تعريف الزكاة الحلقة الأولى

 

أنواع الزكاة ثلاثة على النحو الآتي:
النوع الأول: زكاة النفس، قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}.
وتزكية النفس: تطهيرها من الشرك، والكفر، والنفاق، والذنوب والمعاصي، والأخلاق الذميمة.
النوع الثاني: زكاة البدن، وهي زكاة الفطر من شهر رمضان المبارك وتسمى صدقة الفطر وقد فرضها رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم طهرة للصائمين من اللغو والرفث وطعمة للمساكين .
وتجب في مال كل مسلم ملك نصابها سواء كان صغيرا أم كبيرا ذكرا أم أنثى ، وتخرج قبل خروج الناس إلى صلاة العيد ، ويجوز تقديمها قبل ذلك .
وهي صاعٌ من أي قوت مثلي يقتاته المدفوع إليه في البلد .
النوع الثالث: زكاة الأموال وهي ركن من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة، وهي طهرة للأموال، والأنفس، وبركة في الأموال والأنفس
الزكاة هي الركن الثالث من الأركان التي بني الإسلام عليها الإسلام ،وهى رديف الصلاة التي هي عماد الدين ، وفرضيتها معلومة من الدين بالضرورة. ودليل فرضيتها: الكتاب، والسنة.
الكتاب الكريم:ـ
قال تعالى : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110)البقرة
وقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(277)البقرة
وقال تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55)المائدة
وقد جعلها الله هي والصلاة فقط سبب للأخوة في الدين :
قال تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(11)التوبة
وهي من أوجب الواجبات بعد الصلاة :
قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(56)النور
وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ(5)البينة
وبين أن تركها من سبل الكافرين :
قال تعالى: الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(7)فصلت
وحذر ربنا الذين يكنزون ولا يزكون:
قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34)التوبة
وتوعدهم بالعذاب الشديد :
قال تعالى: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ(35)التوبة
وكذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بين مكان الزكاة في الإسلام :
بني الإسلام …
وفى حديث معاذ: ( فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم).
وكان الصحابة يبايعونه عليها
وكان يشترط بعد التوحيد إقامة الصلاة لأنها رأس العبادات البدنية، ثم أداء الزكاة لأنها رأس العبادات المالية،
تعريف الزكاة:ـ
لغة : النماء والتطهير قال تعالى: {قد أفلح من زكاها} أي طهرها من الأدناس, وزكا الزرع نما.
وشرعا : إعطاء جزء من النصاب(المقدار الذي تجب فيه الزكاة) الحَوْلي( مرور حول ـ أي عام هجري) إلى فقير ونحوه.
حصة من المال ونحوه يوجب الشرع بذلها للفقراء ونحوهم بشروط خاصة .
نصيب مقدر شرعاً في مال معين يصرف لطائفة مخصوصة.
التعبد لله تعالى بإخراج جزء واجب شرعاً، في مال معين
حقيقة الزكاة: هي صلة شرعها الله في أموال عباده الأغنياء مواساة لإخوانهم الفقراء ،قضاء لحق الإخوة وعملا بما يوجب الألفة لما أمر الله تعالى من المعاونة والمعاضدة مع ما فيها من ابتلاء ذوى الأموال التي هي شقائق النفوس كما ابتلاهم الله تعالى في الأبدان بتلك العبادة البدنية
” ما نقص مال من صدقة “
” أن الله يربي الصدقة”.
الزكاة طهرة للنفس من رذيلة البخل، وتطهير من الذنوب.
فُرضت الزكاة بعد الهجرة، قيل: في السنة الثانية، وقيل: في الأُوْلى.
ولها أسماء عدة منها:
الزكاة (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)
الحق (وآتوا حقه يوم حصاده)
النفقة (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّه)
الصدقة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم)
والزكاة لا تجب ألا في مال بلغ النصاب وحال عليه الحول:ـ
وَشُرُوطُ وُجُوبِهَا
أن يكون المزكي مسلما ، عاقلا كان أم غير عاقل ؛ حيث يجب على ولي الصبي والمجنون إخراج الزكاة من من مالهما .
مرور الْحَوْل(والمراد الحول القمري لا الشمسي، والسنة القمرية ثلاثمائة وأربع وخمسون يوماً) وإنما يشترط حولان الحول في غير زكاة الزرع والثمار؛ أما زكاتهما فلا يشترط فيها ذلك.
ملك النِّصَاب(والنصاب معناه في الشرع – ما نصبه الشارع علامة على وجوب الزكاة )، فِي مِلْكٍ كَامِلٍ مُتَّحَدٍ. فيشترط لوجوب الزكاة الملك التام، سواء كان من النقدين أو غيرهما – ويختلف مقدار النصاب باختلاف المال المزكى، والعبرة بتمامه طرفي الحول ولا يضر نقصانه وسط الحول إلا أن ينقطع .
أن يكون النصاب متمكنا منه في جميع الحول أو مرجوا غير مأيوس كدين وغيره .
مَصَارِفُ الزَّكَاة:
مَصَارِفُ الزَّكَاةِ الأَصْنَافُ الثَّمَانِيَةُ التَّي ذَكَرَهَا اللّهُ تَعَالَى في قوله: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ60)التوبة
الفقير :من يملك المسكن المناسب والأثاث المناسب والملبس المناسب ولكنه لا يملك النفقة المناسبة لتغطية الاحتياجات الضرورية له ولمن يعول .
المسكين : من ليس له مسكن ولا أثاث ولا ملبس ولا نفقة مناسبة لتغطية الاحتياجات الضرورية له ولمن يعول فيراعى في توفيرها الإمكـــانيات والأولويـــات التي تســـد احتياجاتهم الضرورية .
ويندرج ضمن مصرفي الفقراء والمساكين الفئات التالية :-
العاجز عن العمل الذي لا يملك دخلا يكفيه هو ومن يعول حسب متوسط المعيشة لمن هم في مستواه من المجتمع وذلك مثل :
( المعوقين والمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة التي تمنعهم عن ممارسة العمل )
المشغولين عن العمل لتوفير الدخل بأعمال فيها خدمة ومصلحة عامة للإسلام والمسلمين كطلاب العلم وغيرهم ممن يعملون لخدمة الأمة والدين .
الأفراد الأصحاء الذين يبحثون عن عمل ولا يجدون فرصة عمل تليق بهم فيعطون حتى تتوفر لهم فرصة عمل .
ذوي الدخل المحدود الذين لا يفي دخلهم بتوفير النفقات المعتادة لأمثالهم فيوفون ما يكمل النفقة المعتادة سواء كان دخلهم هذا من عمل رسمي أو غير رسمي أو من خلال مصدر دخل كعقار أو زرع أو نحوه لا يوفر النفقة المحتاج اليها وان كان سبب الدخل يساوي مبالغ كبيرة لا مصدر دخل لهم الا منه .
الأرامل والمطلقات اللاتي لا معيل لهن ولا مال يكفيهن .
الأيتام الذين لا دخل ولا مال يكفيهم ولا عائل لهم .
المصابون بأمراض يكلفهم علاجها ما لا يفي به دخلهم فيعطون ما يكفي نفقات معالجتهم .
من يمتلكون أموالاً أو عروضاً ولكنهم لا يتمكنون من الانتفاع بها في الحال فيعطون ما يكفيهم حتى يتمكنوا من الانتفاع بها.
تمويل مشاريع أو توفير أدوات عمل لتشغيل أيادي هؤلاء الفقراء والمساكين القادرون على العمل ليصيروا من ذوي الدخل ولا يحتاجون إلى الزكاة .
المهجرون والنازحون قسراً عن مناطقهم .
المهمشون الذين لا يجدون مأوى ولا نفقة .
العاملين عليها :كل من له عمل يتعلق بالزكاة إدارة وحصراً وتنمية وتحصيلاً وحفظاً وتوزيعاً .
و يندرج ضمن هذا المصرف الفئات التالية :-
الموظفون الرسميون في ديوان عام الهيئة العامة للزكاة ومكاتبها بالمحافظات وفروعها بالمديريات .
العاملون بشكل مستمر أو مؤقت من خارج الهيئة ومن يستعان بهم من الجهات الرسمية أو غير الرسمية الذين يقومون بأعمال تسهم في إنجاح العمل الزكوي كالاستشاريين وغيرهم .
ويشترط في العامل على الزكاة :
أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً أميناً.
أن يكون كافياً لعمله ، أهلاً للقيام به قادراً على أعبائه .
أن يكون من ذوي الكفاءة والخبرة .
المؤلفة قلوبهم :كل من في إعطائهم تحقيق مصلحة عامة للإسلام والمسلمين أو دفع ضرر عنه وعنهم وفقاً لقانون الزكاة.ويندرج ضمن هذا المصرف الفئات التالية :-
الأشخاص والجهات التي يحتاج إليهم الإسلام في دعمه بما يخدم المصالح العامة.
الأشخاص والجهات الذين يخشى ضررهم على الإسلام والمسلمين إن لم يعطوا شيئا من الأموال .
الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم مادي لتثبيت أقدامهم في الإسلام أو في الإيمان وفي تثبيتهم مصلحة للإسلام والمسلمين .
الرقاب :كل من يحتاجون من المسلمين إلى معونة مادية لفـــك رقابهم من الرق أو الأسر أو القتل .
ويندرج ضمن هذا المصرف الفئات التالية :-
العبد المملوك لإعانته في المكاتبة ليحصل على الحرية .
الأسير المسلم الذي يحتاج إلى فدية مالية لفكه من الأسر .
المسلم التائب من القتل المستوجب للقصاص الذي قبل أولياء الدم إسقاط القصاص عنه مقابل دفع فدية ولا يستطيع أداءها .

قد يعجبك ايضا