ما كشفته الوثائق من سيناريو التآمر على استقلال اليمن وحرية قراره!!
إكرام المحاقري
فلنبدأ الحديث حول جريمة اغتيال الرئيس الحمدي عام 1977م وعن مشروعه الوطني والذي كان سبباً رئيساً لاغتياله من قبل يد العمالة لجارة السوء السعودية آنذاك، فالعادة المعهودة للمتربصين بأي دولة هي اغتيال رموزها من أجل أن تبقى عرضة للخضوع والخنوع للمستكبرين، كذلك من أجل إذلال الشعب والتحكم بمقدراته وثرواته وقراره السياسي خاصة تجاه القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر، كذلك قضية التحرر من أغلال العبودية لقوى الاستكبار العالمي..
فاستهداف الرئيس إبراهيم الحمدي ليس استهدافاً لشخصه، لكنه استهداف للوعي الوطني والمشروع النهضوي الذي أراد لليمن أن يكون من بين الدول المصدرة والمصنعة وذات تنمية شاملة، كما أنه مثل بداية للاستهداف الممنهج للهوية اليمنية الأصيلة واخترقها بغرس يد العمالة في أعلى منصب للدولة في اليمن والذي مثل “علي عبد الله صالح” رأس الحربة في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس الحمدي كما وضحته الوثيقة التي تم الكشف عنها..
والملفت في الأمر برمته هو العداء الأزلي لليمن من قبل آل سعود ومحاربتهم لكرامة اليمن على مر السنين!! حيث وهم المحرض والمخطط والمشرف على جريمة اغتيال الرئيس الحمدي، كما أنهم المستفيد الوحيد من تلك الجريمة التي أودت باليمن إلى الحضيض في مستواه الاقتصادي والسياسي ولم تبق له سيادة ولا من يدافع عنها بعد إذ كان ذا مكانة رفيعة بين الدول ولم تكن مملكة بني سعود آنذاك غير مملكة للرمال والنياق ولا يجرؤون على التمادي ولو بكلمة على دولة اليمن في عهد الرئيس الحمدي، وما تلى هذه الجريمة لا يقل جرما عندما قدموا من قام باغتيال المشروع الوطني كرئيس للدولة “علي عبد الله صالح” وخادما مطيعا لهم ولأسيادهم الأمريكان في مخطط قذر التف على مقدرات الشعب ورمى بكرامته وتطلعاته!
فالعجيب عندما يتم خداع الشعب وتلميع المجرمين وتقديمهم رموزا للوطن مثل “الغشمي وصالح›” وغيرهم!! فثلاثة وثلاثون عاما كفيلة بتوضيح حقيقة هذا الاغتيال ومغزى هذه الجريمة!! فالحروب الداخلية والعدوان على اليمن كفيلة بكشف المخطط الشيطاني لآل سعود سابقا وحاضراً !! بالإضافة أيضاً لمعركة الوعي التي عملت على تضليل الوعي اليمني عبر عقائد باطلة كانت تتمتع بدعم لا محدود هدفت لجعل الشعب اليمني شعباً منحطاً في النظرة والقرار، ولمن اختار لنفسه سبيل العمى فليضل في ذاك السبيل مصفقاً ومطبلاً للمجرمين تحت مسميات زعيم وما إلى ذلك!!
اتضحت الحقائق ولا مجال للتشكيك وما على الشعب اليمني اليوم إلا البراءة من العملاء سواء الأحياء منهم أو الأموات، والسير على خط مشروع الرئيس الحمدي والنهضة باليمن إلى القمة مهما بلغت التضحيات، فما مضى لن يكون أصعب مما سيأتي، وليدرك آل سعود بأن رصيد الثأر أصبح أكبر، فثأر لدماء الرئيس الحمدي وثأر لدماء الرئيس الصماد وثأر للدماء التي سفكها منذ 2015م وحتى اللحظة، ولن يكون اليمن إلا حيث أراد الرئيس إبراهيم الحمدي والرئيس صالح الصماد بمشروعهما العظيم (يد تبني ويد تحمي) والعاقبة للمتقين.