مرضى‮ ‬يشكون الإهمال وإدارة تبحث عن مزيد من الدعم‮..!‬

يمثل مستشفى رداع المركزي‮ ‬المنشأة الطبية الحكومية الوحيدة برداع التي‮ ‬تستقبل عشرات الحالات المرضية‮ ‬يوميا ويواجه ضغطا كبيرا لا‮ ‬يتناسب وحجم الكادر والخدمات المتوفرة فيه‮ ‬وعلى الرغم من وجود عدد من المستشفيات الخاصة بمدينة رداع إلا أنها لا تلتزم بمعايير العناية والرعاية الصحية المتكاملة وهو ما جعل من مستشفى رداع المركزي‮ ‬الملجأ الوحيد لمحدودي‮ ‬الدخل والمعسرين‮.‬
ومع أنها توجد لهذا المستشفى مبان عديدة وحديثة إلا أنها لم ترفد بالأجهزة والكادر الطبي‮ ‬الكافيين‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يجعل المرضى‮ ‬يشكون باستمرار من الإهمال الذي‮ ‬يلاقونه بالمستشفى دون أن‮ ‬يبحثوا عن مستشفى آخر لينتقلوا للعلاج فيه بسبب ظروفهم المادية والمعيشية الصعبة وفي‮ ‬المقابل تقابل إدارة مستشفى رداع شكوى المرضى بالبحث عن مزيد من الدعم‮.. ‬ولمزيد من التفاصيل ننقل لكم حصيلة اللقاءات التي‮ ‬أجرتها‮ (‬الثورة‮) ‬مع عدد من المرضى والمعنيين بوضع المستشفى‮:‬

الأخ محمد حسن أبوريحان مواطن تحدث قائلا‮: ‬المستشفى في‮ ‬حالة‮ ‬يرثى لها والمريض الذي‮ ‬يقصده للعلاج‮ ‬يصطدم من أول وهلة بحال المستشفى المزري‮ ‬وبإهمال إدارته وكوادره لمن‮ ‬يقصده لتلقي‮ ‬العلاج‮.‬
وزيارة واحدة للمرء لأروقة وأقسام المستشفى تكفي‮ ‬لمعرفة الوضع الذي‮ ‬آل إليه ونحن لا نبالغ‮ ‬إذا قلنا أن هنالك سلبيات‮ ‬يجب معالجتها وعدم ترك الأمور تتطور‮ ‬يوما بعد آخر فالأهالي‮ ‬من مختلف مديريات رداع السبع‮ ‬يحتاجون إلى مثل هذا المستشفى الحكومي‮ ‬في‮ ‬ذلك استقلالية وانتهازية وتجارة بعض المستشفيات الخاصة‮.‬
وأضاف‮: ‬حتى العيادات الخارجية خالية من الأطباء والاختصاصيين معظم الوقت بسبب عدم التزامهم بالدوام الرسمي‮ ‬وإن حضروا فإنهم لا‮ ‬يباهون بالمريض وهذه في‮ ‬حد ذاتها كارثة وأتمنى أن‮ ‬يصل حديثي‮ ‬ورأيي‮ ‬إلى وزير الصحة العامة والسكان دون تحريف لعله‮ ‬يصلح ما أفسده إهمال إدارة وكوادر المستشفى ويقوم بدوره في‮ ‬الاهتمام بالمستشفيات الحكومية قولا وعملا وبتكثيف الدور الرقابي‮ ‬عليها وتفعيل دورها لما فيه خدمة المواطن ومصلحة الوطن‮.‬
ضعف الخدمات
أما الأخ توفيق صالح الريمي‮ -‬مواطن‮- ‬فيقول من جانبه‮: ‬الخدمات في‮ ‬مستشفى رداع ضعيفة والمريض‮ ‬يموت على سرير المرض نتيجة إهمال الأطباء وانعدام النظافة وموسمية الرعاية حتى قسم المجارحة لا توجد فيه المستلزمات الطبية والكثير ممن‮ ‬يدخلون هذا القسم‮ ‬يغادرونه دون تلقي‮ ‬الإسعافات الأولية والعلاج نتيجة لعدم وجود الرعاية والاهتمام ولافتقاره للأدوات والمستلزمات الطبية‮.‬
دور المجلس المحلي
الأخ فيصل محسن الرياشي‮ ‬رئىس عضو المجلس المحلي‮ ‬بمدينة رداع تحدث بدوره قائلا‮: ‬إن ما‮ ‬يحصل في‮ ‬مستشفى رداع المركزي‮ ‬يعتبر بحق مأساة لما فيه من عبث وإهمال حيث وقد قمنا بزيارة للمستشفى إلى أقسام رقود الرجال ورقود النساء ووجدنا النظافة منعدمة تماما والحمامات‮ ‬غير صالحة وأيضا هنالك ثلاجة الموتى وهي‮ ‬في‮ ‬حالة سيئة حيث بها‮ ‬14‮ ‬جثة منها‮ ‬9‮ ‬جثث لجنسيات صومالية والثلاجة أحيانا تعمل على الكهرباء العمومي‮ ‬ففي‮ ‬حالة الانطفاء تتسبب في‮ ‬تحلل عدد من الجثث‮.‬
وبما أن المجلس المحلي‮ ‬جهة إشرافية ورقابية فإنني‮ ‬أود أن تصل رسالتي‮ ‬للجميع وخصوصا الأخ محافظ محافظة البيضاء لكون المستشفى المركزي‮ ‬إدارة عامة وتحث إدارته والذي‮ ‬أود أن أشير اليه هو أنه تم الالتقاء بنائب مدير أمن رداع بشأن موضوع الجثث وضرورة دفنها والذي‮ ‬أفاد بأن إجراءات الدفن جاهزة وذلك فيما‮ ‬يخص الجنسيات الصومالية والمطلوب هو تعاون الجميع ووجود فاعل خير‮ ‬يدعم ما‮ ‬يخص النقل والحفر ودفن الجثث ولا‮ ‬يجوز إطلاقا بقاء الجثث على تلك الحالة فالله قد كرم الإنسان حيا وميتا‮.‬
العمل الفردي
ومن أجل الاطلاع أكثر فقد طرحنا جملة من التساؤلات والهموم والقضايا على الأخ الدكتور محمد عبدالله الشرعي‮ ‬مدير عام المستشفى المركزي‮ ‬برداع والذي‮ ‬تحدث بدوره قائلا‮:‬
تجري‮ ‬حاليا أعمال الترميم والصيانة لعدد من أقسام ومرافق المستشفى ومنها قسم العمليات والذي‮ ‬سيبدأ العمل فيه خلال الأيام القليلة المقبلة والحقيقة أن المستشفى وكما تشاهدونه‮ ‬يفتقد إلى الكادر المتخصص من أطباء وممرضين وحتى إداريين فالعمل بالمستشفى كاملا أقوم به بمفردي‮ ‬حتى أنني‮ ‬أضطر في‮ ‬أغلب الأحيان للتغطية بدلا عن بعض الأطباء وبذلك نتحمل أعباء إدارية وطبية في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬نواجه فيه انتقادات بالإهمال والتقصير بينما هنالك أسباب حقيقية منها ضعف مستوى الخدمات التي‮ ‬يقدمها المستشفى ومنها ما‮ ‬يتعلق بعدم وجود الكادر المتخصص وإهمال الوزارة والمكتب لتوفير ما‮ ‬يحتاجه المستشفى من الكوادر والاختصاصيين والمعدات والتجهيزات الطبية اللازمة للعمل‮ ‬أيضا عدم جدية الكادر الطبي‮ ‬المتواجد بالمستشفى في‮ ‬خدمة المواطن البسيط وعدم استشعار المسؤولية والأمانة والمهنية والتعود على الأخذ المادي‮ ‬ولو على حساب صحة المواطن‮.‬
ومن المشاكل والهموم عدم كفاية الميزانية التشغيلية للمستشفى لمواجهة الاحتياجات اللازمة للعمل حيث إن المستشفى المركزي‮ ‬برداع‮ ‬يستقبل المرضى من عدة محافظات مثل مديرية عنس بذمار وجبن بالضالع وبني‮ ‬ضبيان بمحافظة مأرب ومن مديريات مختلفة‮.. ‬هذا بالإضافة إلى وجود العدد الهائل من المهاجرين الأفارقة واللاجئين الصوماليين والأثيوبيين المتواجدين في‮ ‬مدينة رداع بكثرة ويعملون في‮ ‬مزارع القات حيث نستقبل حالات كثيرة منهم وتصرف لهم العلاجات مجانا من صيدلية الم‮ ‬ستشفى‮.‬
ومن الهموم التي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تؤخذ بعين الاعتبار وعدم تحميل الإدارة ما لا طاقة لنا به هو عدم التعاون من قبل بعض الاداريين والشؤون المالية والحسابات وتأخيرهم المعاملات وبالتالي‮ ‬عرقلة العمل والأداء في‮ ‬المستشفى وكذلك عدم وجود كادر كهربائي‮ ‬لإجراء أعمال الصيانة ونقوم بالاستعانة والتعاقد مع فنيين من خارج المستشفى‮.‬
ثلاجة الموتى
وفيما‮ ‬يتعلق بما‮ ‬يتردد عن وجود عدد من الجثث المتفحمة وظهور روائح كريهة وتكدس في‮ ‬ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى قال‮: ‬نتيجة لعدم تجاوب النيابة العامة والبحث الجنائي‮ ‬وذلك لإصدار مذكرات بإخراج ودفن الجثث فإنه وللأسف الشديد توجد لدينا جثث تحتاج إلى الدفن وهنالك اهتمام بالنظافة والمفاقدة لثلاجة الموتى ولكن ومن خلالكم نوجه نداء للنيابة والبحث لسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفن فأكرام الميت دفنه‮.‬

قد يعجبك ايضا