مهزلة القضاء السعودي!!
عبدالله الأحمدي
سرَّبت المخابرات التركية تسجيلاً للقاتل محمد بن سلمان يُهنئ فيه قتلة الصحفي جمال خاشقجي الذي قُتل من قِبَل ( ١٥) ضباطاً سعودياً كلَّفهم محمد بن سلمان بتنفيذ تلك الجريمة، ثم قاموا بنشر جثته بالمناشير الكهربائية، وخلط لحمه بلحوم الأبقار، حتى لا يتم التعرف على بقاياه, وتم إحراق الجثة تحت حرارة عالية ١٠٠٠ درجة في بيت القنصل السعودي في اسطنبول, كما طلب من القتلة بنفس التسجيل سرعة العودة إلى المملكة خلال نفس الليلة.
أرسل أردوغان نفس التسجيل إلى كل من المخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والى الرئيس الروسي بوتين, وطلب منهم الاحتفاظ بذلك التسجيل إلى حين إجراء محاكمة دولية لمحمد بن سلمان.
جاء هذا التسريب والإرسال بعد أن تم اختبار الصوت والتأكد منه لدى شركات صوتية كبرى في أمريكا وفرنسا وروسيا وبريطانيا.
وللأمانة فإن الفضل في كشف تلك الجريمة يعود للمخابرات والدولة التركية وإلَّا كانت القضية ضاعت كغيرها من جرائم بني سعود في تاريخهم الدموي.
محاكم محمد بن سلمان الهزلية برّأت المخططين للجريمة وهم: سعود القحطاني واحمد عسيري والعتيبي من دم خاشقجي, وقيل أنهم حكموا على خمسة من المتهمين بالإعدام كذباً تهدئة للرأي العام. أما القاتل الحقيقي ( محمد بن سلمان ) الذي أمر ودبر لقتل خاشقجي فلم يُقَدَّم للمحاكمة.
( ١٥ ) قاتلا حكموا على خمسة بالإعدام الصوري، وعلى اثنين سجن ٢٤ عاما. والبقية براءة!! وسيلحق الخمسة الذين حُكم عليهم بالإعدام بالبراءة من أجل عيون القاتل الأكبر محمد بن سلمان..
يعرف العالم أن القضاء السعودي لا يتمتع بأي استقلالية، أو نزاهة، بل هو تابع للحاكم الغرّ محمد بن سلمان يسيّره كما يشاء ويحكم لمن يشاء.
أردوغان طالب بتحويل قضية مقتل خاشقجي إلى محكمة الجنايات الدولية وان يمثل أمام هذه المحكمة المجرم محمد بن سلمان وأعوانه بعد إجراء تحقيق دولي في القضية لكشف إجرام وإرهاب بني سعود.
نحن لا نبخس الناس دماءهم، خاشقجي هو شخص واحد يطالب أردوغان بمحاكمة قاتليه ومن بينهم مجرم الحرب الإرهابي ابن سلمان المسؤول الأول عن قتل أكثر من مليون يمني بالصواريخ والقنابل المحرمة والحصار والتجويع والأمراض.
العالم يعلم بأحكام المهزلة السعودية وقد قال كلمته.
صحيفة الواشنطن بوست قالت: إن المحاكمة زائفة.أما الأمم المتحدة فقالت: إن الأحكام مثيرة للسخرية.
منظمة العفو الدولية بدورها قالت : إن الأحكام هي تستر على الجريمة.
الجارديان قالت: إن الأحكام كشفت مهزلة العدالة في المملكة الداعشية.
فوربس قالت: الأحكام كشفت عن الوجه البشع للعدالة في السعودية.
تركيا قالت : إن الأحكام لم تحقق العدالة.
الكثيرون وصفوا الحكم بأنه مهزلة، فهو لا يسمي المحكوم عليهم، بل يوهم الآخرين بصدور أحكام ضد متهمين لا يسميهم.
والحقيقة أنها لم تجر محاكمة لأحد فكل ما يجري هو تضليل وتتويه للرأي العام سواء في الداخل، أو الخارج، لكن العالم أصبح يعرف ممارسات وأساليب بني سعود تجاه مناضلي بلاد الحرمين. كل ما جرى هي إملاءات من قبل محمد بن سلمان ومستشاريه إلى ما يسمى القضاء والنيابة.
المملكة هي أم الإرهاب ، لكن مهزلة محاكمة قتلة خاشقجي فضحت المملكة بأنها عبارة عن عصابة إرهابية لا يحكمها نظام، أو قانون وأنها تقتل معارضيها بدون رحمة منذ أن وجدت على أرض الحرمين.
جمال خاشقجي قُتل مظلوماً وبطريقة بشعة، ويجب أن تُعقد محاكمة دولية للقتلة، فقضية الرجل لا تختلف عن قضية الحريري في لبنان، ويجب على العالم الحر ألَّا يسكت عن دماء الرجل، وان يحوّل أقواله إلى أفعال حتى لا يضيع دم الرجل وتهزم العدالة الدولية وحقوق الإنسان.