فليواصل العالم صمتُه
نوال أحمد
جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدوان السعوأمريكإماراتي بحق الإنسان اليمني المظلوم ؛ على مدار الخمسة أعوام والشعب اليمني يُباد على مرأى ومسمع من العالم أجمع بما فيه الأمم المتحدة ومنظماتها اللاإنسانية؛ مع انقضاء العام 2019م يأبى النظام السعودي بتحالفه الإجرامي إلا أن يختتم هذا العام بمجزرة جديدة و بشعة ببشاعة مرتكبيها الذين لا يعيشون إلا على ارتكاب الجرائم وانتهاك الحرمات وسفك الدماء اليمنية التي تراق على مدار الخمسة أعوام ظلما وعدوانا دون أيما رادع من هذا العالم يردعه أو أدنى وازع ديني يمنعه .
مجزرة جديدة بحق متسوقين وباعة ومارّة كانوا متواجدين في سوق الرقو الموجود في مديرية منبه الحدودية ؛ جريمة بشعة ووحشية يرتكبها العدوان السعوأمريكي المتوحش خلّفت اكثر من أربعين ضحية بينهم نساء وأطفال ومسافرون أفارقة كانوا مارين من ذلك السوق؛ جريمة ليست الأولى فقد سبقها العديد من الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق الأبرياء والمدنيين الذين استهدفوا وهم داخل الأسواق اليمنية والذي يتعمد العدوان قتلهم أثناء تواجدهم وفي حين الذروة.
لقد صعّدَت دول العدوان من عدوانها ضد الشعب اليمني وكثفت من جرائمها على المدنيين في كافة المناطق الحدودية وفي مناطق الساحل الغربي بالحديدة؛ خلال الثلاثة أشهر كثف المرتزقة من القصف العشوائي والهمجي بالهاونات والقذائف على منازل وأحياء وأسواق المناطق الحدودية بصعدة ؛ وواصلوا خروقاتهم بالقصف المكثف وتشديد الحصار على مدينة الدريهمي والجراحي في الحديدة ؛ كثيرة هي الخروقات التي تم حصرها وتوثيقها وكثيرة هي الجرائم التي تستمرا أدوات العدوان ومرتزقته على ارتكابها ؛ تصعيدات كثيرة وكبيرة قام بها العدوان وأدواته ضد المواطنين والمدنيين الأبرياء خلال هذه الفترة ؛ وخصوصاً بعد المبادرة السياسية التي أطلقها الرئيس مهدي المشاط في شهر سبتمبر والتي تضمنت توقف الضربات اليمنية الجوية والصاروخية على الأراضي السعودية ؛ مقابل أن يوقف الطرف الآخر عدوانه ويرفع حصاره عن الشعب اليمني .
المبادرة التي أطلقتها قيادتنا الثورية والسياسية كانت بمثابة إلقاءً للحُجة ؛ وتبياناً للمحجّة أمام العالم كله أن الشعب اليمني مع قيادته الرشيدة. أهلٌ للسلام وبأنهم سِلمٌ لمن سالمهم ؛ وحربّ على من يحاربهم ويقتل أبناؤهم ونساؤهم والدفاع عن أنفسهم قد كفله الشرع لهم .
ولكن دول العدوان تجاهلت مبادرة السلام. وقابلتها بتعنت وإصرار على ارتكاب المزيد من الجرائم ؛ فقد ارتكب العدوان مجزرة في اليوم الثاني من إطلاق المبادرة في استخفاف واسترخاص للدم اليمني؛ وتستمر في تماديها على ارتكاب الجرائم والمجازر المروعة ؛ أو بالإبادة الجماعية لهذا الشعب وذلك من خلال تشديد الحصار وفي احتجاز السفن النفطية والإغاثية في عرض البحر ومنعها من الوصول لهذا الشعب المنكوب ؛ أو في استمرارهم. بمواصلة إغلاق مطار صنعاء أمام كثير من المرضى والمعانين والعالقين ؛ أو بالقصف الصاروخي والمدفعي والحرب البيولوجية والاقتصادية مستغلة الغطاء الأممي لمواصلة العدوان و الإجرام بحق هذا الشعب.
قيادتنا الثورية صرحت أنه ما بعد المبادرة لا خطوط حمراء ؛ وقد منحت دول العدوان وخصوصا النظام السعودي فرصة لمراجعة حساباته للخروج من مأزقه الذي وقع فيه بسبب حربه العدوانية على اليمن والتي تكبد فيها الكثير من الخسائر ومُنيَ وتجرّع الهزائم.؛ عسكريا وسياسيا وسقط فيها أخلاقياً ؛ الفرصة كانت مواتية وكافية لهذا النظام السعودي الأرعن لأن ينقذ نفسه؛ و يخرج من هذه الحرب بما تبقى له من ماء الوجه إن تبقى له شيء بعد الضربات الحيدرية اليمانية القاصمة له والتي كان آخرها. ضربة ”بقيق وخريص“ النفطيتان التابعتان لشركة ارامكو السعودية والتي خسر ملياراته وسُمعته في العالم ؛. هذا العالم الذي أفاق من سباته وخرج عن صمته بعد الضربات اليمانية على النفط السعودي ؛ وعلى العالم الصامت أمام كل هذه الجرائم السعودية ؛ أن يواصل صمته عندما يتم الرد اليماني على كل هذه الجرائم والمجازر الوحشية بحق اليمنيين.