إن كل عبادة لها فضلها وأجرها حسب وقتها وعملها ومشقتها وكلما زادت المشقة في العبادة زاد الأجر والخير ومن أهم العبادات زيادة في الأجر والفضل والخير هو الحج هذه المرحلة الربانية التي تجمع الأركان الخمسة كلها وتنتقل بصاحبها من جو الدنيا الساخط إلى ساحة الآخرة الواسعة والحج هو العبادة التي تعود بالإنسان كيوم ولدته أمه خاليا من الذنوب والأوزار كما صرح بذلك رسولنا الكريم في قوله (من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه) وهذه المكانة لا تكون الا لمن أدى مناسك الحج كما شرعها ربنا تبارك وتعالى.. لهذا.
أولاٍ: من يكون كذلك لا يتحرك ولا يتكلم ولا ينظر الا وله بكل شيء حسنات وأجر يسجل في سجلاته عند ربه تبارك وتعالى وهذا ما صرح به معلم البشرية عليه الصلاة والسلام في قوله (إن الحاج إذا خرج من بيته يؤم البيت الحرام لا تضع ناقته خفا ولا ترفعه الا كتب الله له حسنة ويمحى عنه سيئة وعندما يكبر فإن الملائكة تعقب عليه وتقول له لبيك وسعديك والخير كله بين يديك) هذا بالإضافة إلى انه لا يمر بحجر ولا شجر الا وهي ترد على تلبيته وتسلم عليه وهذا لا يكون الا لمن خرج في هذه الرحلة الإلهية الكريمة مخلصا فيها لربه عز وجل.
ثانيا: مما يحصده الحاج ويكتب له عند وصوله الكعبة إنه يسجل اسمه عند الحجر الأسود عندما يقول اللهم إيماناٍ بك وتصديقا لنبيك ووفاءٍ بعهدك وبهذا يشهد الحجر لمن زاره يوم القيامة وفي طواف القدوم يقر العبد بالربوبية ويكتب له عتق سبعين رقبة من ولد اسماعيل.. كما يكتب للحاج بالركعتين بعد الطواف عتق رقبة من ولد اسماعيل ويستمر حصد الثمار ففي عرفة يباهي الله بالحاج ملائكته ويغفر له ذنبه.
ثالثا: من أهم ما يجنبه الخرج انه يرى عيوب نفسه برمي الجمار ويكتب له بكل حصاة تكفير كبيرة من السيئات وإذا ما نحر فإنه ينحر له ذلك عند ربه وفي حلق الشعر يكتب له بكل شعرة حلقها حسنة ويمحى عنه سيئة وبهذا الأجر المتتالي لا يأتي الحاج إلى طواف الوداع الا وليس عليه شيء من الذنوب والأوزار وهذا وغيره يكون للحاج اما في الصلاج فله بكل صلاة مائة الف صلاة كما صرح بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام في قوله (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وفي مسجدي هذا بألف صلاة وفي المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة).
رابعا: يكتب للحاج في سفره زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليشفع له ويكون في قربه صلى الله عليه وآله وسلم حيث إنه قال (من زارني وجبت له شفاعتي وفي رواية اخرى: فقد فاز ونجا) ومن قرب من النبي فقد فاز ونجا من النار.
بهذا يكون الحج طهارة ونجاة ويكون فوزاٍ وفلاحاٍ ويكون جنة في جوار رسول الله عليه الصلاة والسلام.
خامسا: عندما يحج المسلم هو يغيض الشيطان حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى اله: ما رؤى الشيطان اصغر ولا احقر من يوم عرفة الا ما قد رآه يوم بدر لهذا جعل ربنا الدعاء يوم عرفة من أفضل الأدعية قال رسول الله: افضل الدعاء دعاء يوم عرفة هذا بالإضافة إلى ان هناك منافع دنيوية من التعارف والتشاور وبذل الصدقات وعمل يمثل وحدة الأمة وعدالة الإسلام ومساواته ورحمته.
وبالحج يتعلم الحاج الصبر وتحمل المشاق ويتعلم المسلم في رحلته إلى الحج عظمة الانبياء وجهادهم وآثارهم وصبرهم من خلال المآثر التي يزورها ويؤجر عليها.
نسأل ربنا أن يجعلنا من المسافرين إلى بيته العتيق انه نعم المولى ونعم النصير.