أبواق العدوان من صنعاء

 

عبدالملك سام

قرأت عدة مقالات لعدد من الأقلام المأجورة من باب الفضول، فوجدت معظمها يتحدث عن كبت الحريات في صنعاء، وأن هناك ملاحقات وتعتيماً إعلامياً ومنع الناس من التحدث عن آرائهم في صنعاء.. المشكلة أن هؤلاء يتحدثون ويكتبون من صنعاء.
طبعا معظم هؤلاء كانوا من ضمن شلة الخائن عفاش، كانوا يجتمعون في مقائل النميمة والدسائس حتى وقت متآخر وهم يتناقشون في أقذر الإشاعات التي يمكن أن يقذفوا بها الثورة والقائد والمجاهدين، وكانوا في نهاية اليوم يكتبون على عجل طلبات للحصول على نفحات “الزعيم المبجل” وقد كتبوا ما يفيد بأن هذا مقابل وطنيتهم ووقوفهم في صف “كبيرهم”، وطبعا لا ينسون أن يدعوا الله له بطول العمر وأن يبارك في ماله الحرام.
اليوم، مستغلين حالة الحرية التي ينعمون بها يكتبون عن كبت الحريات، وفي ظل التعامل الإنساني والكريم يتكلمون عن استلاب الحقوق.
وأنا أسألكم اليوم: أين كنتم من حرية الناس يوم كان “بيت خالهم” مفتوحا لكل ذي رأي حيث كانت تمارس بحقهم أبشع الوسائل اللا إنسانية؟! أم أنكم نسيتم عصر الكهرباء والضرب و”القوارير” ونزع الأظافر ….إلخ؟! وأين كنتم من حقوق شعب بأكمله كانت مستلبة بيد شلة من اللصوص تعاملوا مع البلد كمزرعة خاصة يتوارثونها؟.
اليوم تسبحون بحمد محتل مجرم من العاصمة وأنتم بين أسر الشهداء والجرحى، بينما هذه السلطة التي تسمونها ظالمة هي من تمنع هؤلاء الضحايا من أن يدوسونكم بأحذيتهم وأنتم تهينون تضحياتهم، وأنا لا أسأل ضمائركم لأنه ليس لديكم ضمير، ولكن أتحداكم أن تسافروا إلى إحدى مناطق الجنوب حيث سلطة من تمدحون فأنتم تعرفون كيف وضع الحريات هناك، ولقد ذكرني أحد الاصدقاء بما قاله محمد عايش عندما تحدث مع السيد عبدالملك الحوثي عن الحريات، فسأله السيد، ماهو البلد الذي تجتمع فيه حرية وحرب؟!، فرد عايش: في بلد عبدالملك الحوثي..
نحن ننتقد السلطة في صنعاء ولكن لأنها تسكت عن أمثالكم وتسمح لكم بأن تثيروا المشاكل والتباينات بين أبناء الشعب الصامد، وأستغرب أن تسمح سلطة ما لطفيليات كهذه أن تنتشر في جسد المجتمع تحت مسمى حرية التعبير والرأي والرأي الآخر، فهناك حدود لكل شيء حتى فيما يخص الحرية؛ ونشر الأكاذيب لا يمكن بأي حال أن يكون ضمن حرية التعبير، أليس كذلك؟.
إذا كنت تبحث عن الحرية يا منعدم الضمير فالطريق واضح، انتقد شيئا واقعيا وهات الحلول العبقرية، حاول أن تكون نظيفا وترى الناس بتجرد فهؤلاء شعبك المستضعف المظلوم، هؤلاء قومك أيها الأبله الشرير، هؤلاء أهلك يا سليط اللسان، متى تصحو من غفلتك؟ متى تصبح إنساناً وتتعامل بإنسانية مع من يحمي البلد ويدافع عن أرضك وعرضك؟.
صدقوني ليست هناك صعوبة في أن أرد عليكم بوقاحة كما يحلو لكم أن تفعلوا، وأن أفتري عليكم الكذب، وأن أحرض الناس ضدكم، بل وأن أسكتكم بنفسي ولن يلومني أحد لأني صاحب قضية محقة؛ ولكن هناك حكمة فيما يرى قادتنا الذين نثق بهم منذ قيام ثورة 21 سبتمبر، ولقد كانوا أهلا لهذه الثقة والنتائج كما يراها الجميع، ولله الحمد صارت لدينا قوة وسطوة وأصبحنا على أعتاب نصر تاريخي أسطوري ضد أعتى قوى العالم، بينما صارت دول الأعداء في الحضيض وسقوطها يزداد مع مرور الأيام وبانتظار يوم السقوط النهائي الذي سي،جيء لا محالة.. فتربصوا..

قد يعجبك ايضا