الدريهمي.. عنوان لمأساة الشعب اليمني!
محمد صالح حاتم
الدريهمي إحدى مديريات محافظة الحديدة، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 44000 نسمة.. هذه المديرية الساحلية تتعرض لحرب وحصار مطبق منذ ما يزيد عن عام.
الآلاف من ابناء الدريهمي مهددون بالموت إما بقذائف العدوان أو جوعاً، أو بالأوبئة والأمراض المعدية بسبب الحصار الذي يفرضه عليها التحالف الذي يمنع دخول المواد الغذائية والأدوية، ويمنع دخول القوافل الغذائية والفرق الطبية والاسعافية.. ما يحصل لأبناء الدريهمي يعارض كل الشرائع والاديان والمواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية التي كفلت للإنسان الحق في الغذاء والدواء، ولكن أمام معاناة ومأساة الدريهمي غابت كل هذه القوانين ،وهم بعملهم هذا يرتكبون حرب إبادة جماعية بحق الآلاف من ابناء الدريهمي.. وكل هذا يحدث امام مرأى ومسمع دعاة الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة، لذلك فمعاناة ابناء الدريهمي تعتبر وصمة عار في جبين الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية التي تتشدق يوميا بحقوق الإنسان.
لقد مات الضمير العالمي أمام معاناة الدريهمي خصوصاً والشعب اليمني بشكل عام الذي يتعرض لأبشع انواع الجرائم والمجازر والانتهاكات التي ترتكب بحقه منذ ما يقارب خمسة أعوام، القتل يوميا ًبشتى انواع الأسلحة التي يستخدمها تحالف العدوان ضد الشعب اليمني، وقد قتل عشرات الآلاف من المدنيين، ولم تسلم الطفولة البريئة من جرائمهم.. الآلاف يموتون جراء قصف تحالف الشر، وعشرات الآلاف من أطفال اليمن يموتون بسبب سوء التغذية وأمراض الطفولة القاتلة ،لا يوجد حُرمة للمرأة في قاموس تحالف العدوان، آلاف النساء قتلن ّجراء قصف طيران تحالف ،والآلاف يمتن ّسنوياً بسبب سوء التغذية وأمراض النساء القاتلة، وهذا حسب تقارير المنظمات الدولية.
فالدريهمي تدفع ثمن رفضها الخضوع والاستسلام لمخططات وأهداف الغزاة والمحتلين، فهذا هو الذنب الوحيد الذي ارتكبته مديرية الدريهمي، كي تنال هذا الجزاء وهذا العقاب الذي حكم به عليها تحالف بني سعود وأسيادهم الأمريكان.
فمعاناة الدريهمي وما يتعرض له أبناؤها يعتبر خرقا واضحا وفاضحا لاتفاق السويد الذي مر عليه عام كامل وحال عليه الحول، والذي تعتبر مديرية الدريهمي مشمولة فيه ولكن لم يتم تنفيذ أي من بنوده بسبب تعنت وتنصل وهروب طرف حكومة الرياض الذي يرفض تنفيذه ، بل ولازال يرتكب المجازر ويخترق الهدنة المعلنة، ويفرض حصاره الجائر بحق ابناء مديرية الدريهمي، وكل هذا يحدث في ظل وجود لجنة التنسيق والرقابة الاممية بقيادة الهندي ابهجيت، وكذا بعثات المنظمات الدولية التي بصمتها وسكوتها عن جرائم التحالف تعتبر مشاركه في مأساة ومعاناة ابناء الدريهمي، تلك المنظمات الدولية التي كان يفترض بها أن تخفف معاناة الدريهمي وتمارس الضغوطات على طرف حكومة هادي والتحالف بضرورة رفع الحصار عن الآلاف من أبناء الدريهمي والسماح بدخول المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية ،وكذا خروج المرضى والجرحى لتلقي العلاج سواء ًفي مستشفيات العاصمة أو بالسفر للخارج، ولكن للأسف الشديد فقد كان طلب هذه المنظمات من سكان الدريهمي الصامدين والرافضين للاحتلال هو الخروج من المديرية وترك مساكنهم ومنازلهم والنزوح إلى أماكن بعيدة، وستقوم تلك المنظمات بإيوائهم في مخيمات للنازحين، وهذا بالطبع هو طلب تحالف العدوان، ليتسنى لهم اقتحم ودخول المديرية واحتلالها وهنا يتحقق للتحالف ما يريده وما يسعى إلى تحقيقه بحربه وحصاره لهذه المديرية.
وهنا نتساءل: أين المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة؟ وأين دعاة الإنسانية مما يحدث لليمن عموما ًوالدريهمي بشكل ٍخاص؟.