**(العيد عيد العافية ) هذا ما يقال قبل قدوم كل عيد وفي أول أيامه يكثر الزائرون لأقسام الطوارئ بالمستشفيات خاصة من قبل الأطفال الذين لم يجدوا رقابة كافية من الوالدين فالجعالة العيدية وكثرة أكل اللحوم هي أهم الأسباب الرئيسية للأمراض التي باتت مرتبطة بأيام العيد كأمراض الجهاز الهضمي التي تتسبب بالإسهال والانتفاخات وغيرها من الأمراض ..لذا ينصح الأطباء بضرورة اجتناب هذه الممارسات الغذائية الخاطئة .. التي تحدث كل عام دون أن تأخذ بعض الأسر الحيطة كل عيد لتقع فريسة سهلة لمثل هذه الأمراض بشكل دائم.
العلاج خير من الوقاية هذا ما تجسده اميمة ربة أسرة فهي مع قدوم العيد وحين ذهابها للسوق لشراء الملابس الجديدة ولوازم العيد الأخرى تتوجه إلى الصيدلية التي تكون مقفلة في أول أيام العيد لشراء بعض الأدوية التي تقي أسرتها من الأمراض التي تصاحب سلوكيات العيد الغذائية حسب قولها .اميمة تعرف تماما أن تغير الوجبات الغذائية والحلويات في الأعياد هو السبب وراء آلام المعدة والانتفاخات التي تحدث لأسرتها لذا فهي تقوم بشراء هذه الأدوية قبل العيد تحسباٍ لإصابة أحد أفراد أسرتها بها بدلا من أن تقوم بأخذ الحيطة وتعمل على توجيه أطفالها وحثهم على التخفيف من تناول جعالة العيد بكثرة عند قيامهم بزيارة أقاربهم.
الحذر والحيطة
في عيد الفطر قال الطبيب المناوب في قسم الطوارئ لـ عبدالسلام وهو أب لخمسة أطفال أن في الأعياد أكثر من يأتي إلى القسم هم الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم الغذائي وذلك لعدم الاهتمام بما يتناولونه في الأعياد.
ويضيف عبدالسلام بالقول: في العيد نعجز عن إيجاد طبيب مختص أو صيدلية مفتوحة وهذا ما نواجهه فالأطعمة والمأكولات التي كان يتناولها ابنه الصغير في كل بيت يذهب إليه يوم العيد لا يهتم لتناول تلك المأكولات التي يكثر منها وما إن عدنا إلى البيت حتى تقيأ بكثرة واستمر ذلك لثلاث ساعات حتى اصفر وجهه لنقوم أنا ووالدته بأخذه إلى أقرب مشفى ليقوم الطبيب بإعطائه الدواء المناسب وبعض النصائح في حالة إصابة أطفالنا بالتسمم الغذائي.
وتابع عبدالسلام: لقد قمت بشراء الأدوية التي نصحه الطبيب باستخدامها في عيد الفطر مرة أخرى هذا العيد.
عبد السلام كغيره من أرباب الأسر يفكر بإيجابية لكن ليس بصورة كاملة فاهتم بشراء الدواء قبل العيد لخوفه على أولاده لكنه لم يذكر أنه سيمنع أطفاله ويراقبهم كي لا يكثروا من تناول جعالة العيد المتنوعة وكذلك اللحوم الكثيرة خاصة في عيد الأضحى .
طارق ومراد صديقان ومع قرب العيد تجدهما يسارعان للصيدلية لشراء الأدوية الخاصة بآلام المعدة والقولون وكذلك الانتفاخات ..طارق شعر بألم في معدته في العيد الماضي بسبب تناوله لجعالة العيد بصورة عفوية فلم يتحمل الألم وأخذ سيارته ليبحث عن صيدلية وبالمصادفة اتصل به صديقه مراد الذي يعاني من انتفاخ شديد في البطن لنفس السبب والتقى الاثنان وتحركا للبحث عن صيدلية وبعد قطع مسافات طويلة تمكنا من إيجاد صيدلية لشراء أدوية مهدئة لهذا قررا في هذا العام أن يتوجها للصيدلية لشراء الدواء قبل حلول العيد ووضعه جانبا تحسباٍ لأي حالة مرضيه طارئة قد تصيبهما .
العناية بالطفل
امة الرزاق يصاب أطفالها بالتهاب الحلق والحمى المفاجئة في كل عيد فمن ضمن الأساسيات التي تشتريها امة الرزاق دواء للحلق والحمى وتضعها في صيدلية المنزل كنوع من تجهيزات العيد لأن جسم الطفل بطبيعته حساس.
يقول الاختصاصي في طب الأطفال الدكتور احمد شمسان المقرمي: إن الطفل عرضة أكثر من غيره للإصابة بالأمراض وبخاصة في ظل أجواء العيد حيث الاختلاطات والتجمعات بين الناس ما يساهم في انتشار الأمراض والفيروسات التي تنتقل عن طريق التنفس وانتشار الرذاذ في الهواء.
ويوضح أن الجهد الكبير على معدة الطفل جراء تناول كميات كبيرة من الحلويات يتسبب بحدوث تلبكات معوية والتهابات في الأمعاء أثناء عملية الامتصاص بما يسمى بفيروس روتا الذي ينتقل للأطفال عن طريق اليدين الملوثتين ويتسبب في الجفاف الذي يتم تعويضه من خلال السوائل والتلبكات المعوية.
وينصح الدكتور شمسان الأمهات العناية بأطفالهن والاهتمام بنظافة أيديهن باعتبارها مصدرا للأمراض والفيروسات بالنسبة للطفل إلى جانب الاهتمام بنوعية الغذاء وكمية الحلويات والأطعمة التي يتناولها الأطفال خلال أيام العيد.
ويذهب إلى أن الطفل الأقل من ثلاث سنوات يحتاج إلى اهتمام وحرص شديدين وعناية فائقة في انتقاء الطعام في حين أن الأطفال من عمر (5-10) لديهم القوة والقدرة الكافية على تحمل الأمراض.
وزاد بالقول: التغير المفاجئ في الحرارة والانتقال من مكان بارد إلى حار وبالعكس يهبط من مناعة الجسم ويفتح الأغشية المخاطية التي تهيئ المجال أمام الفيروس للدخول إلى الجسم.
نصائح طبية
ويشير الأطباء إلى أن 70% من الأمراض التي تصيب الأطفال في العيد هي الالتهابات في الأنف والحلق واللوزتين وفي حال تم إهمال الطفل فإن ذلك يسبب التهاباٍ في القصبات الهوائية في حين أن 30% من الأمراض سببها الإسهال والقيء.
وينصح الأطباء أولياء الأمور بالانتباه إلى كمية الطعام التي يتناولها الطفل وإبعاده عن تناول الأطعمة المكشوفة من الباعة المتجولين وعدم خروج الطفل مباشرة من الأماكن الدافئة إلى الباردة وتغطية رأس الطفل والأنف والفم حتى لا يتعرض للهواء البارد.
التسمم الغذائي
وعن حالة التسمم الغذائي الذي يتعرض له الكبار في أيام الأعياد يفيد الدكتور عبد الرحمن قشنون اخصائي باطنية أن هذه الحالة المرضية ناجمة عن تناول الغذاء الملوث بالكائنات الحية الدقيقة المعدية ( الفيروسية ,البكتيرية أو الطفيلية ) أو السموم التي تفرزها أثناء المراحل المختلفة لتصنيعوإنتاج أو حفظ الأغذية وقال: تْعد معظم حالات التسمم الغذائي متوسطة وتتلاشى أعراضها بشكل تلقائي خلال عدة أيام ودون علاج بينما تتطلب الحالات المزمنة والشديدة لدخول المستشفى .
ومضى يقول:وتشمل أعراض التسمم الغذائي الغثيان والتقيؤ وألم وتشنج البطن وارتفاع درجة الحرارة وقد تظهر الأعراض بعد مرور عدة ساعات من تناول الغذاء الملوث وقد تظهر بعد عدة أيام أو أسابيع وتستمر غالباٍ بين يوم إلى 10 أيام .
الوقاية من المرض
وللوقاية من هذه الأمراض التي تصيب بعض الأشخاص في الأعياد ينصح الدكتور قشنون بإتباع عدد من الإجراءات للحد من الإصابة بالأمراض وهي غسل اليدين وأواني الطعام بشكل جيد والحفاظ على الأطعمة غير المطبوخة بعيدا عن الأطعمة المعدة والتوقف عن الطعام والشراب لعدة ساعات إلى أن تسكن أو تهدأ المعدة مع شرب رشفات صغيرة من الماء ومحاولة تناول رقائق الثلج و معاودة تناول الأطعمة اللينة وسهلة الهضم بشكل تدريجي وتجنب بعض الأطعمة إلى أن تتلاشى أعراض التسمم كمنتجات الألبان , الكافين أو الأطعمة الدهنية وأخذ قسط كاف من الراحة وأخيراٍ تجنب استخدام العقاقير الدوائية المْضادة للإسهال التي تبطئ من سرعة التخلص من العامل المْسبب للتسمم عن طريق البراز .