق”. وأضاف: “إنني أقدر تقديرًا كبيرًا إدارة ترامب لمحاسبة إيران على ممارساتهما في العراق وسوريا”.
وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” عن الهجمات التي نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار على مواقع وقواعد تابعة لكتائب حزب الله في العراق وفقال: “إن تلك الهجمات الأمريكية تعتبر نقطة تحوّل في الواقع الإقليمي” وأضاف كاتس في تغريدة بموقع تويتر إن “الهجوم الأمريكي بمثابة نقطة تحول في ردود الفعل تجاه سلوك إيراني في المنطقة”، زاعماً أن “هناك خطأ كبيراً ترتكبه إيران إذا لم تكن تدرك مدى القوة الأمريكية”.

قد يعجبك ايضا