جزء من العقل والنص مفقود!
رند الأديمي
في الحقيقة أنا لا أرى أن هنالك شيئاً أخطر على المواطن اليمني من خطورة الوعي الجمعي، وخطورة تنميطه حسب ما يريد الاعداء من غرف العمليات العسكرية لدول تحالف العدوان..
دعونا نسرد أمثلة واقعية عن الوعي العام ومدى محدوديته وتناقضاته:
تسرق مارب ونفطها وبترولها وغازها لصالح جماعات تكفيرية، ويتم التعامل مع مارب كأنها إقطاعية ورثها حميد وعرادة مع التحكم بأسعار النفط في عموم الجمهورية..
ويتزامن ارتفاع البترول جنوبا وشمالا وسرقه موارد مارب، وكل هذا لا يعني مؤججي الفتن فالأهم هو القضاء على أمن العاصمة، وبدلا من خروج مظاهرات في مارب وعدن ضد القمع والترويع في السجون وغلاء المعيشة وضد احتكار مارب نجد التركيز على صنعاء الآمنة لتصبح العاصمة العربية الرابعة لمخطط نتنياهو …كيف؟!
إن كانت هنالك مطالب حقيقية وجادة فمارب وسلطتها التكفيرية هي من تستحق أن تتم مناهضتها!
إن كان هنالك طموح لحياة أفضل، فماذا عن عدن، وسعر البيضة يتجاوز المائة والخمسين ريالاً؟!
إن كانت هنالك هبة حقيقية من جائعين ومستأجرين، فالكل يعرف قيمة الإيجارات في عدن وتعز التي تتجاوز المائة ألف لغرفتين!
لماذا جعل هذا الوعي مارب منسية كأنها محافظة تابعة للصين، وكأنها ليست من اليمن؟
فمن سرق ثروات مارب؟
من عذَّب النائمين والساهرين في زنزانات سجونهم السرية؟
من اولج الجنوبيين في سجون بير أحمد؟
من سرق مارب وعدن؟
من حوَّل عاصمة الثقافة إلى ترسانة جهادية تكفيرية وشرد أهاليها؟
من سرق سقطرى؟
من حوَّل أبين وزنجبار ثكنة عسكرية لتنظيم داعش؟
من سرق اليمن؟!
ولهذا قلت في عنواني جزء من العقل والنص مفقود!