سياسة العدوان خلال هذه المرحلة

 

زيد البعوة
تمارس دول تحالف العدوان خلال هذه المرحلة سياسية العصا والجزرة، يتحدثون عن السلام ويستمرون في الاعتداءات والتصعيد وممارسة الأجرام والطغيان بحق الإنسان اليمني من خلال الحرب الاقتصادية والجرائم غير الإنسانية والاعتداءات العسكرية، ليس لديهم أي نوايا جادة في تحقيق السلام واكبر دليل على ذلك اتفاق السويد المزعوم الذي مر عام على توقيعه والذي لم يصل الى نتيجة رغم المبادرات التي قدمت من قبل القيادة والجيش واللجان الشعبية لهذا يمارسون سياسة المد والجزر القائمة على المكر والكذب والخداع والتسويف والمماطلة، لا يزالون يحلمون في التقدم والسيطرة ولا يزالون يطمحون في هزيمة الشعب اليمني، لكنهم يصطدمون بصمود وقوة هذا الشعب وحكمة قيادته وثبات رجاله وتأييد ومعية الله له.
يخشون على أنفسهم وعلى مصالحهم ولديهم رغبه جامحة في تحقيق أهدافهم وتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية، لكنهم يخافون من استمرار الضربات والعمليات النوعية التي وصلت إلى عقر دورهم والى مطاراتهم ومنشآتهم النفطية يريدون أن تتوقف عمليات الردع التي تستهدفهم لكنهم لا يريدون أن يتوقف العدوان، يريدون السلام الذي يكفل لهم الاستقرار لكنهم يريدونه بالشكل الذي يرسمونه هم بما يضمن لهم استمرار الصراع في اليمن والهيمنة المباشرة على الشأن الداخلي في اليمن لهذا يبتكرون أساليب ومخططات جديدة من الصراع بهدف تحقيق أطماعهم وتنفيذ مشاريعهم.
ولو جئنا نتساءل على ماذا تراهن دول العدوان رغم الرصيد الكبير من الأحداث التي أثبتت فشلها وهزيمتها؟ لماذا تتنصل دول تحالف العدوان عن كل الاتفاقيات المبرمة معها في وقف العدوان وفك الحصار على اليمن رغم يقينها باستحالة هزيمة الشعب اليمني؟ الجواب على هذه التساؤلات واضح وهو أن دول تحالف العدوان تريد ان تخرج من العدوان على اليمن بنتيجة تضمن لها سمعتها ومكانتها التي لم يبق منها سوى الخزي والعار، بعد أن مرغ الشعب اليمني انفها في التراب وحولها إلى مسخرة بين دول العالم ، تراهن دول العدوان خلال هذه المرحلةعلى الحصار الاقتصادي وسعيها إلى انهيار الوضع المعيشي للإنسان اليمني وتراهن على طول أمد الحصار وهذا واضح من خلال عملها على انهيار العملة اليمنية من خلال طبع المليارات من الأوراق النقدية غير القانونية وغير المؤمَّنة وعلى تجويع الشعب اليمني وارتفاع نسبة الفقر والبطالة من خلال انهيار الاقتصاد، وتراهن على فوضى وضجة داخلية في أوساط المجتمع اليمني ضد بعضه لكي يتسنى لها مواصلة مشروعها الاستعماري.
تماطل دول العدوان في تنفيذ التزاماتها بالاتفاقيات بهدف كسب الوقت الذي تعتبر انه لمصلحتها، فهي تظن أن الشعب اليمني كلما انهار مستواه المعيشي سيلجأ إلى خيار التناحر والصراع الداخلي، تتنصل عن وقف إطلاق النار وفك الحصار لأنها ترغب في ان ترى الشعب اليمني في اضعف مستوى فقيراً ضعيفاً، وهي تعمل على ان تراه كذلك بكل أساليب الصراع الفكرية والثقافية والاقتصادية والإعلامية والأمنية وغير ذلك، من خلال نشر عناصر إجرامية واستخباراتية تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وخلايا شيطانية تعمل على نشر ثقافات مغلوطة ونشر الشائعات وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني ونشر الرذيلة والفسق والفساد النفسي.
أما الأمم المتحدة فقد سقطت سقوطاً مدوياً حين ظهرت على حقيقتها وبرز دورها القائم على النفاق، ويكفي انها خذلت أهالي مدينة الدريهمي المحاصرة من قبل العدوان ومرتزقته ولم تعمل على فتح مطار صنعاء، ولم تعمل أي عمل إنساني حقيقي وفق ما تنص عليها مواثيق الأمم المتحدة التي من شأنها الضغط على الطرف المعرقل للسلام في مجلس الأمن، والعمل على التخفيف عن الشعب اليمني من المعاناة التي تعصف به نتيجة العدوان والحصار، وهذا يثبت أن الأمم المتحدة شريك أساسي للعدوان في عرقلة السلام وفي تفاقم المعاناة.
وفي مواجهة هذه التحديات علينا كشعب يمني ان نفهم طبيعة الصراع وخطورة المرحلة ونتحرك في شتى المجالات للتصدي لكل مشاريع العدوان، نتحرك بجد ومسؤولية وتسليم مطلق للقيادة وثقة عالية بالله تعالى ونعمل على إفشال وهزيمة كل ما يسعى العدو إلى تحقيقه بوعينا وإيماننا وجهادنا وصمودنا، ولم يتبقى إلا القليل حتى نصل إلى النصر المبين وهذا مرهون بالعمل والوعي الذي يدفعنا إلى الحذر من التقصير والحذر من الغفلة والتوكل على الله والاعتماد عليه والثقة به وبوعده الصادق بالنصر للمؤمنين من عباده.

قد يعجبك ايضا