عبدالملك سام
في البداية دعونا نتفق على بعض الأمور، اليمن ضد الفساد، وعندما اقول اليمن فأنا أعني قائد الثورة والرئيس والحكومة والأغلبية الساحقة المسحوقة من أبناء الشعب اليمني، فمن يقف ضدنا؟!!
هناك لوبي قديم تم استبدال وجهه تماشيا مع الثورة، وهؤلاء القلة من تجار ومسؤولين سابقين استطاعوا أن يقنعوا الحكومة والنافذين بأن بقاءهم يعني بقاء اليمن بخير! وأصبح السكوت عن ممارساتهم التخريبية نوعاً من الحكمة، والجميع يقولون لأنفسهم أن ننحني حتى تنقضي عاصفة العدوان العاتية..
وكأننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه بفضل هؤلاء حتى يكون لهم الفضل والمنة علينا؟! لقد دفع الشعب من دمائه وفلذات أكباده حتى استطاع أن يتخلص من فساد عفاش وزمرته، لقد فر الكثيرون منهم إلى أحضان دول العدوان، ولكن بقي البعض هنا ليركبوا الموجة ويستمروا في امتصاص دم الشعب الذي يواجه أعتى حرب كونية في العصر الحديث..
هناك حرب على الفساد.. أعطني الدليل على ذلك؟! نريد محاكمات لا تستثني أحدا، نحن لم نسمع عن جهة تطلع علينا بتقرير واحد عن ما تم اتخاذه ضد هؤلاء المفسدين، ولم نشاهد فردا واحدا تمت محاكمته أمام الجميع ليصبح عبرة لغيره.
وأصبحت جملة “محاربة الفساد” تقال كدعابة في الشارع اليمني الذي كان يملأوه الأمل في تغير الأوضاع نحو الأحسن والتخلص من سطوة ذوي النفوذ الذين أذاقوه المر ردحا من الزمن.. ولايزال الأمل قائماً.
المشكلة أن هؤلاء المجرمين استطاعوا أن يحسنوا موقعهم ليكيلوا التهم للذين يأمرون بالقسط، فيكفي أن تقول كلمة حق حتى ينهالوا عليك بألسنتهم وأذرعهم لتجد نفسك حبيس البيت تندب حظك، وكم سمعنا من حكايات حصلت لمجاهدين سابقين تم إقصاؤهم بعد أن شنوا عليهم حرباً شعواء بسبب موقف حق..
“المشرفون فاسدون”، هذه ليست الحقيقة كما أنها ليست تهمة باطلة بالكامل، فقد اصبح البعض عبارة عن “عفاشي” سابق يلبس ثوبا جديدا، او قد يكون المشرف فعلا مجاهداً سابقاً لكنه سمح لأصحاب السوابق في الفساد أن يكونوا بطانته وجلسائه، وبالطبع غالبية المشرفين مازالوا على عهدهم مع الله ولكن القلة الفاسدة تطغى على هؤلاء المؤمنين..
الحل.. أن نسمع التوجيهات بأذن واعية وعقول منتبهة، أن نعود لأسباب قوتنا قبل فوات الأوان.. لقد استطعنا أن نصل – حتى الآن – لما تعجز عن بلوغه الجيوش المدربة، وبإمكاننا أن نتمتع أكثر بما لا يخطر ببال بعد النصر.
لا لمداهنة الظالمين والركون لرأيهم، يجب أن تتم التعيينات لأشخاص معروفين بأمانتهم وولائهم وإخلاصهم، ويجب أن تتم المحاكمات الرادعة في حق الفساد والمفسدين، فلا يمكن أن تقوم لنا دولة إلا بالعدل وإحقاق الحق ورد المظالم، يجب ان تكون هناك خطوات مدروسة ومزمنة تستهدف تحسين حياة الناس بما هو متاح ووقف الهدر والاختلاس، وصدقوني عندها سيدافع الناس بأنفسهم وأموالهم عن عزة وكرامة بلدهم وشعبهم، وسيقوم الشعب الذي تذوق حلاوة الحرية برد الجميل لحكومته التي تخدمه وترعى مصالحه، خاصة ونموذج الجنوب المنفر يجعل الناس أكثر إصرارا على الثبات والصمود.. والله من وراء القصد.
Next Post
قد يعجبك ايضا