في حوار خاص مع كروان التعليق العربي عصام الشوالي:

اليمن زاخرة بالمواهب وتحتاج فقط للاهتمام والصقل والاستمرارية

 

 

علقت على مباراة اليمن والبرتغال في مونديال الناشئين.. وتعاطفي كان بدافع العروبة
عدم الاستقرار يؤثر على النشاط الرياضي .. وغياب التخطيط الاستراتيجي يعيق النجاح

شعور غريب انتابني وأنا اقف أمام كروان التعليق الرياضي العربي التونسي عصام الشوالي ، لم تسعن الفرحة وأنا أحمل آلة التسجيل لالتقاط صوته المميز بنبراته التي يعرفها ويتابعها عشاق كرة القدم عبر قنوات (بي إن سبورت).
لم يمانع الشوالي في الاجابة على بضعة أسئلة بل كان مرحبا بابتسامة وبصدر واسع وقال بترحاب (اهلا بإعلامي اليمن أهل الحضارة والتاريخ) .. وبعد التعريف بنفسي كأحد اعلاميي الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي المشارك في تغطية أحداث بطولة كأس الخليج العربي 24 بالعاصمة القطرية الدوحة , وعلى طاولة استراحة الاعلاميين بإستاد خليفة الدولي بالدوحة جرى هذا الحوار:
حاوره في الدوحة/
جمعان دويل بن سعيد

كيف تقيم منافسات بطولة خليجي 24؟
-بطولة خليجي 24 شهدت إرتفاعا في المستوى الفني كما شاهدنا المباريات كانت اكثر تنافسا وكانت الاهداف أكثر من البطولة الماضية التي كانت في العشرينيات والآن تجاوزنا الثلاثين من الأهداف , مباريات تلاحظ فيها مهارات كرة القدم التي يعشقها الجمهور الرياضي الاثارة والتنافس وكثرة الأهداف ، أعتقد أن المستوى كان أعلى وهناك اكتشاف للاعبين جدد وهذه الميزة لبطولات الخليج بأنها دائما في كل بطولة تعطينا إضافة في الأسماء للكرة الخليجية سواء لاعبين أو مدربين.
ما رأيك بمستوى المنتخب اليمني في البطولة؟
-الكرة اليمنية طبيعي أنها تغيب في ظل عدم الاستقرار في البلد وهذا مهم جدا , الرياضة هي سلسلة مترابطة مع مجالات أخرى (السياسة والاقتصاد الامكانيات المادية) , واليمن لا تنقصه المواهب , أنا هنا سأعطيك فكرة من خلال متابعتي للكرة اليمنية ولكن هي نتائج حينية وطفرة لا تعقبها استمرارية في النتائج والأهداف , وهنا اعطيك مثلاً , اليمن في الكرة الطائرة في الناشئين وصلوا الى نهائي بطولة عربية في 2007م وكان خصما ونداً وفاز على كرة تقليدية في الكرة الطائرة , مثلا اليمن في كرة القدم عام 2003م أنا تشرفت بالتعليق على مباراة اليمن والبرتغال وانتهت بالتعادل (1/1) في مونديال الناشئين في فنلندا والمنتخب ظهر بالمواهب ولكن 80 % منها راحت مع السلامة , للأسف هناك غياب استمرارية وغياب فكر استراتيجي يخطط للكرة اليمنية , فالكرة اليمنية حتى تتطور تحتاج لتنظيم مسابقات الناشئين والشباب وهذا غير موجود في اليمن , فمثلا تونس هذه الدوريات موجودة من السبعينيات دوري الناشئين اقل من 15 سنة واقل من 17 سنة ( B,A ) ولأعمار 12- 13 سنة هناك دوري ويشاركون في مسابقات دولية ويعملون دورات الآن في آخر السنوات شبيهة بدورة اسباير تنظمها فرق مثل الترجي والنجم الساحلي والصفاقسي والافريقي ويشتركون في دورات دولية , لذلك انا قلت من الأول أن عدم الاستقرار في البلد يؤثر على القطاع الرياضي لأنه لا يعتبر الأولوية بالنسبة لليمن , كون الأولوية الآن يعتبر الاستقرار السياسي والاجتماعي والظروف الاجتماعية الصعبة هي الاشكالية , فالرياضة تأتي في آخر عربة من القطار , لذلك اجد مبررات واعذارا للكرة اليمنية بأنها لم تلتحق بأشقائها بدول الخليج , ثم نقطة ثانية تاريخية وهي تسع دورات وصفر فوز لليمن , لأن عمان انتصرت في المرة الأولى في تاريخ مشاركاتها في عام 88م والآن عمان ما شاء الله من اقوى المنتخبات الخليجية وفي الوطن العربي وكسب البطولة مرتين ولعب نصف نهائي ونهائي وبالتالي العبرة في الخواتيم.
حينما تعلق هل تفكر بالجمهور؟
– حقيقة هذا سؤال يطرح عليّ لأول مرة ولكن أقول , أنا لمّا أعلق لم أفكر بالجمهور أعلق لنفسي واستمتع لنفسي لذلك أنا إنسان تعتبرني صاحب نفحات والمباراة ومستواها اعلق لنفسي أتابع مباراة احاول ان ابدع فيها واعطي ما عندي كما قلت في الأول أحس نفسي هذا عالمي الخاص الذي انتمي له ولما تغلق خلفك كابينة التعليق اشعر بنفسي في عالم احبه كثيرشاً تتبعته منذ صغري وبالتالي اعيش هذا التعليق على أساس اني مفتخر أن أكون في مثل هذه الأحداث , أنا افتخر أن أعلق في دورة الخليج العربي وأتواجد في فاينل كأس عالم أو اعلق مباراة الكلاسيكو (الريال وبرشلونة) سواء من الملعب أو من الكابينة هذا حلم بالنسبة لي كمشجع أن أرى هذه الملاعب وهذه البطولات اتفرج فيها , ومن خلال ذلك صرت أنا جزءا من تلك البطولات.
هل لديك ميول معين تجاه بعض الأندية؟
-لا , أنا معلق رياضي محترف ولذلك الحمد لله بغض النظر عن الانتماءات باستثناء المباريات التونسية أو المباريات العربية ضد اجانب وخاصة الكرة التونسية التي ممكن واعتقد انني أفتقد فيها الحيادية وكل المباريات التي علقتها ارجع للعالم السحري للكرة المستديرة فيهمني إبداع الفريق بالمستطيل الاخضر , وبالتالي أرى الكلاسيكو من أهم المباريات في العالم ومن اهم الأجواء ومباراة انتظرها كما ينتظرها الجميع.
كلمتك لمتابعيك في الشارع الرياضي اليمني؟
-اشكر الجمهور اليمني بشكل عام وأقول لهم شكرا على متابعتكم ومحبتكم لعصام الشوالي , وهي أماني في متابعة حضارة عظيمة مثل اليمن السعيد حضارة ذكرت حتى في القرآن الكريم , وإن شاء الله ترجع لليمن السعادة , انا كنت قاب قوسين أو أدنى من زيارته في 2003م لما استدعاني وزير الشباب والرياضة الاسبق عبدالرحمن الاكوع للتكريم بعد مباراة كأس العالم للناشئين واعتبروها وقتها كمسؤولين قدمت المنتخب اليمني ودافعت عنه , وأنا اقولها بعد 16 سنة كان تفاعلا طبيعيا وكان واجبا مني أن أكون مع شقيقي اليماني.

قد يعجبك ايضا