
يتحمل أعباء الشباب والرياضيين .. في الوقت الذي تخلت فيه الدولة عنهم
استقبل الشباب والرياضيون القرار الجديد الخاص بصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة .. باستغراب كون القرار يقضي بتخصيص 70% من إيرادات الصندوق لصالح المشاريع الرياضية و30% فقط لصالح دعم النشاط الرياضي الداخلي والخارجي.
القرار يثير الضحك والبكاء في آن واحد.. ويبشر بأن القادم للرياضة اليمنية سيكون من السيئ إلى الأسوأ .. وستشهد الرياضة اليمنية المزيد من المآسي والألم والتدهور والتعثر والتراجع إلى أسوأ مما هي عليه.
إذا كان ما يحصل عليه الصندوق من إيرادات ويخصم منها الـ30% للمجالس المحلية .. أي ما بقي من الإيرادات الـ70% لا تكفي لتأمين الأنشطة الداخلية والخارجية للاتحادات والأندية فكيف سيكون الحال بتخصيص 30% للنشاط الداخلي والخارجي .. اعتقد أن الرياضة اليمنية ستصاب بصورة عامة بالشلل الكامل وليس النصفي وستشهد حالاٍ أسوأ مما هي عليه الآن وستتضاعف المعاناة للرياضة والرياضيين في مختلف الألعاب الرياضية.. ولا بد على وزارة الشباب والرياضة أن تجد الحلول لمواجهة هذا الوضع بتقليص عدد الأندية الرياضية والاتحادات والاكتفاء بالأندية الفعالة والأكثر جماهيرية.. وتقليص عدد الاتحادات الرياضية.. واختيار الألعاب الأكثر شعبية وممارسة وتركيز الدعم عليها حتى يكون الدعم كافياٍ.
لماذا صندوق الشباب¿ في ظل غياب الدولة!!
لا ندري لماذا صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة الوحيد من بين الصناديق التي يصعب إحصاؤها تركز عليها الدولة ووزارة المالية رغم أنه يتحمل عبئاٍ كبيراٍ جداٍ على عاتقة في الوقت الذي تبرأت الدولة من مسؤوليتها عن دعم الشباب والرياضيين ورعايتهم الرعاية الكاملة.. أسوة ببقية دول العالم.
وزارة الشباب والرياضة لا يوجد لديها دعم حكومي من وزارة المالية أسوة ببقية مؤسسات الدولة الأخرى.. وأخلت مسؤوليتها من دعم ورعاية الباب والرياضيين وتحمل صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة المسؤولية الكاملة تجاه الشباب والرياضيين.. ومع هذا ظل الصندوق لرعاية النشء والشباب والرياضة الوحيد من بين الصناديق الذي يضاف على عاتقه المزيد من المسؤوليات فخصص30% من إيراداته لصالح المجالس المحلية.. وظلت تصرف مبالغ خيالية على أساس أنها تخصص لصالح مشاريع الشباب بالمحافظات وهي تصرف بعيداٍ عن الشباب والرياضيين في أمور بعيدة عنهم وطيلة الفترة التي تصرف بها هذه النسبة حتى الآن لم يستفد منها الشباب بالمحافظات.. تصرف باسمهم بينما تذهب بعيداٍ عنهم.
وإضافة إلى ذلك أصبح الصندوق يصرف مخصصات مالية سنوية لصالح الصم والبكم.. والنشاط الرياضي بوزارة التربية والتعليم .. والاتحادات الرياضية للقوات المسلحة والداخلية .. ومخصصات مالية شنوية لاتحاد شباب اليمن .. والكشافة والمرشدات وهيئات شبابية أخرى.. وأصبح اليوم هذا الصندوق لا يستطيع الإيفاء بالتزاماته تجاه الشباب والرياضيين الذين وجد أساساٍ لهم.
فشل الصندوق بتأمين الشباب والرياضة!
صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة وجد في عهد طيب الذكر الأستاذ عبدالوهاب راوح الذي عمل بجهود جبارة لإيجاد هذا الصندوق من أجل الشباب والرياضيين .. والرياضات التي تمارس بالبلد .. لحل قضايا وسد احتياجات الرياضيين ولكن تحويل هذا الصندوق إلى مسار غير مساره الذي وجد لأجله قلل من مسؤولياته والتزاماته وظلت إيراداته تذهب في اتجاهات عدة أنديتهم بينما الشباب والرياضيين يعيشون أسوأ الظروف .. يذوقون الأمرين .. رياضيون أعطوا حياتهم كلها لخدمة الوطن .. تأقلوا وعانقوا النجومية سواء مع أنديته أو مع المنتخبات الوطنية وشرفوا الوطن ورفعوا رايته عاليا .. وأصبحوا بعد الكبر مرميين على الأرصفة لا وظائف يقتاتوا منها العيش مع أولادهم ولا مصدر دخل يقيمهم من العوز ومد الأيادي .. وأصبحوا يشحتون على الأبواب وفي الشوارع بعد حياة حافلة بالنجومية والعطاء .. والشواهد كثيرة .. ونجوم عانقت شهرتهم السماء وتعرضوا إلى الإصابات وهم في قمة ألقهم وغادروا بهدوء الميادين الرياضية لأنهم لن يجدوا من يرعاهم ويوفر لهم العلاج المناسب والعودة إلى النجومية والعطاء .. ونجوم كثر تركوا الرياضة في قمة عطائهم ونجوميتهم وذهبوا إلى البحث عن مصدر دخل يأمن لهم ولأسرهم حياة كريمة بعد أن وجدوا الرياضة لا تؤكل عيشاٍ فمنهم من ذهب للعمل على دراجة نارية ومنهم من فتح له بسطة ليبتاع أي شيء .. ومنهم من يبيع بيضاٍ وبطاطاٍ .. بعد أن صعدوا منصات التتويج على الصعيدين العربي والقاري وحصدوا الميداليات الملونة.
لم يستطع الصندوق رد الجميل والعرفان لنجوم المنتخبات الوطنية من إقامة لهم مهرجانات اعتزال محترمة ومشرفة تتناسب مع كل ما قدموه من عطاء طوال حياتهم ليغادروا الملاعب بصمت بعكس دول العالم الأخرى .. لم يستطع الصندوق الايفاء بتكريم الأبطال التكريم اللائق نظير ما حققوه من إنجازات داخلية وخارجية .. وتكون التكريمات للأبطال تخجل أن تذكر كل الالتزامات والمسؤوليات التي أصبحت على الصندوق إضافة إلى ماذكرناه يقوم بدعم رياضة المرأة واللجنة الأولمبية اليمنية والأندية الرياضية التي تتجاوز الـ 450 نادياٍ والاتحادات التي تصل إلى أكثر من 40 اتحاداٍ وغيرها .. بالإضافة إلى موازنات تشغيلية للملاعب والصالات وبيوت الشباب بالمحافظات.. الخ.
حتى أصبح اليوم صندوق ورعاية النشء والشباب والرياضة غير قادر على الإيفاء بالتزاماته في تأمين مخصصات الأندية والاتحادات الرياضية لإقامة فعالياتها وأنشطتها الرياضية المختلفة في موعدها المحدد .. واسألوا إدارة النشاط الرياضي أو قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة كم كان معدل إقامة أنشطة الاتحادات خلال السنوات الماضية¿ وكم أصبحت عدد الفعاليات التي أقيمت خلال الموسم قبل الماضي والموسم الماضي والموسم الحالي.¿ تراجع مخيف في عدد الأنشطة التي أقامتها الاتحادات الرياضية.. والسبب عدم وجود المال الكافي وحصولهم عليه في الموعد المحدد.
لا أدري لماذا وزارة المالية تسعى إلى الاستحواذ على صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة وقد قامت في الفترة الأخيرة بتحويله من تابع لوزارة الشباب والرياضة إلى تابع لوزارة المالية بتعيين معظم المدراء في إداراته من وزارة المالية وأصبحت وزارة الشباب والرياضة غير قادرة على إدارة هؤلاء المسؤولين كونهم لا يتبعون الوزارة.
إلى متى يظل هذا الصندوق الوحيد بين الصناديق الأخرى ينظر إليه على أنه (البقرة) الحلوب التي يطمع بها الجميع ¿! ومتى يعود خيره على الشباب والرياضيين الذين تصرف أموال خيالية باسمعهم وهم في الأساس لم يتحصلوا على شيء.. ويعيشون حياة بائسة ومؤلمة.. ووضعاٍ رياضياٍ في تراجع مستمر وقادم يبشر بوضع أسوأ من ما هو عليه الآن!!
