الرياضة المدرسية في خبر كان

 

حسن الوريث

في زمن الرياضة الذي كان فيه شيء من الجمال حينما ونحن طلاب في المدرسة كنا نستعد لموسم الرياضة المدرسية وبطولاتها من وقت مبكر حتى من قبل العام الدراسي وكانت الأندية الرياضية تستعد هي أيضاً للبطولات المدرسية من خلال إرسال كشافيها لاستقطاب المواهب من المدارس في مختلف الألعاب وضمهم إليها، حيث كان التنافس على أشده بين الأندية على نجوم الرياضة المدرسية وبالفعل فقد كانت المدارس هي المنجم الأول للرياضة .
وفي هذه الأيام ربما دخلت الرياضة المدرسية ثلاجة الموتى بعد أن ظلت في غرفة الإنعاش والعناية لفترة حيث تركها الجميع تواجه مصيرها المحتوم دون أن يعمل أحد على انقاذها لا من مسؤولي التربية والتعليم ولا من مسؤولي الشباب والرياضة والاتحادات والأندية وقد يقول القائل لماذا نقحم الوزارة والاتحادات والاندية في المسؤولية عن وفاة الرياضة المدرسية لكن الرد بسيط على ذلك حيث أن هذه الأطر والهيئات الرياضية تتحمل مسؤولية مشتركة مع التربية والتعليم بحكم أنها هي المستفيد من انتعاش الرياضة المدرسية وهي التي تخسر جراء انهيارها وكل نجوم الرياضة في الأندية والاتحادات الرياضية كانوا يخرجون من المدارس فيما الآن تحول الأمر وصارت المدارس تستعين بنجوم الأندية في أي نشاط هنا أو هناك.
سمعنا عن بعض الأنشطة التي تقيمها قليل من المدارس الخاصة بالتعاون مع الاتحادات الرياضية ليس من أجل الأنشطة ولكن من أجل الاستفادة من الرعاية والدعم، حيث يتم الاتفاق على تسجيل لاعبي الأندية باسم المدارس وتوزيعها إلى فرق وتقام هذه الأنشطة على أساس أنها في المدارس لكن طلاب المدارس مجرد جمهور متفرج ليس إلا ومسؤولي الأنشطة المدرسية سواء في الوزارة أو مكاتبها في المحافظات .. لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم .. وكأن الأمر لا يعنيهم في تهرب واضح عن المسؤولية التي يفترض أن يقوموا بها إنطلاقاً من واجبهم ومسؤولية المناصب التي يتقلدونها وكأنهم لم يعرفوا أن جدول النشاط الرياضي في المدارس كان يتم إعداده قبل بدء العام الدراسي وتوزيعه على المدارس ومكاتب التربية في المحافظات حتى تستعد له وكانت البطولات الداخلية في المدارس تقام بتخطيط متميز وكانت المدارس في مخططاتها تعمل ألف حساب للملاعب والمرافق الرياضية في مقدمة الأولويات رغم أن الوضع لم يكن مثالياً لكنه كان جيداً إلى حد ما .
الرياضة المدرسية هي الأساس للرياضة في الأندية وهي المنبع الأول للنجوم وكانت المدراس ترفد الأندية في مختلف الألعاب الرياضية لكنها الآن ماتت ولم تجد من ينقذها والكل يتنصل عن تحمل مسؤولية الوضع الذي وصلت إليه الرياضة المدرسية والسؤال الأهم هنا: هل سيعي الجميع أهمية الرياضة المدرسية ويعملون على إعادتها وإعادة الأمل لطلاب المدارس في ممارسة الرياضة مثلهم مثل غيرهم من الطلاب في مختلف البلدان وبالتالي يعملون على اعادة النظر في المبنى المدرسي من حيث ضرورة توفر البنية التحتية من ملاعب وصالات رياضية وكذا إعادة حصص التربية البدنية للمدارس وإعداد مدرسيها الإعداد الأمثل لتقديم حصص الرياضة بأساليب حديثة وإقامة البطولات المدرسية والتنسيق مع الجهات المعنية بالرياضة لتطوير الرياضة المدرسية بما ينعكس ايجاباً على الرياضة بشكل عام؟ فهل من يسمع.
سامي الحيمي يا أهل الرياضة
سامي الحيمي نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني لكرة القدم يعاني من مرض ويحتاج إلى السفر للعلاج والكل يتفرج عليه فلا وزارة ولا اتحاد ولا نادي ولا حتى تلك الروابط والجمعيات التي تتنافس فيما بينها على من يمتلك الشرعية في تمثيل اللاعبين الرياضيين كل أولئك يتفرجون على سامي وعلى غيره من نجوم الرياضة اليمنية الذين أفنوا أعمارهم ولم يجدوا من يمد يده إليهم من أهل الرياضة .

قد يعجبك ايضا