كيف تريدون للإبداع أن يستمر في ظل التكريم “المهين”¿!

استغرب من العقليات التي تدار بها رياضتنا اليمنية التي لا تراعي الإبداع والموهبة.. وتستند إلى التحفيز والتشجيع نحو النجاح والتألق والنجومية.
استغرب ماهو الهدف التي تصبو إليه تلك العقليات التي تسعى جاهدة إلى قتل الطموح في المهد قبل الولادة.. وبتصرفات لا تؤكد أن هناك تخطيطا◌ٍ وحرصا◌ٍ على الارتقاء بالحركة الرياضية إلى النجاح والتطور.
صحيح أن هناك عقليات تدير الرياضة ليست لها علاقة بالرياضة ولا تفرق بين ضربة الجزاء وضربة الشمس .. ولكن هناك من جرت الرياضة بدمهم منذ الطفولة ويستطيعون تغيير الوضع السيئ ولو حتى بإبداء الرأي تجاه التصرفات العشوائية وغير المقبولة التي تهدم وتدمر ما بقي من أشياء جميلة في رياضتنا العليلة المنهكة شاحبة الوجه والبدن.

لا أدري إلى أين يريد هؤلاء العابثون أن يقودوا رياضتنا¿ وماذا يريدون أكثر من الحال الذي أوصلوها إليه من مهزلة ومرمطة وسقوط وانهيار وجعلوها في الوحل ومسخرة للآخرين هل يكفيهم هذا¿!
إلى أين يريدون الوصول بها أكثر من هذا¿!
أسلوب جديد أصبح اليوم تتبعه بعض القيادات الرياضية سواء في الأندية أو الاتحادات أو حتى الوزارة.. وهو أسلوب تدمير المواهب المبدعة التي تأالق هنا وهناك في هذه اللعبة أو تلك .. وهو أسلوب خطير لن يرحم المواهب المتطلعة إلى التألق والنجومية والإبداع.
هذا الاسلوب يتمثل بالتكريمات للمبدعين أبطال الإنجازات الذي يطمحون إلى تكريمات تليق بما حققوه من نجاحات سواء على الصعيدين الداخلي أو الخارجي.. ليفاجأوا بتكريم بعد طول انتطار أشبه باللطمة الموجعة كونه لا يرتقي إلى مستوى ماقدموه من نجاح أو إنجاز.
ما حدث لأبطال الدوري العام لكرة القدم للموسم الماضي من تكريم بخس قتل الفرصة بداخل الابطال وجعل حجم البطولة صغيرا◌ٍ غير مهم.. ولا يحفز أي فريق للسعي وبذل العناء لتحقيقها لأنها لا تساوي شيئا◌ٍ.
وجعلوا قيمة البطولة الدوري العام.. لا يساوي سواء ملاليم وهي القيمة التي رصدتها الوزارة للتكريم مليوني ريال للبطولة لاتكاد تساوي قيمة الماء الذي صرف على الفريق خلال المباريات .. فما بالك بصاحبي المركزين الثاني والثالث وماحصلا عليه من مبالغ مالية أخجل عن ذكرها.
أسأل القائمين على الرياضة وتحديدا◌ٍ كرة القدم هل سيسعى ناد◌ُ◌ُ إلى بذل الملايين وتحمل نفقات المدربين والمحترفين وغيرها من أجل الفوز ببطولة لا تساوي شيئا◌ٍ¿!.
وأسأل كيف تريدون تنافسا◌ٍ شريفا◌ٍ◌ٍ وقويا◌ٍ ومثيرا◌ٍ للحصول على ألقاب هداف الدوري وأفضل حارس ومدافع ولاعب وسط.. وإلخ.
في ظل عقليات وضعت ضوابط متخلفة لجوائز تعطى بالمزاجية لأفضل حارس مايئتى ألف ريال وأفضل لاعب مائة ألف ريال.. وتكريم أفضل فرعين لكرة القدم بينما هداف الدوري لم يحصل على التكريم.
إنها والله مأساة ومسخرة وضحك على الذقون.. والمفترض إذا كانت هناك عقليات تسعى إلى تطور الحركة الرياضية¡ وتحديدا◌ٍ كرة القدم.. كانت ترصد جوائز مالية عالية ومغرية خصوصا◌ٍ لهداف الدوري الذي بسببه حدثت وما زالت مشكلة لكرتنا منذ سنوات ومنتخباتنا الوطنية لا تمتلك هدافا◌ٍ متمكنا◌ٍ وأنديتنا أيضا منذ سنوات والمحترفين الأجانب مسيطرين على لقب الهداف.
إن ما يحدث على ما يبدو أنه تعميم سائد بين مختلف الأطر الرياضية وما حدث في تكريم أبطال الدوري العام لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم.. تكرر في نادي شباب الجيل الصاعد إلى مصاف أندية الدرجة الأولى بعد أن ظل سنوات طويلة في الدرجة الثانية .. وما حدث في تكريم لاعبي شباب الجيل وصيف بطل الدرجة الثانية الذي تأخر تكريمهم مرات عدة وحدث مؤخرا◌ٍ التكريم الذي تفاجأ به اللاعبون وكان أشبه بالصدمة الموجعة للاعبين الذين تخيلوا أن يكون هناك تكريم مميز ويحصل اللاعبون على مبالغ مرضية تتناسب مع ظروفهم المادية الصعبة ليفاجأوا بتكريم بخس مذل قتل فيهم الطموح وسحق معنوياتهم وقتل فرحتهم بالعودة إلى الأضواء.
أغلى معدل للتكريم خمسون ألف ريال وأدناه خمسة عشر ألف ريال مقابل ماذا هذه المبالغ.. إنها مبالغ تافهة وهشة يكرمون بها ومن ناد◌ُ مثل نادي شباب الجيل يتحدث عن إعداد الفريق بالملايين فكيف الحال بنادي آخر فقير.
هل يفكر القائمون على هذا النادي أنه بقي شيء لم يدمر في قلوب ونفسيات ومعنويات هؤلاء اللاعبين بمثل هذا التكريم البخس سيقدموه في منافسات الدوري العام الموسم القادم¿
هل فكروا أنهم قد قتلوا كل طموحاتهم وتطلعاتهم .. وقتلوا مواهبهم .. وكيف نريد الإبداع والتألق ونحن ندمر بداخل أبنائنا هذه الصفات بمثل هكذه تصرفات غير مسؤولة تدمر كل شيء أمامها¿!

قد يعجبك ايضا